آخر الأخبار
ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن ticker ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات ticker الشموسة .. نائب جديد يطالب باستقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات ticker ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر

ملفات الإصلاح على ظهر سلحفاة

{title}
هوا الأردن - جميل النمري

بحضور وزير المالية وعدد من المدراء أو نوابهم في القطاعات المعنية؛ كالضريبة والجمارك والأراضي ومكافحة الفساد، تم عقد اجتماع مهم في مجلس النواب مع لجنة النزاهة والشفافية، لمناقشة موضوع التهرب الضريبي. وبعد نقاش مستفيض، تم الاتفاق على تشكيل لجنة مصغرة من الجهات المختلفة والنواب، لمتابعة الموضوع والخروج بخطّة وتوصيات.


لتكوين فكرة عن الموضوع، يكفي أن نورد أرقاما حول حجم الإيرادات غير المحصلة للخزينة، وهي تصل مليارين وثلاثمائة مليون دينار، منها مليار ومائتا مليون دينار تهرب ضريبي حسب تقديرات للعام 2012، كما تضمنتها وثيقة حكومية. ومع أن البعض يتحفظ ويفترض استحالة الحصول على أرقام في هذا المجال، إلا أن الأرقام، من وجهة نظري، قد تكون أقلّ من الواقع. ويمكن تقدير ذلك بدراسة حجم النشاط في كل قطاع والحجم المفترض للإيرادات منه، تماما كما يمكن تقدير فاقد المياه بالفارق بين حجم التوريد من المصادر المركزية وحجم تحصيلات الفواتير.


طبعا، الثقة متدنية في قدرة هكذا لجان على ما هو أبعد من التشخيص وتقديم توصيات عامّة. وبافتراض أن لجنة كهذه ستجتمع فعلا وتتابع وتخرج باستخلاصات وتوجيهات، فإن أي مقترحات تحتاج إلى دراسة وتمحيص، ثم خطة عمل ومثابرة ومساءلة على الإنجاز، وحرص من المسؤولين وعزيمة وسلطة قرار مسنودة بالدعم والتمويل. وتوافر هذه الروافع معا هو شيء عزيز المنال؛ فالواقع في هذا القطاع مثل كل قطاع آخر، الأدوات التي يفترض أن تنفذ الإصلاح هي نفسها مهترئة وبحاجة إلى إصلاح.


أنتظر الفرصة لاقتطاع بعض الوقت من أجل "دراسة" وثيقة الأردن 2025، أو خطّة السنوات العشر 2015-2025 التي طلبها جلالة الملك وقدمتها الحكومة في حفل رسمي. وقد تكون مطابقة لأفكاري حول الإصلاح في كل قطاع، لكن الإصلاح ليس فقط العثور على الأفكار والأهداف الصحيحة، بل أخذ القرارات الصحيحة في كل وقت، وعندنا يتهيب المسؤولون عن القرار، غالباً، ويميلون إلى التعويم والبقاء في المساحة الرمادية، أو يتقاعسون عن توفير الأدوات للتنفيذ.


لقد عقدت اجتماعات لجان نيابية لغير قطاع، وضعت كل المسائل الرئيسة على الطاولة تحت ضغط المشاكل العويصة القائمة وحالة الترهل والتدهور في الأداء وفي الخدمات. وكنت ألاحظ دائما ميل المسؤولين إلى التعويم والتهرب من الالتزام بشيء محدد؛ فكل شيء يحتاج دراسة، ولكل مقترح سلبيات ومحاذير، ولكل فجوة أو عجز تفسير. والمحصلة التي يمكن استنتاجها من دون أن تقال، هي الاستسلام لواقع الحال، وأنه ليس بالإمكان أحسن مما كان.


يمكن أن أستعرض العديد من الملفات التي تعكس هذا الواقع، رغم اجتراح تقدم أو إنجاز هنا وهناك؛ التعليم، والتعليم العالي، والطاقة، والمياه، والصحة، والنقل، والبيئة، وغيرها. وسأضرب مثلا من القطاع الصحي، ما دمت أمس واليوم الذي قبله قد تصادفت في جلسات مع أطباء وعاملين في القطاع الصحي، وكان هذا الهم محور الحديث.


إذ عقدت لجنة الصحة في مجلس النواب اجتماعا موسعا بحضور الوزير ومسؤولين في القطاع، لمناقشة ما اعتبرته حالة انهيار في القطاع الصحي تستوجب خطة صارمة للإصلاح. وتم تداول الكثير من الملفات والأفكار والمقترحات. ثم لم يحدث شيء. وقد سمعت مؤخرا عن بعض الأشياء: إنجاز جزء من مشروع الشبكة الحاسوبية للأدوية، ومشروع إنشاء مجلس أعلى للرقابة على السياحة العلاجية، ومشروع التمديد للأطباء الاختصاصيين لخمسة وستين وسبعين عاما للحفاظ على الكفاءات التي تحتاجها وزارة الصحة، وشراء خدمات الاختصاصيين من القطاع الخاص تعويضا عن نقصها في القطاع العام. والقراران الأخيران جاءا تحت ضغط النقص الخطير في الاختصاصيين ونزف الكفاءات من "الصحة".

وشراء الخدمات هو حل مؤقت لسد ثغرة خطيرة، أمّا خطّة ملموسة وبقرارات محددة للإصلاح، فلم توجد بعد.

تابعوا هوا الأردن على