هل يتخوف الاردن من ايران وحزب الله؟
تخوض قوات ايرانية ومعها قوات من حزب الله بالاضافة الى الجيش السوري معارك كبيرة في مناطق معينة في جنوب سورية، ضد الجماعات المسلحة، مع دعم روسي واضح، وشراكة جزئية لمقاتلين افغان ينتمون لمذهب محدد.
تؤكد المعلومات ان الوضع الميداني بدأ يميل فعليا لصالح هذه القوات ضد الجماعات المسلحة، ودرعا المدينة كما هو معروف بيد النظام، فيما العمليات تمتد الى بقية محافظة درعا، لخلع الجماعات المسلحة منها. بيد ان السؤال الذي يتردد في عمان وغيرها، يتعلق بمدى احتمال الاردن لوجود قوات ايرانية وقوات من حزب الله، وغيرها من قوات ذات صبغة مذهبية على حدوده، او تقترب من حدوده بشكل او آخر، وما مدى الخطر الذي تشكله هذه القوات فعليا على الاردن، وهل افتراض الخطر، صحيح، ام مجرد مبالغة؟!.
يقول مطلعون هنا ان الاردن تلقى ضمانات سرية من الروس ان لا تؤدي العمليات الى اقتراب القوات الايرانية وقوات حزب الله وغيرها من قوات من الحدود الاردنية، وهناك تفاهمات على ما يبدو بين عمان وموسكو حول هذا الملف تحديدا بما للروس من تأثير على هذا المعسكر حيث قدم الروس ضمانات من اجل طمأنة الاردن في هذا الصدد. شخصيات دبلوماسية غربية رفيعة المستوى في عمان، تعتقد في تقييماتها ان الاردن لن يكون مستهدفا من القوات الايرانية او اي قوات لحزب الله، اذ ترى هذه الشخصيات، ان الخطر الاكبر على الحدود يتعلق بالجماعات المسلحة مثل داعش وغيرها من جماعات.
العلاقات بين الاميركيين والروس، على مايبدو تجتمع عند نقطة واحدة تتعلق بالاردن، وهناك توافق بين البلدين ان الاردن في هذه القصة خط احمر بالنسبة للاميركيين، وهو ما تدركه موسكو تحديدا، وهي ايضا على صلة جيدة بعمان .
الاردن في كل الحالات لن يقبل ان تلجأ دمشق الى اي قوات ايرانية او قوات من حزب الله لحراسة الحدود مع الاردن او لادارة المعابر والحدود، او تولي امن المنطقة المحاذية للاردن، ويتقبل الاردن وفقا لمعلومات مؤكدة، عودة ما كان سائدا من وجود قوات رسمية سورية، وفي حالات اخرى قوات المعارضة السورية المعتدلة على افتراض بقاء الاخيرة في تلك المنطقة. في الحديقة الخلفية للعلاقات الاردنية السورية، ارث كبير من التصعيد السياسي بين البلدين، وتصريحات المسؤولين السوريين تتهم الاردن دوما بتمرير السلاح والمقاتلين الى سورية، وارث التصريحات تقرأه عمان، على اساس يقول ان دمشق الرسمية قد تتعمد لاحقا الى اثارة حنق الاردن وقلقه بشكل متعمد، عبر الثأر والاستعانة بقوات ايرانية او من حزب الله، او افغانية ، للاشراف على الحدود مع الاردن، من باب المكايدة السياسية.
هذا الاعتقاد، دفع الاردن مرارا الى اجراء اتصالات مع عواصم فاعلة، اذ يريد الاردن ان يجعل القضية مرتبطة بأمن الاقليم، وليسبأمنه وحده على وجه الحصر والتحديد. لكن يبقى السؤال ماذا لو تراجع الروس عن تعهداتهم، واستيقظت عمان على انتصارات للروس ومن والاهم في سورية، وبحيث تكون النتيجة معاكسة، وبحيث تمتد قوات ايرانية ولبنانية من حزب الله، وافغانية، على طول الحدود مع الاردن؟!. ما الذي سيفعله الاردن يومها...دعونا ننتظر ونرى؟!.