آخر الأخبار
ticker المواقع السياحية في الطفيلة تشهد حركة سياحية نشطة ticker في عيد الجلوس .. فعاليات المفرق تحتفي بإنجازات الملك عبدالله الثاني ticker في ذكرى الجلوس .. أبناء العقبة يستذكرون الإنجازات التي تحققت في عهد الملك ticker عيد الجلوس الملكي .. نهج مستمر برعاية ذوي الإعاقة ودمجهم ticker عجلون تسجّل انتعاشا سياحيا خلال عطلة العيد ticker الملكية لشؤون القدس : عيد الجلوس استمرار لمسيرة البناء ticker متصرفية الأغوار الشمالية تدعو لعدم الاقتراب من المسطحات المائية ticker ترامب يعلن مباحثات تجارية بين واشنطن وبكين في لندن ticker ارتفاع احتياطيات النقد الأجنبي بالصين إلى 3.2853 تريليون دولار في أيار ticker القسام تعلن تفجير عين نفق بقوة صهيونية من 6 جنود ticker أولمرت: حكومة إسرائيل عصابة إجرام برئاسة نتنياهو ticker مظاهرات في عواصم أوروبية تنديدا بحرب الإبادة والتجويع في غزة ticker سوريا تعفي الأردنيين من رسوم التأشيرة وسماح الاقامة لمدة 6 أشهر ticker تكية أم علي تباشر بتوزيع لحوم الأضاحي المحلية الطازجة ticker مظاهرة حاشدة في تل أبيب تطالب بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى ticker 100 ألف أضحية سورية تساهم في استقرار الأسعار بمحافظات الشمال .. والعاصمة عمان الأعلى مبيعا ticker ارتفاع رؤوس أموال شركات الصرافة إلى 119 مليون دينار في 2024 ticker تراجع الإعفاءات على رسوم تصاريح عاملات المنازل 80% ticker نقل مجاني لحاملي هذه التذاكر عبر الباص السريع وباص عمّان ticker سوريا تفكك مخيم الركبان قرب حدود الأردن وتنهي "مثلث الموت"

"بنقردان" هل تتكرر العملية؟

{title}
هوا الأردن - فهد الخيطان

تنطوي عملية مدينة بنقردان التونسية على تطور خطير في أساليب عمل تنظيم "داعش" الإرهابي،  يتعين على جميع دول المنطقة التي تواجه تحدي الجماعات الإرهابية التمعن فيه واستخلاص الدروس.
اتبع "داعش" في بنقردان أسلوبا مبتكرا في هز الوضع الأمني بدولة مستقرة نسبيا؛ عشرات من الإرهابيين الأشداء يهاجمون مدينة صغيرة بشكل مباغت، ويسيطرون على مراكز السلطة والأمن فيها، ويتحصنون في أزقتها، فيتطلب إخراجهم معركة شرسة استغرقت أياما.
العملية بحد ذاتها اختبار لقدرة القوى الأمنية وجاهزيتها. ومقاتلو التنظيم الإرهابي ليسوا بالسذاجة التي يعتقدون معها أن بإمكانهم الاحتفاظ بالسيطرة على المدينة لأمد طويل. الهدف باختصار هو ضرب الثقة بقدرة الأجهزة الأمنية، وتأكيد جاهزية التنظيم في المباغتة والتسلل من الخواصر الضعيفة للدولة، حتى لو كلفتهم محاولة الإثبات حياة العشرات من العناصر.
امتصت القوى الأمنية التونسية الصدمة بشكل سريع، واستعادت زمام المبادرة، لكنها اضطرت في نهاية المطاف لخوض مواجهة دموية مع الإرهابيين، وضعت تونس على القائمة الحمراء لعدة أيام، قبل أن تقضي على المجموعة التي هاجمت المدينة.
لاتنطبق ظروف تونس تماما على سواها من الدول العربية؛ حدود رخوة مع ليبيا المجاورة التي أصبحت مرتعا للإرهابيين، ومصدرا لتهديد عالمي، والآلاف من التونسيين المقاتلين في صفوف الجماعات الإرهابية، وقد تمكن المئات منهم من العودة إلى تونس وتنفيذ عمليات مميتة في العاصمة ومدن سياحية أخرى.
لكن هذه الإختلافات لا تنفي إمكانية محاكاة تجربة بنقردان في دول أخرى، تتمتع بقدرات أمنية أفضل.
نجاح التنظيم الإرهابي في اختراق المنظومة الأمنية التونسية التي تعاني من إشكاليات بنيوية بسبب الظروف الانتقالية التي مرت فيها الدولة، أغرى الإرهابيين بتطوير وسائل عملهم، والانتقال من طور العمليات الفردية إلى الهجمات الجماعية على المدن لإخضاعها قسرا لحكمهم المتوحش.
المحاولة "الأولى" في بنقردان أخفقت، لكنها ستصبح مصدر إلهام لعناصر التنظيم في تونس ودول عربية أخرى. يمكن ببساطة اختيار بلدات أو أحياء في مدن بعيدة عن مراكز السلطة التقليدية، ومهاجمتها ببضع عشرات من الإرهابيين، وإعلانها جزءا من أراضي دولتهم المزعومة في العراق وسورية. لن يكون من السهل على قوات الأمن استعادة السيطرة؛ فالإرهابيون سيتخذون من السكان العزل دروعا بشرية لحماية أنفسهم، ويتحصنون في مناطق مكتظة بالمواطنين لجعل مهمة تحرير البلدة مكلفة على قوات الأمن وعلى السكان أيضا.
وعادة ماتراهن هذه العصابات على الصورة الإعلامية لتعميم النموذج، وإحراج مؤسسات الدولة، فيكفي على سبيل المثال إجبار مواطنين من البلدة على الوقوف أمام كاميرا هاتف خلوي، وإعلان مبايعتهم لدولة الخلافة وأميرها، وإرسال الفيديو على الفور لشبكة الإنترنت.
إنه سيناريو مرعب حقا، قد يقول البعض إنه خيالي وصعب التطبيق، لكن ماحصل في بنقردان يدق ناقوس الخطر، ويؤكد أن هذه العصابات الإرهابية لا تتوانى عن فعل كل مايمكن من الأعمال الشريرة كي تستمر في دائرة الضوء، والبقاء على قيد الحياة في ظل الحصار الخانق الذي تتعرض له في مناطق سيطرتها.

تابعوا هوا الأردن على