آخر الأخبار
ticker زين والأردنية لرياضة السيارات تُجددان شراكتهما الاستراتيجية ticker البحث الجنائي يكشف ملابسات جريمة قتل سيّدة في عام 2006 في محافظة الكرك ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشائر السواعير والأزايدة والشديفات والأرتيمة ticker الأردنيون خلف نشميات السلة في مواجهة ايران اليوم ticker عمان الأهلية تحتفل بيوم العلم الأردني بأجواء مميزة ticker معرض للجامعات الأردنية في السعودية ticker رابطة العالم الإسلامي تؤكد وقوفها وتضامنها مع الأردن ticker الأمم المتحدة: 500 ألف نزحوا بغزة منذ منتصف آذار الماضي ticker منتخب السلة للسيدات يفوز على نظيره السوري ticker صرح الشهيد يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker رابطة علماء الأردن تستنكر كلِّ أشكال العبث أو المساس بأمن المملكة ticker بالصور .. جامعة البلقاء التطبيقية تحتفل بيوم العلم الاردني ticker الدبعي يرعى ختام مسابقة هواوي الإقليمية لتقنية المعلومات في عمّان ticker المهندسين : نُحيّي جهود أجهزتنا الأمنية ونؤكد أن أمن الأردن فوق كل اعتبار ticker معهد العناية بصحة الأسرة يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker سفيرة جديدة لـ بروناي في الأردن ticker تخصيص 350 ألف دينار لتنفيذ مشروع النُّزُل البيئي في محمية اليرموك ticker الموافقة على اتفاقية مشروع تعزيز النظام البيئي في حسينية معان ticker بالصور .. المحكمة الدستورية تضيء مبناها بيوم العلم ticker توقيف لبنان لأعضاء في حماس .. هل له ارتباط بملف الأردن ؟

نجاح وفشل الصهيونية

{title}
هوا الأردن - حمادة فراعنة

خمسون مواطناً من يهود اليمن رفضوا الأستجابة لتحريض الوكالة اليهودية لمخطط ترحيلهم نحو فلسطين ، وفضلوا البقاء في وطنهم اليمني ، بإعتبارهم مواطنين يمنيين مثلهم مثل باقي أهل اليمن ، يواجهون المتاعب وعذابات الحرب البينية المشتعلة بين طرفي الصراع المقيت كأدوات لصراعات إقليمية لا ذنب لهم فيها ، ولا إنحياز لهم لمن يدعي أنه داعم للسنة ، ولمن يدعي أنه مساند للشيعة ، فالصراع سياسي بإمتياز فُرض على أهل اليمن ويدفعون ثمنه بلا أي مكسب يمكن أن يتحقق سواء إنتصر هذا الفريق أو ذاك ، والحصيلة هو دمار اليمن وخرابه وترك فجوة من الحقد والكره بين معسكري أبنائه لسنوات طويلة ، بدون أن يحقق أحدهما أهدافه السياسية المطلقة وها هو وفد الحوثيين في الرياض يثبت عدم الأنتصار وعدم الهزيمة لأي منهما أمام الأخر .
فشلت الوكالة اليهودية ، في دفع خمسون مواطناً يهودياً من ترك بلدهم اليمني والرحيل عنه ، بينما نجحت في إقناع سبعة عشر يمنياً يدينون باليهودية ، ونقلهم بشكل سري إلى فلسطين تحت غطاء الحرب اليمنية المدمرة لكل ما هو حي على أرض اليمن ، بدون تمييز بين من هو مسلم أو يهودي ، سني أو شيعي ، ومع ذلك ، ورغم الخراب والموت الذي يسود اليمن بسبب الحرب ، مع ذلك أصر هؤلاء من مواطني اليمن مواصلة الأخلاص لوطنهم والأنحياز لخيار مواطنتهم مهما كان الثمن ، إذ لا يعتقد هؤلاء أن هناك بلداً أخر أو وطناً بديلاً يُوفر لهم الملاذ والأستقرار والطمأنينة ، غير بلدهم اليمن الذي ولدوا فيه وعاشوا على أرضه ومع أهله المواطنة والشراكة ، ولا زالوا .
الخمسون مواطناً يهودياً من أهل اليمن من يحترم خيارهم ؟ ومن يُقدر عدم رغبتهم في الرحيل عن بلدهم ؟ ومن يقف أمام صلابة رفضهم بالرحيل إلى فلسطين ؟ ومن ينظر لهم بعين المسؤولية لأنهم رفضوا الأستجابة لمشروع الصهيونية وأداتها الوكالة اليهودية في تجنيدهم وتنظيم نقلهم إلى فلسطين ؟ ومن يضمن لهم الأمن على حياتهم ؟ من يقف أمام هذا الحدث ، مهما بدا بسيطاً ومتواضعاً ، في غمرة حروب العرب البينية ، وفي ظل مأزق التناحر الأسلامي إسلامي ، والذي يأخذ في طريقه إشاعة الموت والهلاك لكل ما هو أخر سواء كان مسيحياً أو يهودياً ، كردياً أو أشورياً ، أو أي مكون أخر غير العرب ومن غير المسلمين !! .
هؤلاء من أهل اليمن مثلهم مثل يهود البحرين وتونس والمغرب هم جزء من شعبنا العربي ، وهم من قوميتنا العربية ، هم جزء منا ونحن إمتداد لهم ، لا فضل لأحد منا على الأخر ، فكلنا موحدين ، لنا إله واحد نقر به ونعبده ، وهو إله سيدنا موسى ، كما هو إله سيدنا عيسى ، وهو نفسه إله سيدنا محمد إذا كنا مؤمنين حقاً ، إله اليهود والمسيحيين والمسلمين ، هو إله واحد لا غيره .
لقد نجحت الصهيونية في تجنيد بعض اليهود ، ولكنها فشلت في تجنيد كل اليهود ، وترحيلهم إلى فلسطين ، على خلفية الجرائم والمذابح التي إرتكبها النازيون الألمان والفاشيون في إيطاليا بحق اليهود ، وإستغلت ذلك ووظفته لجعل وجهة اليهود نحو فلسطين وجعلها وطناً قومياً لليهود ، هرباً من أوروبا ، ومع ذلك لم يرحلوا جميعاً إلى فلسطين لأن جزءاً كبيراً منهم رحل إلى أميركا ، ولذلك علينا أن نتحلى بالشجاعة والأقرار بعدم تحميل كل اليهود مسؤولية إستعمار فلسطين وتشريد نصف شعبنا من أرض وطنه ، أسوة بعدم تحميل كل المسلمين جرائم تنظيمي القاعدة وداعش سواء بحق المسلمين أو بحق غيرهم .
فالصراع على أرض فلسطين ، هو صراع سياسي بين المشروع الأستعماري التوسعي الإسرائيلي ، وبين المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني ، وعنوانه مفردتان هما الأرض والبشر ، وقد إستطاعت الصهيونية ومشروعها الأستعماري إحتلال كل الأرض على كامل فلسطين ، ولكنها لم تستطع طرد كل الشعب العربي الفلسطيني عن كامل وطنه ، وهي إستطاعت إقناع وتجنيد وجلب جزءاً من اليهود ، ولكنها أخفقت في كسب كل اليهود لمشروعها الأستعماري على الأرض الفلسطينية ، فيهود أميركا أكبر عدداً من يهود فلسطين ، ولذلك تبرز أهمية رفض ما تبقى من يهود اليمن في الرحيل إلى فلسطين ، وهذا ما يجب الأهتمام به وإعلاء شأنه والتركيز عليه رفضاً للمشروع الصهيوني ودعماً للمشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني ، وعدالة نضاله ومشروعية حقوقه وأهدافه وتطلعاته .
h.faraneh@yahoo.com

تابعوا هوا الأردن على