آخر الأخبار
ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات ticker عوني عمار فريج يحصد فضية بطولة المحترفين الرابعة للتايكواندو على مستوى المملكة ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية ticker النوايسة يلتقي أعضاء قطاع الإعلام الشبابي في المعهد السياسي ticker بالصور .. الأمن ينفذ تمرينا تعبويا شاملا لمواجهة الطوارئ ticker افتتاح مشروع نظام تجفيف الحمأة في البيوت الزجاجية الشمسية ticker المصري يؤكد أهمية تطوير أداء البلديات ورفع سوية خدماتها ticker وزير الأشغال يطلع على الأعمال النهائية لمركز حفظ المقتنيات الأثرية ticker ضبط كميات كبيرة من التمور مجهولة المصدر في الكرك ticker المستشار في الديوان الأميري الكويت يستقبل وزير الثقافة والوفد المرافق

إسرائيل تكسب – لكن إلى حين

{title}
هوا الأردن - أيمن الصفدي

يظنّ نتنياهو أنّ إسرائيل تعيش أفضل مراحلها، وتمتلك فرصاً غير مسبوقة، وقد لا تتكرّر، لتكريس سيطرتها على كلّ الأراضي التي احتلّتها منذ العام 1967 واقعاً يستحيل تغييره. لذلك يتوسّع النظام الإسرائيليّ في الاستيطان، ويخنق الاقتصاد الفلسطينيّ بهدف دفع الفلسطينيّين نحو الهجرة، ويستعمل جميع أدوات القمع والمراوغة وصناعة المصالح المشتركة مع العالم الخارجيّ لفرض تقبّل المجتمع الدوليّ أنّ إسرائيل باقيةٌ على احتلالها وتتمدّد فيه.


نتنياهو محقٌّ في فرضيّته فرادة الفرصة التي سقطت في حضن إسرائيل لتحقيق أقصى مطامعها.
لكن على المدى القصير فقط.


كلّ الظروف الفلسطينيّة والإقليميّة والدوليّة مواتيةٌ الآن للدفع نحو تنفيذ الأجندة الإسرائيليّة المتطرّفة.
فلسطينيّاً، ما يزال الانقسام وباءً ينخر في الجسد السياسي، فيضعف المجتمع وقدراته التنظيميّة لصالح إسرائيل التي تدفع الفلسطينيّين قصدا نحو اليأس المولّد للعنف لتجذّر صورة العربيّ العنيف الذي لا يمكن التعايش معه أو الوثوق بسلميّته. تريد إسرائيل دفع الفلسطينيّين نحو التطرّف لاستخدام ذلك حجّة أنّ لا شريك فلسطينيّاً في جهود السلام، وهي الذريعة التي تصدّرت خطاب التطرّف "النتنياهوي" المستهدف قتل حلّ الدولتين.


عربيّاً،عالم العرب في مواجهة انهيارٍ حضاريٍّ دمّر دولاً ويقوّض أخرى، وفرض أولوياتٍ لا مكان للقضيّة الفلسطينيّة بينها. الجبهات متعددةٌ والصراعات وجوديةٌ في غير دولة. والإمكانات كلّها، عسكريّاً وسياسيّاً واقتصاديّاً، مكرّسة لحلّ الضاغط من التحدّيات. القضيّة الفلسطينيّة مهمةٌ في جميع الحسابات العربيّة. لكنّها ليست ضاغطةً إلا في الحسابات الأردنيّة والفلسطينيّة. هي إذن مؤجلةٌ إلى حين تتراجع عاجليّة التحدّيات الأخرى. وذاك مآلٌ سيطول انتظاره كثيراً.


أمّا عالميّاً، فأوباما أعلن أن لا مكان لجهود استئناف مفاوضات السلام على أجندته. أولويّته في المنطقة الآن هي تحييد خطر "داعش" على بلاده. وهو لا يرى صلةً بين قهر الفلسطينيين ونموّ الضلاليّة الإرهابيّة.


فرنسا تعمل على استضافة مؤتمرٍ دوليٍّ لتحريك الجهود السلميّة. لكنّ جهدها سيكون حرثاً في ماء. فهي لا تملك القدرة على الضغط على إسرائيل للانخراط بجديةٍ في أيّ محادثات سلام. وحدها أميركا قادرةٌ على تحريك المفاوضات. وهي إذ قرّرت عدم فعل ذلك، لن يتمخّض عن الجهد الفرنسيّ أيّ اختراق، خصوصاً أنّ نتنياهو لا يريد أيّ محادثاتٍ تُعيق خطّته تغيير الواقع على الأرض بما يقتل كلّ فرص حلّ الدولتين الذي يشكّل أساس الطرح الفرنسيّ.


أيّ قراءةٍ واقعيةٍ للمشهد تقود إلى استنتاج أنّ أحداً لن يستطيع في هذه المرحلة كبح جموح نتنياهو ووقف مخطّطاته توسيع الاستيطان ووأد فرص السلام، الذي يشكل قيام الدولة الفلسطينيّة المستقلّة شرطه الأساس.
ما يعني أنّ الخيارات أمام القيادة الفلسطينيّة محدودة. لا شكّ أنّ ثمّة فائدةً لمحاولات السلطة الفلسطينيّة تثبيت حقّها وإدانة الاستباحات الإسرائيليّة وتوثيقها في المؤسّسات الدوليّة. فالصراع طويل الأمد، وسيكون لكلّ نجاحٍ في حشد موقفٍ دوليٍّ داعمٍ للحقوق الفلسطينيّة قانونيا أو سياسيا أثره ذات لحظةٍ مختلفة.


لكنّ الجهد الذي سيكون له أثر أكبر في هذه اللحظة الصعبة هو العمل في الداخل الفلسطينيّ. فإعادة بناء المؤسّسات الفلسطينيّة، بما يضمن فاعليّتها في تحسين ظروف حياة الفلسطينيّين وتثبيتهم على أرضهم وحماية حسّهم الوطنيّ المستنير المترجَم عملاً ممنهجاً، هو العمل الأكثر قدرةً على تقليل الخسائر في هذه المرحلة، التي تميل لصالح إسرائيل بشكلٍ قد يكاد يكون غير مسبوق منذ كارثة 1948.


أمّا على المدى البعيد، فالتاريخ يقول إنّ الرياح ستنقلب على الدولة المُحتلّة.


فالاحتلال حالٌ شاذةٌ لا يمكن أن تدوم. الشعوب لا تنسى حقوقها، والسعي لاستعادتها يبقى ويتجدد ما بقي الاحتلال. ولو امتلك نتنياهو الحكمة لرأى إلى الأوضاع في سورية حافزاً لرفع الظلم عن الفلسطينيين لا فرصةً للتغوّل فيه وتكريس السيطرة على الجولان. ذاك أنّ درس سورية الأهم هو أنّ الشعوب تصبر على القهر - لكن إلى حين.


الراهن يتيح لإسرائيل الإمعان في احتلالها وسرقة المزيد من الأرض المحتلّة. لكن ما ترى إليه إسرائيل اليوم مكسباً يقوّي سطوتها وأمنها سيصير، حتّى لو في المستقبل البعيد، سبباً آخر لتقويض استقرارها.
أمن إسرائيل واستقرارها شرطهما إعطاء الفلسطينيّين أمنهم واستقرارهم وحرّيتهم، وليس الإمعان في حرمانهم منها.

 
 
تابعوا هوا الأردن على