آخر الأخبار
ticker الآداب والعلوم في عمّان الأهلية تشارك بمؤتمر "تمكين الأسرة في المجتمعات المعاصرة" ticker العمارة والتصميم في عمان الاهلية تطلق ورش عمل لتطوير المقررات الدراسية وفق المعايير الدولية ticker صيدلة عمان الاهلية تشارك بحملة توعوية حول سرطان الثدي بالتعاون مع نقابة الصيادلة في السلط ticker بنك الإسكان ينظم يوم صحي توعوي لموظفيه بمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي ticker بنك الإسكان ينظم يوم صحي توعوي لموظفيه بمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي ticker عمان الأهلية حذفت المستحيل من قواميسها !! ticker البنك العربي الاسلامي الدولي يجري تجربة إخلاء لمبنى الإدارة العامة ticker البنك الأهلي الأردني يتوّج بجائزة "أفضل موقع إلكتروني مصرفي في الأردن لعام 2025" من مجلة Global Brands البريطانية ticker زين الأردن تزوّد "جو بترول" بخدمات الاستضافة المشتركة ticker أورنج الأردن ترعى هاكاثون "X META CTF" لتعزيز مهارات الشباب في الأمن السيبراني ticker Zain Great Idea يجمع نُخبة من الخُبراء الدوليين لتوجيه المُبادرين واستكشاف فرص النمو للشركات الناشئة ticker زين الأردن تجدّد دعمها للمشروع الوطني لمراقبة نوعية المياه عن بُعد ticker تقرير يتحدث عن مشاركة حماس في تشكيل الحكومة بغزة ticker بالاسماء .. أمانة عمّان تُنذر 19 موظفًا بالفصل ticker بالاسماء .. وزارة التنمية تحل 41 جمعية ticker النقد الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الأردن للعام المقبل إلى 3% ticker الخزاعي: العنف الجامعي يهدد بحرمان الاقتصاد الأردني من 700 مليون دينار ticker الأردن .. الأهلي يرفض المشاركة في دوري السلة ticker انخفاض أسعار الذهب محليًا في تسعيرة ثالثة .. وغرام عيار 21 بـ 86.5 دينارًا ticker اتحاد المزارعين الأردنيين : لامبرر لاستيراد الزيت

بين الاحتفالية والعبودية المتجددة!

{title}
هوا الأردن - حسن أحمد الشوبكي

يقوم محمود بتحميل الحجارة على ظهره، لنقلها من المقالع والكسارات في صحراء معان جنوبا، إلى شاحنات النقل الكبيرة. وهو يضع قطعة جلدية فقط -لا تفعل الكثير- لحماية جسده من ثقل هذه الأحجار، في حين يرتفع الوزن فوق ظهره لأكثر من خمسين كيلوغراما في كل مرة. وهو يتقاضى بعد كل هذا العناء، ومن معه من عمال آخرين، نحو 35 دينارا جراء تحميل "قلاب" بسعة 130 مترا. ويتوزع هذا المبلغ المتواضع على خمسة، ليكون نصيب الواحد منهم سبعة دنانير!


لك أن تتخيل منسوب المعاناة تحت شمس حارقة، وحجم الخطر الصحي وسط تصاعد الأتربة وتطاير الغبار، علاوة على التهديد المباشر لظهور هؤلاء الرجال التي انحنت وأصابها ما أصابها من أمراض العظام والعمود الفقري بفعل بيئة العمل الظالمة، والتي تذكرنا بظلم ساد في عصور خلت، عندما كان العمال ينقلون على ظهورهم الحجارة الكبيرة لبناء مشهدية حضارية زائفة لأنها لم تحترم الإنسان، وتعاملت معه بشكل أقرب إلى العبودية منه إلى الإنسانية.


مشهد مؤلم ليس من التاريخ الغابر، بل يحدث اليوم بعد الألفية الجديدة وعلى مقربة منا. ويبقى السؤال: هل تجمدت التكنولوجيا ووسائلها لتبقى ظهور العمال جسرا لنقل الحجارة الثقيلة بعد كل هذه القرون من التطور والحداثة؟ يضاف إلى ذلك أن أكثر من 180 ألف عامل وعاملة احتجوا العام الماضي رفضا للظلم الواقع عليهم.


ومع السجل غير الأبيض في تعامل الحكومة مع حقوق العمال والتفاعل مع احتجاجاتهم المحقة في مجملها، لجأت الحكومة، وعلى نحو واضح، إلى الانحياز لأصحاب العمل على حساب حقوق العاملين، وهو ما يسهم في خلق بيئة عمل يسودها غياب الحقوق وعدم الثقة بين شركاء العمل الثلاثة؛ عمالا وأصحاب عمل وحكومة.
الظلم الأكبر الذي يقع على العمال في بلادنا يكمن في انخفاض مستوى الأجور الشهرية؛ فرواتب ثلثي العاملين بأجر تقل عن 400 دينار شهريا. ولنا تخيل حجم الفاقة التي يعيشها هؤلاء. فاربعمائة دينار بالكاد تكفي لأسبوعين من الشهر، ويحاول رب الأسرة، والحالة هذه، أن يعمل في مجالات أخرى في المساء كي يعوض النقص الحاصل في بيته بسبب تدني أجره ، ولينخرط من جديد في دوامة الحقوق الغائبة ومواصفات العمل التي يرضى بأقل القليل فيها من أجل أن يقي عائلته شر البرد والجوع. وفي مقابل هذا الألم الذي يضم السواد الأعظم من عمالنا، أطلت علينا الحكومة في عيد العمال بأنها تدرس قرار رفع الحد الأدنى للأجور!


في عيد العمال، لا يحتاج العمال إلى كلام حكومي منمق. إنهم يتطلعون إلى العيش بكرامة، وأن تكون حقوقهم محط اهتمام القانون وتطبيقاته، وقبل ذلك أن تكون حقوقهم ضمن سلم أولويات المجتمع والدولة، لا أن تتجدد عليهم ملامح العبودية بأشكالها البائسة قديما وحديثا.

 
 
تابعوا هوا الأردن على