آخر الأخبار
ticker المواقع السياحية في الطفيلة تشهد حركة سياحية نشطة ticker في عيد الجلوس .. فعاليات المفرق تحتفي بإنجازات الملك عبدالله الثاني ticker في ذكرى الجلوس .. أبناء العقبة يستذكرون الإنجازات التي تحققت في عهد الملك ticker عيد الجلوس الملكي .. نهج مستمر برعاية ذوي الإعاقة ودمجهم ticker عجلون تسجّل انتعاشا سياحيا خلال عطلة العيد ticker الملكية لشؤون القدس : عيد الجلوس استمرار لمسيرة البناء ticker متصرفية الأغوار الشمالية تدعو لعدم الاقتراب من المسطحات المائية ticker ترامب يعلن مباحثات تجارية بين واشنطن وبكين في لندن ticker ارتفاع احتياطيات النقد الأجنبي بالصين إلى 3.2853 تريليون دولار في أيار ticker القسام تعلن تفجير عين نفق بقوة صهيونية من 6 جنود ticker أولمرت: حكومة إسرائيل عصابة إجرام برئاسة نتنياهو ticker مظاهرات في عواصم أوروبية تنديدا بحرب الإبادة والتجويع في غزة ticker سوريا تعفي الأردنيين من رسوم التأشيرة وسماح الاقامة لمدة 6 أشهر ticker تكية أم علي تباشر بتوزيع لحوم الأضاحي المحلية الطازجة ticker مظاهرة حاشدة في تل أبيب تطالب بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى ticker 100 ألف أضحية سورية تساهم في استقرار الأسعار بمحافظات الشمال .. والعاصمة عمان الأعلى مبيعا ticker ارتفاع رؤوس أموال شركات الصرافة إلى 119 مليون دينار في 2024 ticker تراجع الإعفاءات على رسوم تصاريح عاملات المنازل 80% ticker نقل مجاني لحاملي هذه التذاكر عبر الباص السريع وباص عمّان ticker سوريا تفكك مخيم الركبان قرب حدود الأردن وتنهي "مثلث الموت"

بين الاحتفالية والعبودية المتجددة!

{title}
هوا الأردن - حسن أحمد الشوبكي

يقوم محمود بتحميل الحجارة على ظهره، لنقلها من المقالع والكسارات في صحراء معان جنوبا، إلى شاحنات النقل الكبيرة. وهو يضع قطعة جلدية فقط -لا تفعل الكثير- لحماية جسده من ثقل هذه الأحجار، في حين يرتفع الوزن فوق ظهره لأكثر من خمسين كيلوغراما في كل مرة. وهو يتقاضى بعد كل هذا العناء، ومن معه من عمال آخرين، نحو 35 دينارا جراء تحميل "قلاب" بسعة 130 مترا. ويتوزع هذا المبلغ المتواضع على خمسة، ليكون نصيب الواحد منهم سبعة دنانير!


لك أن تتخيل منسوب المعاناة تحت شمس حارقة، وحجم الخطر الصحي وسط تصاعد الأتربة وتطاير الغبار، علاوة على التهديد المباشر لظهور هؤلاء الرجال التي انحنت وأصابها ما أصابها من أمراض العظام والعمود الفقري بفعل بيئة العمل الظالمة، والتي تذكرنا بظلم ساد في عصور خلت، عندما كان العمال ينقلون على ظهورهم الحجارة الكبيرة لبناء مشهدية حضارية زائفة لأنها لم تحترم الإنسان، وتعاملت معه بشكل أقرب إلى العبودية منه إلى الإنسانية.


مشهد مؤلم ليس من التاريخ الغابر، بل يحدث اليوم بعد الألفية الجديدة وعلى مقربة منا. ويبقى السؤال: هل تجمدت التكنولوجيا ووسائلها لتبقى ظهور العمال جسرا لنقل الحجارة الثقيلة بعد كل هذه القرون من التطور والحداثة؟ يضاف إلى ذلك أن أكثر من 180 ألف عامل وعاملة احتجوا العام الماضي رفضا للظلم الواقع عليهم.


ومع السجل غير الأبيض في تعامل الحكومة مع حقوق العمال والتفاعل مع احتجاجاتهم المحقة في مجملها، لجأت الحكومة، وعلى نحو واضح، إلى الانحياز لأصحاب العمل على حساب حقوق العاملين، وهو ما يسهم في خلق بيئة عمل يسودها غياب الحقوق وعدم الثقة بين شركاء العمل الثلاثة؛ عمالا وأصحاب عمل وحكومة.
الظلم الأكبر الذي يقع على العمال في بلادنا يكمن في انخفاض مستوى الأجور الشهرية؛ فرواتب ثلثي العاملين بأجر تقل عن 400 دينار شهريا. ولنا تخيل حجم الفاقة التي يعيشها هؤلاء. فاربعمائة دينار بالكاد تكفي لأسبوعين من الشهر، ويحاول رب الأسرة، والحالة هذه، أن يعمل في مجالات أخرى في المساء كي يعوض النقص الحاصل في بيته بسبب تدني أجره ، ولينخرط من جديد في دوامة الحقوق الغائبة ومواصفات العمل التي يرضى بأقل القليل فيها من أجل أن يقي عائلته شر البرد والجوع. وفي مقابل هذا الألم الذي يضم السواد الأعظم من عمالنا، أطلت علينا الحكومة في عيد العمال بأنها تدرس قرار رفع الحد الأدنى للأجور!


في عيد العمال، لا يحتاج العمال إلى كلام حكومي منمق. إنهم يتطلعون إلى العيش بكرامة، وأن تكون حقوقهم محط اهتمام القانون وتطبيقاته، وقبل ذلك أن تكون حقوقهم ضمن سلم أولويات المجتمع والدولة، لا أن تتجدد عليهم ملامح العبودية بأشكالها البائسة قديما وحديثا.

 
 
تابعوا هوا الأردن على