الفايز: الاردن تحمل كثيراً
هوا الأردن - أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز أن منطقة الشرق الاوسط تعيش العديد من الازمات السياسية ما رتب على الاردن تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة بسبب الاعداد الكبيرة من اللاجئين الذي قدموا اليه بحثا عن الاستقرار والامن وذلك منذ عام 48 واليوم فإنه يستقبل على ارضه حوالي مليون ونصف المليون لاجئ سوريا.
وأضاف الفايز في كلمة القاها مندوباً عن جلالة الملك عبد الله الثاني في قمة المنتدى العالمي للنساء في البرلمان المنعقدة تحت القبة الاربعاء أن الصراعات في العالم لا تؤثر على المنطقة العربية فقط فهي تشكل مشكلة عالمية٬ تؤثر على المرأة بشكل مباشر مما يجعل من لجوء المرأة تحديا جديد للاجندة التنموية للعام ٬2030 وهذا الامر يتطلب من الجميع مناقشته والوقوف على افضل السبل لإيجاد افضل الحلول لهذا التحدي.
وأشار إلى أن الأردن تحمل تبعات اللجوء المختلفة وكلفها الاقتصادية والامنية والاجتماعية رغم قلة موارده الطبيعية ورغم الضغوطات الكبيرة التي تواجهه البنى التحتية وقطاعات الصحة والتعليم والعمل في الوقت الذي عجزت فيه الدول الكبرى عن تحمل ما تحمله الاردن.
وأضاف أن الاردن اليوم من اكبر الدول المستضيفة للاجئين داعيا المجتمع الدولي الى ان يتحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين واتجاه الاردن لتمكينه من الاستمرار بهذا الدور الانساني والاخلاقي الذي يقوم فيه نيابة عن العالم.
ولفت إلى ان انعقاد هذه القمة العالمية لأول مرة في الاردن على مستوى الشرق الاوسط وشمال افريقيا والأردن يجري اصلاحات شاملة في مختلف جوانب حياتنا هدفها تعزيز المشاركة الشعبية وتكريس الحريات العامة وحقوق الانسان ومنح القضاء الاستقلالية التامة والفصل بين السلطات الدستورية٬ وتمكين المرأة والارتقاء بدورها وتفعيل دور الشباب واصلاح منظومة القوانين التي تحمي المرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال الفايز عند الحديث عن دور المرأة على المستوى العالمي فان دورها كقيادية وصانعة للقرار في جميع السلطات ( التشريعية والتنفيذية والقضائية ) يتطلب الاهتمام بقضايا المرأة العامة وخاصة في جوانب القيادة والمشاركة في جميع مجالات الحياة السياسية والعامة٬ والاجتماعية والثقافية وتمكينها اقتصاديا والعمل على تبديد المخاوف التي تواجهها٬ من اعباء الصراعات.
وأضاف "مطلب أن يكون للمرأة دور رئيس في محادثات السلام وعمليات الاعمار ما بعد الصراعات وضرورة مشاركتها ايضا في تحقيق اهداف التنمية المستدامة للعام 2030 حيث ان هذه الاهداف هي التي توفر خارطة طريق اساسية للتنمية في جميع الدول وبدون الاعتراف بدور المرأة فانه لا يمكن تحقيق اهداف التنمية المستدامة وخاصة الاهداف المتعلقة بالمرأة وتمكينها".
وأشار إلى أنه في العديد من المؤتمرات الدولية المتعلقة في المرأة٬ كان هناك دوما التزامات دولية نحو السعي لتحقيق المساواة بين المرأة والرجل وتمكينها وتعزيز حقوق الانسان مضيفا أنه اذا ما كان هناك التزاما فعليا بقضايا المرأة ان ذلك بالتأكيد سيحسن النمو الاقتصادي والاجتماعي لها ويمكنها ايضا من زيادة تمثيلها في البرلمانات٬ مما يمكنها حين ذلك من مناقشة التشريعات المتعلقة بها خاصة التي لها علاقة بالصحة والتعليم والعمل.
ولفت إلى أنه بخصوص المرأة الاردنية فإن الأردن يفتخر ويعتز بدورها الكبير الذي تقوم فيه خدمة لوطنها٬ وقد حققت انجازات كبيرة في مختلف المجالات وكانت على الدوام عنوانا بارزا في مسيرة بناء الوطن.
وأكد الفايز ان تمكين المرأة يتطلب تطوير التشريعات والانظمة التي تصون حقوقها وكرامتها وتمكنها من ان تكون شريكا حقيقيا في عملية البناء وانطلاقا من ذلك فقد عملت التشريعات المختلفة على ذلك كقوانين البلديات والانتخابات البرلمانية واللامركزية والاحزاب السياسية.
ونوه إلى أن الأردن دائما يسعى إلى تفعيل دور المرأة السياسي والاجتماعي والاقتصاديلهذا وصلت الى العديد من المناصب القيادية فأصبحت وزيرا ومشرعا وقاضيا وسفيرا ونائبا ودخلت العديد من المجالات المدنية والعسكرية الاخرى.
وقال الفايز :"ان جلالته يؤكد على ان الاصلاحات٬ مكنتنا من تجاوز حالة الفوضى والصراعات٬ التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط٬ فالاردن اليوم٬ وبفضل وعي شعبه٬ ينعم بالامن والاستقرار٬ ويحظى باحترام المجتمع الدولي وتقديره٬ بفضل سياسته٬ القائمة على الوسطية والاعتدال٬ وتعظيم القواسم المشتركة بين مختلف الاديان السماوية٬ ورفض خطاب الكراهية٬ ونبذ العنف والتطرف٬ والايمان بحرية الرأي وقبول الاخر" .
وفيما يتعلق بالارهاب والتطرف٬ الذي بات يهدد البشرية أشار الفايز إلى أن الاردن يؤكد بانها حربه٬ وان القضاء على الفكر المتطرف والغلو والمنظمات الارهابية هو مسؤولية المجتمع الدولي٬ والاردن يحذر من خطر الارهاب ٬ ويؤكد انه سيبقى دوما في طليعة الدول التي تحاربه٬ وسيستمر بالسعي نحو تحقيق الاستقرار والسلام لشعوب المنطقة.
وأكد الفايز أن جلالة الملك عبد الله الثاني أكد دائما انه بدون حل القضية الفلسطينية٬ وفق قرارات الشرعية الدولية٬
وبما يمكن الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة٬ وعاصمتها القدس الشريف٬ لا يمكن انهاء الصراعات في المنطقة٬ والقضاء على الارهاب٬ فالقضية الفلسطينية٬ هي مفتاح الحل لكافة الصراعات في منطقة الشرق الاوسط. وختم الفايز قائلا :"هذه فرصتكم وانتم تجتمعون في الاردن٬ ان تقفوا على حقيقة الاوضاع التي تعيشها منطقتنا٬ وخاصة قضية اللاجئين٬ التي تشكل عبئا كبيرا لنا في الاردن٬ وهي فرصة ايضا٬ للاطلاع على مستوى الخدمات التي نقدمها لهم٬ وعلى مدى تأثر المجتمعات المحلية المستضيفة لهم٬ لتكونوا صوت الاردن في بلدانكم٬ تحثونهم على تقديم العون له ٬ لتمكينه من مواجهة التحديات التي فرضتها موت اللجوء المختلفة عليه".
