آخر الأخبار
ticker ارتفاع رؤوس أموال شركات الصرافة إلى 119 مليون دينار في 2024 ticker تراجع الإعفاءات على رسوم تصاريح عاملات المنازل 80% ticker نقل مجاني لحاملي هذه التذاكر عبر الباص السريع وباص عمّان ticker سوريا تفكك مخيم الركبان قرب حدود الأردن وتنهي "مثلث الموت" ticker الحملة الأردنية والهيئة الخيرية توزّعان كعك العيد جنوب خان يونس ticker فعاليات وعرض مباراة الأردن والعراق على شاشات كبيرة الثلاثاء ticker الأمير علي: التأهل إلى المونديال يستدعي وقفة وطنية ودعمًا متكاملا ticker تراجع إشغال الفنادق في العيد .. والعقبة تسجل النسبة الأعلى ticker الأمن: ضبط فتاة أساءت لبلد شقيق وجمهوره بفيديو متداول ticker وزير الأوقاف يوضح حول خلاف بين أعضاء البعثة الإدارية لموسم الحج ticker بدء تفويج الحجاج الأردنيين برًّا إلى المملكة الأحد ticker سماء الزرقاء تتوهّج بعرض مبهر لطائرات الدرون ticker بالصور .. المدرّج الروماني يحتضن فعاليات فنية وثقافية في العيد ticker أورنج الأردن ترعى قمة GWTS 2025 دعماً للشمول المالي وتمكين المرأة في التكنولوجيا ticker مطار الملكة علياء الدولي يرحب بشركة الطيران الاقتصادية SunExpress ويبدأ بتسيير أربع رحلات أسبوعيًا إلى أنطاليا ticker فيليب موريس الأردن تنفذ حملة تشجير في ناعور ticker موظفو بنك كابيتال يشاركون في زراعة 1000 شجرة بمناسبة يوم البيئة العالمي ticker أورنج الأردن ومن خلال مركز أورنج الرقمي تدعم "تحدي الغد" ticker الملك يتابع مباراة منتخب النشامى من مقر السفارة الأردنية بلندن ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة الشرع

فنون إدارة الغضب الجماهيري!

{title}
هوا الأردن - د. جاسم الشمري

يذكر علماء النفس وغيرهم أن فن إدارة الغضب هو "العلم الذي يختص بفن ووسائل وتقنيات السيطرة على الغضب لدى الإنسان غير القادر على السيطرة على غضبه وانفعالاته، وهي وسائل نفسية علاجية".


وبعد مرحلة الوعود الخيالية، بلغ غضب الجماهير العراقية اليوم مرحلة الانفجار التي تعني مرحلة عدم السيطرة عليها. ولهذا، رأينا كيف أن بعض السياسيين نجحوا -لحد ما- في الالتفاف على المظاهرات، وامتصاص الغضب الشعبي عبر العديد من الوسائل التي تجاوزوا في بعضها حتى على القوانين الناظمة لإدارة البلاد، من أجل عدم الوصول إلى حالة الفلتان الأمني، وإبقاء الجماهير الغاضبة تحت السيطرة.


‏لا خلاف بين المتابعين لتطورات أحداث العراق، أن ما جرى من اقتحام للمنطقة الخضراء والبرلمان هو ثورة شعبية، ومظاهرات عفوية خرج فيها العراقيون للمطالبة بتحقيق بعض أحلامهم التي ذهبت أدراج الرياح ‏مع انتهاء ساعات المظاهرات والتصريحات والخطابات والهتافات التي أطلقها السياسيون والمتظاهرون على حد سواء. وهذا يؤكد أن لعبة امتصاص الغضب الجماهيري قد نجحت.


ما جرى في بغداد -نقولها بكل مرارة- هو لعبة لامتصاص الغضب الشعبي العارم، وإلا ما الذي تغير، وما الذي جناه المتظاهرون من خروجهم الكبير ضد الفساد والخراب؟!
‏امتصاص الغضب الجماهيري، أو إدارة اللعبة، يدفعنا للشك بوجود أيدٍ خفية وراء بعض الفعاليات التي تريد أن تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، وتدفع باتجاه الفوضى السياسية، وهو ما يمكن أن نسميه أيضاً الفوضى الخلاقة.


‏نظرية الفوضى الخلاقة يراد منها تكوين حالة سياسية بعد مرحلة فوضى متعمدة الأحداث، تقوم بها مجموعات غير محددة، بهدف تعديل الأمور لصالحهم. وهي باختصار محاولة أطراف خفية الوصول بالمجتمع إلى أقصى درجات الفوضى حتى يصبح من الممكن ترتيبه من جديد بهوية جديدة تخدم مصالح الأطراف الدافعة نحو الفوضى، أي هي نظرية هدم ثم بناء! 


‏يبدو أن هؤلاء السياسيين يريدون تطبيق نظرية الفوضى الخلاقة للمحافظة على مصالحهم التي هددتها أمواج المظاهرات ‏الشعبية. وعليه، فهم حاولوا ركوب الموجة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وبالنتيجة استطاعوا -حتى اللحظة- أن يُميعوا مطالب الجماهير، ‏وأدخلوا البلاد ‏في فراغ تشريعي ودستوري. واليوم، فإن الدولة مفككة ‏سياسياً وتشريعياً وأمنياً، والسياسيون -رغم كل هذه العواصف المزلزلة- ما يزالون في مناصبهم. ‏وهذا يؤكد فرضية أن غالبيتهم متفقون فيما بينهم لتحقيق أهداف بعيدة بثياب شعبية وثورية وديمقراطية.


‏السؤال الذي لا أستطيع معرفة جوابه بسهولة هو: ما الذي حققته المظاهرات بدخولها للمنطقة الخضراء ثم خروج المتظاهرين بعد ساعات؟ و‏هل هذا الفعل الجماهيري المعتبر حقق الأهداف الحقيقية التي من أجلها انطلقت المظاهرات؟


‏أعتقد أن المتظاهرين لو استمروا بالاعتصام داخل المنطقة الخضراء، فإنهم سيحققون عشرات الأهداف القريبة والبعيدة، إلا أن انسحابهم غير المبرر، أو دخولهم غير المدروس، لا يمكن أن يحققا الأهداف التي خرجوا من أجلها!


‏الإصلاح الحقيقي يجب أن يقوم على الحكمة والعدالة والدراسة الأولية للخطوات القريبة والبعيدة، للوصول إلى الأهداف الحقيقية التي خرج المتظاهرون لتحقيقها. أما تحريك المظاهرات من أطراف خفية، ومن دون الوصول للتغيير المنشود، فأعتقد أن ذلك يخدم رجالات العملية السياسية أكثر مما يقض مضاجعهم. ‏وبذلك تكون المظاهرات قد ساهمت بدرجات متفاوتة في دعمهم واستمرار تربع غالبية السياسيين على قلوب العراقيين!
ليكن شعارنا العمل على ترشيد المظاهرات وإبعاد الأطراف الفوضوية، وصولاً للأهداف النبيلة المتمثلة في القضاء على الظلم والاستبداد والطائفية والمحاصصة والإرهاب. وهذا هو حلم العراقيين جميعاً.
فمتى يتحقق هذا الحلم القريب البعيد؟!

 
 
تابعوا هوا الأردن على