آخر الأخبار
ticker البحث الجنائي يكشف ملابسات جريمة قتل سيّدة في عام 2006 في محافظة الكرك ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشائر السواعير والأزايدة والشديفات والأرتيمة ticker الأردنيون خلف نشميات السلة في مواجهة ايران اليوم ticker عمان الأهلية تحتفل بيوم العلم الأردني بأجواء مميزة ticker معرض للجامعات الأردنية في السعودية ticker رابطة العالم الإسلامي تؤكد وقوفها وتضامنها مع الأردن ticker الأمم المتحدة: 500 ألف نزحوا بغزة منذ منتصف آذار الماضي ticker منتخب السلة للسيدات يفوز على نظيره السوري ticker صرح الشهيد يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker رابطة علماء الأردن تستنكر كلِّ أشكال العبث أو المساس بأمن المملكة ticker بالصور .. جامعة البلقاء التطبيقية تحتفل بيوم العلم الاردني ticker الدبعي يرعى ختام مسابقة هواوي الإقليمية لتقنية المعلومات في عمّان ticker المهندسين : نُحيّي جهود أجهزتنا الأمنية ونؤكد أن أمن الأردن فوق كل اعتبار ticker معهد العناية بصحة الأسرة يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker سفيرة جديدة لـ بروناي في الأردن ticker تخصيص 350 ألف دينار لتنفيذ مشروع النُّزُل البيئي في محمية اليرموك ticker الموافقة على اتفاقية مشروع تعزيز النظام البيئي في حسينية معان ticker بالصور .. المحكمة الدستورية تضيء مبناها بيوم العلم ticker توقيف لبنان لأعضاء في حماس .. هل له ارتباط بملف الأردن ؟ ticker إنزلاق مؤشرات الأسهم الأميركية بشكل كبير

وراء صور المرشحين..!

{title}
هوا الأردن - علاء الدين أبو زينة

أمر يومياً بشارع عريض مقسوم بجزيرة وسطية غير عريضة. وفي الأيام العادية، يعبر المارةُ الشارع من الجانبين من غير أماكن الجسور القليلة، فيسببون القلق للسواقين. وبين الحين والآخر، يشهد الشارع –للأسف-حوادث دهس حين يقفز عابر مستعجل من الرصيف إلى الجزيرة فالشارع مباشرة، ويفاجئ السائق حتى مع السرعات القليلة.
لكن الشارع أصبح أكثر خطراً  في الأسابيع الأخيرة، حين وضع بعض المرشحين للبرلمان لوحات دعائية كبيرة تحمل صورهم، مثبتة بالتعاقب وبشكل منحرف، على الجزيرة الوسطية. وبذلك لا ترى الذي وراء اللوحة الدعائية إلا عندما يظهر شخص أمامك في الشارع مباشرة، وليس على الرصيف. وقد يطل من وراء وجه المرشح الكبير المبتسم جداً على اللوحة، وجهُ صغيرٌ جداً لعابر يحاول أن يستطلع الشارع بملامح جادة وعيون مليئة بالحذر والترقب.
لدى بعض التأمل، يكشف المشهد عن سوريالية ما، ويشبه تكثيفاً بارعاً للدراما الأوسع للانتخابات. فعلى سبيل المثال، ثمة مفارقة في وجه عابر الشارع الذي يبدو صغيراً جداً خلف وجه المرشح الكبير في الصورة. ويبدو لك المواطن كينونة صغيرة أمام شيء يحاول أن يخفيه في ظله. وتفكر بأن الأصل هو أن يكون عمل النائب إظهار المواطن في مركز كادر الصورة، وليس طيّه في الظل.
وثمة شيء في ابتسامة  المرشح الواثقة وبين النظرة الحذرة المستكشفة للعابر الذي يمشي على قدميه. فكأن المواطن ينظر في خلف هؤلاء  المرشحين إلى شيء مجهول، آملاً  أن يكون الشارع مفتوحاً وآمناً للعبور،  وليس مغلقاً بصف طويل بلا آخِر من العقبات التي تهدر الوقت وتخرِّب  الأعصاب. وربما يتمنى العابر لو كانت صورة المرشح شفافة تتيح له مجال رؤية أوسع، وتحكماً أكبر في استشراف  الطريق. عندئذٍ، ربما تحل نظرة أكثر اطمئناناً في العينين وملامح أهدأ محل الوجه المتوتر والعيون  المستطلعة المليئة بالتوقع.
وأيضاً، سوف يعني وضع  لوحات الدعاية الانتخابية في أماكن  تحجب الإشارات واللوحات الإرشادية على  الطريق تعريض المواطن للخطر. وليس عمل النائب وضع المواطن تحت الخطر أو طمس الشواخص الإرشادية والوضوح من طريقه، وإنما يجب أن يتنحى النائب حيث يمكن أن يحجب شيئاً من ذلك، وأن يشتغل بزيادة هذه الشواخص ووضعها في أماكن واضحة وبخط عريض.
سوف يعني حجب لوحات  الدعاية الانتخابية رؤية الطريق عن العابر وإغلاق الجزيرة الوسطية أن يعبر الناس من فوق الجسور أو من الأنفاق تحت الأرضية. وسيعني ذلك أنهم سيضطرون إلى تجاوز النائب وصوره الدعائية وكأنه ليس موجوداً. بل إن ذلك سيعني أيضاً –في ظل تباعد الجسور والأنفاق على الطرق- أن يطيل عرض المرشح بهذه الطريقة طريق السائر ويزيد مشقته وهو يبحث عن مكان آمن للالتفاف والوصول إلى وجهته.
وقد يتساءل المشاهد أيضاً: هل ستبقى الوجوه المبتسمة جداً على الطريق محتفظة بالابتسامة الودودة عندما تغيّر مكانها من جوانب الشوارع إلى مقعد البرلمان؟ وهل سيدوم خطب ود الناخب بهذا العرض للتواجد اليومي والالتحام بالمواطن الذي يرى وجوه المرشحين وهي تحييه وتذكره بحضورها صباح مساء على جوانب الطرق؟
في النهاية، قد تكون كثافة اللوحات الدعائية لصور مرشحي البرلمانات المحلية غير لازمة إلى هذا الحد. والأجدر من عرض الصور الشخصية أن يتم توزيع برامج انتخابية مكتوبة، تحكي عن مشروع وطني واقعي وقابل للتطبيق. وينبغي أن يكون النص –في هذه الحالة- هو الأهم كثيراً وبما لا يقاس من الصورة. ولعل أمر الصور أشبه بقصة "الخاطبة" التقليدية التي تحتفظ في محفظتها بصور عرائس أو عرسان محتملين، وتعرضها على طالبي الزواج. وربما يفيد ذلك في تكوين انطباع جمالي يتعلق بالذوق العاطفي لطالب الزواج، لكن الأهمّ من الصورة هو معرفة أيّ نوع من الناس هو الشريك المحتمل: بماذا يفكر وماذا يعرض وما هو الوعد الذي ينطوي عليه لخلق علاقة ناجحة قابلة للديمومة.
على الأغلب، سيحدد  الناس خياراتهم الانتخابية في معزل عن الصورة، وبناء على اعتبارات معروفة تتعلق بالقرابة أو المصلحة  المباشرة أو نوع ما من العصبيات. وفي  غياب الأحزاب والبرامج التي تلغي العلاقة  بين الناخب والمرشح شخص –أو صورة- سيظل المواطن في الظل، ومحجوب الرؤية، وخائفاً من غوائل الطريق.

تابعوا هوا الأردن على