آخر الأخبار
ticker خلود السقاف .. صاحبة البصمة والأثر الطيب ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن ticker ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات ticker الشموسة .. نائب جديد يطالب باستقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات

"داعش": أسرار الصعود والهبوط!

{title}
هوا الأردن - محمد أبو رمان

حالة من الصدمة والذهول تصيب نسبة كبيرة من المواطنين العرب، وحتى من أنصار تنظيم "داعش"، جراء الخسائر المتتالية التي يتعرّض لها هذا التنظيم، منذ أشهر طويلة، وصولاً إلى معركة تحرير الموصل اليوم، التي تبدو وكأنّها تسير بسهولة أكثر مما هو متوقع، لكأنّ التنظيم الذي ظهر فجأة مثل الطفرة يتبخر بالطريقة نفسها!
هل المؤشرات العديدة تعني نهاية وانهيار التنظيم؟!
بالضرورة، معركة الموصل بالنسبة لداعش معركة مصيرية. لكن برغم حالة التراجع الكبير الذي يعاني منه التنظيم، والخط البياني المتسارع في الانحسار، فإنّه من المبكّر القول إنّ المعركة حُسمت في الموصل، وإنّ التنظيم لا يبدي مقاومة حقيقية، وتركيب جملة من الاستنتاجات الهائلة على هذه المعطيات الأولية!
على صعيد المعركة العسكرية، فإنها لن تكون سهلة أو بسيطة أبداً، بل ستأخذ مدىً زمنياً، وستكون معقدة وصعبة، وسيقاتل أبناء التنظيم وحلفاؤه بصورة انتحارية حتى آخر رمق. ذلك حدث في مدن وبلدات أقل شأناً من الموصل، وأضعف قوة وإعداداً، ومكشوفة أكثر جغرافياً وديمغرافياً وعسكرياً، مثل الفلوجة والرمادي وبيجي وغيرها ومنبج في سورية، بينما الموصل فيها آلاف من مقاتلي التنظيم، وهي معركة مصيرية حاسمة بالنسبة له، ولمقاتليه العراقيين والأجانب الذين يدافعون عن عائلاتهم وأطفالهم، ومجتمعهم الذي شكّلوه خلال العامين الماضيين في هذه المدينة.
تعقيدات عملية الموصل، بالإضافة إلى مستوى القتال المتوقع ومئات الانتحاريين المجهّزين، ترتبط بكتلة سكانية كبيرة، تصل إلى مليون ومائتي ألف نسمة، محاصرة بين مقاتلي التنظيم من جهة والقوات العراقية والكردية ومليشيات الحشد الشعبي من جهةٍ أخرى، وهؤلاء لا يملكون ضمانات حقيقية مؤكّدة بالتأمين على أرواحهم وحياتهم وسلامتهم في حال حاولوا الذهاب نحو الممرات الآمنة، لا من التنظيم ولا من الحشد الشعبي، بخاصة أنّ هناك أسبقيات كارثية حدثت مع المدنيين في الفلوجة والرمادي بشهادة الأمم المتحدة ومسؤولي حقوق الإنسان.
التعقيدات تتصل، أيضاً، بالقوات والمليشيات المهاجمة، وما تحمله من تناقضات في الأجندة، ومدى التزامها بالأدوار المرسومة في عملية الاقتحام والتعامل مع المدينة وسكانها. فهناك قلق كبير من الحشد الشعبي، وحساسيات بين البشمركة والجيش العراقي، وترقّب من قبل الجيش التركي، الذي يتواجد فقط كرسالة سياسية في الأراضي العراقية، فهل سيضبط الأميركيون إيقاع الأطراف المختلفة أم سيحدث خلل في ذلك، ما يعزز المخاوف الكبيرة لدى السُنّة، وهم الطرف الأضعف في المعادلة؟
من غير المنطقي أن نتصوّر فشل الحملة العسكرية الحالية، ففي النهاية التنظيم غير مصفّح، وهو مرتبط للانكسار والهزيمة. وحتى الصورة الإعلامية التي ظهر عليها في البداية، تكسّرت كثيراً في الفترة الماضية، فضلاً عن أنّه خسر قيادات الصف الأول (مثل عبدالرحمن البيلاوي، وحجّ بكر، وأبو مسلم التركماني، والأنباري) الذين أعادوا هيكلة القيادة ووضعوا خطة الصعود الثاني، بعد انهياره الأول في العام 2007، على يد الصحوات السُنّية وانقلاب الحاضنة السنية ضده.
مع كل ذلك، فإنّ القاعدة الذهبية التي يتم تجاهلها تتمثل في أنّ الشروط الموضوعية؛ السياسية والمجتمعية، والعوامل الداخلية والإقليمية، هي التي تفسّر لماذا صعد التنظيم سريعاً. وهي نفسها التي تفسّر حالة التراجع والانحسار الحالية. فلا توجد ألغاز ولا أحاجٍ، بل هي السنن الاجتماعية والقوانين المنطقية.
لذلك، إذا لم يكن هناك أفق سياسي حقيقي للسُنّة في العراق، وإذا بقيت الحكومة العراقية ومن ورائها الإيرانيون يفكّرون بالعقلية نفسها، من الهيمنة وتوظيف الورقة الطائفية وتهميش السُنّة ومحاولة السيطرة على العراق، وإلحاق "سورية المفيدة" به، فإنّ التربة الخصبة قادرة على إعادة إنتاج شروط صعود جديدة، سواء لداعش أو تنظيمات أخرى تتبنى "الأزمة السُنّية"!

تابعوا هوا الأردن على