آخر الأخبار
ticker البحث الجنائي يكشف ملابسات جريمة قتل سيّدة في عام 2006 في محافظة الكرك ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشائر السواعير والأزايدة والشديفات والأرتيمة ticker الأردنيون خلف نشميات السلة في مواجهة ايران اليوم ticker عمان الأهلية تحتفل بيوم العلم الأردني بأجواء مميزة ticker معرض للجامعات الأردنية في السعودية ticker رابطة العالم الإسلامي تؤكد وقوفها وتضامنها مع الأردن ticker الأمم المتحدة: 500 ألف نزحوا بغزة منذ منتصف آذار الماضي ticker منتخب السلة للسيدات يفوز على نظيره السوري ticker صرح الشهيد يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker رابطة علماء الأردن تستنكر كلِّ أشكال العبث أو المساس بأمن المملكة ticker بالصور .. جامعة البلقاء التطبيقية تحتفل بيوم العلم الاردني ticker الدبعي يرعى ختام مسابقة هواوي الإقليمية لتقنية المعلومات في عمّان ticker المهندسين : نُحيّي جهود أجهزتنا الأمنية ونؤكد أن أمن الأردن فوق كل اعتبار ticker معهد العناية بصحة الأسرة يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker سفيرة جديدة لـ بروناي في الأردن ticker تخصيص 350 ألف دينار لتنفيذ مشروع النُّزُل البيئي في محمية اليرموك ticker الموافقة على اتفاقية مشروع تعزيز النظام البيئي في حسينية معان ticker بالصور .. المحكمة الدستورية تضيء مبناها بيوم العلم ticker توقيف لبنان لأعضاء في حماس .. هل له ارتباط بملف الأردن ؟ ticker إنزلاق مؤشرات الأسهم الأميركية بشكل كبير

صورة زيتية للثمانينيّات

{title}
هوا الأردن - نادر رنتيسي

هذه جداريّة بالألوان الزيتية على جدار فتى أخفق في الحبّ في العام الأخير من ثمانينيات العرب: محمود درويش على منصة الشّعر في الجزائر يقرأ قصيدة في المديح وظله في الرّسم عالياً. عبدالحليم حافظ يغنّي على المسرح الفرنسيّ، وعيناه مغمضتان، ويداه ضارعتان، ويرى ما بعد آذار السابعة والسبعين. أحمد زكي يؤدّي التحية العسكريّة كفتى ريفي “بريء”، وبشرته السمراء في الصورة الجماعيّة تنوبُ عن الوطن.  
سيّدة مُتعَبَة في منتصف الأربعين، كان اسمها على بكرات السينما سعاد حسني، وهكذا كانت تُعرّفُ الأنوثة في السبعينيات. رسمَها الفتى ضاحكة، وفي ضحكتها لذّات، فتنهّد الجدارُ. مغنّية جادّة، بصوت سوبرانو، كانت ترقص كالأميرات في القصص الخرافيّة. ماجدة الرومي، التي رسمَها الفتى على الجدار، لأنّ الأحلام لا تمشي. فتاة تبدو كئيبة، على خطوط الدراما الرفيعة كان يبدو اسمها ناقصاً، كإجابة مبتورة في ضجر: سمر سامي. رسمَها الفتى لأنّه أخفق في الحب.
هذا لاعبٌ قصيرٌ، مائة وخمسة وستون سنتيمتراً فقط، لكنّه هُنا، على الجدار، يبدو أطول بالحيلة، فيقفز صاحب القميص الأزرق ويده وراء الكرة الطائرة، يقذفها في المرمى، هدفاً سياسياً مؤلماً للإنجليز. كتب الفتى: مارادونا، كان لاعباً في كلِّ حيٍّ عربي، وطوله أقل من مائة وخمسة وستين سنتيمتراً. وهذا فيصل الدخيل، بقميصه الأصفر، وخلقه الأبيض. كلُّ الكويت كانت تعرفه، والخليج أيضاً، وربمّا المحيط، فكتب الفتى: هذا أنا في الحيّ القديم.
يوم ربيعي معتدل على الصفحة الأولى من صحيفة القبس. رصاص يثقب جداريّة الخميني، وجهه، وعمامته، وقائمة اسمه، والعنوان كان بالأسود الثقيل: الفاو عراقية. وفي الصفحات الداخلية خلافات حدودية، ريبورتاج بالأحمر عن بيروت، مصر تعود إلى الجامعة العربية بمناسبة مرور عشرة أعوام على كامب ديفيد، أطفال شُعْثٌ، حفاة، يلاحقون جندياً إسرائيلياً بالحجارة في زقاق نابلسيّ، وفي رأس صفحة “فلسطين المحتلة” العنوان بالأحمر: خمسة شهداء.. وعشرات الجرحى، وفي العنوان الفرعيّ: “حتى النصر”.     
هذا حيُّنا، أبنية قصيرة، وجارات كسولات، وحب إلزامي لابنة الجيران في الطابق الأرضيّ، ينتهي بزواج وإغلاق الشارع مساء الخميس السعيد. الشارع كان ترابيّاً، لكنّ البريد لم يكن يتأخّر، شهران فقط وعلِمَ الجيران الانطوائيون في رسالة بالأزرق الجافّ، أنّ أخاهم المغترب تزوّج من فتاة داغستانيّة. أرسلت الأمّ برقية عاجلة، لتستفسر إنْ كانت العروس محجّبة، فجاء الردُّ في الرسالة التالية بالإيجاب، بعد شهريّ اختبار من تفكك الاتحاد السوفيتي!
محمود درويش يضحكُ في صورة أخرى، وهذا صديقه الذي كان شاعراً على أيّ حال. عبد الحليم حافظ جالساً على كرسيّ في المستشفى اللندنيّ، يشاهد بالفنجان ما جرى بعد آذار السابعة والسبعين، وأحمد زكي ينظر من شبّاك بمستشفى دار الفؤاد، وعيناه على الجزء البعيد من الجدارية الزيتيّة، هناك سعاد حسني تحمل شهادة وفاة خالية من الأسباب. وهذا أنا، كنتُ فتى أخفَقَ في الحبِّ، فرسَمَهُ. 

تابعوا هوا الأردن على