آخر الأخبار
ticker الأردن والولايات المتحدة يعلنان مشاركة الأردن في برنامج الدخول العالمي ticker عمان الأهلية تشارك بمؤتمر الجمعية الأمريكية للنطق واللغة والسمع ticker خلود السقاف .. صاحبة البصمة والأثر الطيب ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن

سعادة الحوكمة !

{title}
هوا الأردن - الدكتور يعقوب ناصر الدين

المناسبة هي انعقاد المؤتمر الدولي للحوكمة في مؤسسات التعليم العالي ، ومصدر السعادة هو ذلك الحشد من الباحثين الذين يمثلون جامعات عربية ودولية ، وهيئات معنية بتطوير التعليم العالي والبحث العلمي ، والسعي نحو نظم أكاديمية تجسر الفجوة بين دول العالم من خلال الارتقاء بقيم ومبادئ التعليم الجامعي ، وتحول الممارسات الفضلى أو المثلى إلى نماذج ترتقي إليها الجامعات في نسق من التعاون وتبادل الخبرات العالمية .

 

ما قيل في جلسة افتتاح المؤتمر الذي نظمته الأمانة العامة لمجلس حوكمة الجامعات العربية والأمانة العامة لاتحاد الجامعات العربية ، ومقرهما عمان ، يثير في النفس شؤونا وشجونا كثيرة خاصة في زمن تراجعت فيه الثقة بالعمل العربي المشترك ، وغاب الاهتمام بمؤسسات ومنظمات وهيئات ومراكز ما زالت تعمل في هذا النطاق بجد واجتهاد ، بغض النظر عن الواقع الذي تمر به العلاقات العربية  ، وتأثيرها على أداء جامعة الدول العربية .

 

لقد جاء انعقاد مؤتمر الحوكمة قبل وقت قصير من انعقاد مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية والمندوبين الدائمين تمهيدا لانعقاده على مستوى القادة يوم التاسع والعشرين من الشهر الحالي في البحر الميت ، وقد يبدو للوهلة الأولى عدم وجود علاقة بين مؤتمر بحثي علمي ، وبين مؤتمر القمة إلا من زاوية أن الجهات المنظمة له تعمل في نطاق الجامعة العربية ، أو ما يعرف بمؤسسات العمل العربي المشترك !

 

صحيح أن الباحثين مهتمون بتطبيق معايير الحوكمة في الجامعات العربية ، وبتحويل الجامعات إلى بيوت خبرة للقطاعات الأخرى عن طريق نشر ثقافة الحوكمة التي تقوم على العدالة والنزاهة والشفافية، ولكن مسألة النهوض بواحد من أهم القطاعات المعنية بتعليم وتدريب وتأهيل القوى البشرية ينعكس حتما على مؤسسات الدولة العامة والخاصة ، ويرسخ قواعدها ويصون منجزاتها ، ويرسم طريق مستقبلها .

 

وحتى وإن كان مفهوم الحوكمة مرتبطا بالشركات على شكل مجموعة من القواعد والإجراءات التي تضمن حسن الإدارة والرقابة ، فإن معاني الحوكمة من حيث اللفظ تقودنا إلى الحكمة بما تعنيه من توجيه وإرشاد ، وإلى الحكم بما يعنيه من سيطرة على الأمور من خلال الضوابط التي تحكم السلوك العام ، والاحتكام بناء على مرجعيات أخلاقية ، والتحاكم من أجل تحقيق العدالة ، فأين هي الفواصل بين حوكمة المؤسسات والشركات ، وحوكمة الدول ، عندما تبلغ التحديات والأزمات والمخاطر الحد الذي بلغته في عالمنا العربي ، ونحن ندرك أن الذي انهار في مأساة الربيع العربي ليس مجرد رؤساء دول ، بل منظومة كاملة من المؤسسات التي أديرت بعيدا عن أبسط قواعد النزاهة والعدالة والشفافية ، وأدت إلى فساد القطاعين العام والخاص وانعدام الثقة بين الشعوب والسلطات التي تحكمها  !

 

نعم أشعر بالسعادة لأن سبب صمود بلدنا في وجه التحديات والأزمات والمخاطر يكمن في الحكمة من رأس الهرم حتى قاعدته العريضة ، وأقول إن كل هذا الحديث عن التقصير أو الفساد ما صح منه وما أفتري ، هو في حد ذاته دليل على رفضنا للتراجع ، وسعينا إلى الأفضل والأرقى والأحسن ، والأهم من ذلك أننا ما زلنا نلم الشمل من أجل أمن واستقرار وازدهار بلدنا وأمتنا العربية على حد سواء .

yacoub@meuco.jo

www.yacoubnasereddin.com

تابعوا هوا الأردن على