آخر الأخبار
ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية ticker النوايسة يلتقي أعضاء قطاع الإعلام الشبابي في المعهد السياسي ticker بالصور .. الأمن ينفذ تمرينا تعبويا شاملا لمواجهة الطوارئ ticker افتتاح مشروع نظام تجفيف الحمأة في البيوت الزجاجية الشمسية ticker المصري يؤكد أهمية تطوير أداء البلديات ورفع سوية خدماتها ticker وزير الأشغال يطلع على الأعمال النهائية لمركز حفظ المقتنيات الأثرية ticker ضبط كميات كبيرة من التمور مجهولة المصدر في الكرك ticker المستشار في الديوان الأميري الكويت يستقبل وزير الثقافة والوفد المرافق ticker الصبيحي: 2.23 مليار دينار إيرادات الضمان التأمينية لسنة 2023 ticker الحكومة تقر مشروع موازنة 2025 بنفقات إجمالية 12.5 مليار دينار

خطوط التماس !

{title}
هوا الأردن - د. يعقوب ناصر الدين
ها قد بدأ العد التنازلي لانعقاد مؤتمر القمة العربي يوم التاسع والعشرين من الشهر الحالي في منطقة البحر الميت ، التي تصفها التقارير الصحفية عن استعدادات الأردن لاحتضان القمة " بالمنتجع " وفي رأيي أنها ليست كذلك حين يتم النظر إليها من زاوية أخرى ، أي الموقع الأقرب من الحدود مع " فلسطين القضية " لب الصراع في منطقة الشرق الأوسط .
 
لمصطلح خط التماس معاني كثيرة ، وغالبا ما تم استخدامه في منطقتنا للتعبير عن منطقة التلامس بين الجماعات أو الجهات المتقابلة على حدود الصراع المسلح ، أو في ملاعب كرة القدم وغيرها ، لكن المعنى الهندسي لكلمة نقطة التماس هو النقطة الوحيدة التي يلاقي بها المستقيم المنحنى !
 
الخط المستقيم هنا هو ما يجب أن يكون عليه الواقع العربي في ظل الصراعات التي تشهدها المنطقة ، والتي تختلط فيها الأزمات الداخلية بالأزمات الإقليمية ، والتوازنات الدولية ، أما المنحنى فيكمن في المنعطف التاريخي الذي يمكن أن تسجل فيه القمة العربية نقطة التماس لتعيد رسم الخارطة على قاعدة الأمن القومي العربي والمصير المشترك ، حيث قوميات أخرى تفرض نفسها بحجة أنها قوى إقليمية قادرة على اللعب على ساحتنا العربية المليئة بالتناقضات .
 
المنطق السياسي الواضح في التعامل مع تلك الحالة والذي بقي ثابتا منذ بداية مؤامرة الربيع العربي ، هو منطق جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي نبه إلى أن منحنى الصراعات في المنطقة موصول بالاحتلال الإسرائيلي ، وتعطيل حل الدولتين الذي يعطي للفلسطينيين حقهم المشروع في إقامة دولتهم المستقلة على أرضهم وعاصمتها القدس الشرقية ، وأن الخطاب الديني الذي يتم توظيفه سواء ضمن مفهوم الهلال الشيعي ، أو التحالف السني ، يستند كذلك إلى المعضلة الإسرائيلية التي تحولت إلى مفهوم ديني يقوم على يهودية الدولة ، ومحاولات تهويد المقدسات الإسلامية بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك .
 
وكلام جلالة الملك عن الحلول السلمية لجميع القضايا والصراعات القائمة في المنطقة بما في ذلك الأزمة السورية ، مبني على أساس أن البديل هو مزيد من الدماء والدمار
 
والمآسي الإنسانية التي تحمل الأردن الجزء الأكبر منها نتيجة اللجوء السوري ، فضلا عن تعميق الهوة بين دول المنطقة ، وتمزيق شعوبها على خلفيات دينية وعرقية ومذهبية ، فقد كان يدرك الحقائق حتى قبل أن يتحول ما حذر منه في مناسبات كثيرة إلى أمر واقع ، اختلط فيه الوزن الإقليمي للدول بالبعدين المذهبي والعرقي ، كل ذلك على حساب الأمة العربية !
 
القمة في أخفض منطقة على الأرض قد تصبح منطلقا للصعود ، وبغض النظر عن تفاصيل جدول الأعمال بما يتضمنه من قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية ، وغيرها من شؤون العمل العربي المشترك ، فإن الاتفاق بين القادة من خلال المشاورات المعمقة ، والتحليل القائم على جوامع مشتركة لتطور الأحداث واحتمالاتها القريبة ، لا بد أن يفضي إلى فهم جديد للأمن القومي العربي ، كي يأخذ في الاعتبار مصالح الأمة العربية ، وإعادة توحيدها في إطار العروبة ، بعد أن تم تشتيتها بل وتمزيقها في الأطر المذهبية ، والتجاذبات الإقليمية والدولية .
 
إن طبيعة الصراعات القائمة تحمل معها نهاياتها ، فقد لعبت قوى الإرهاب الذي يناقض حكما إرادة الحياة الإنسانية دورا رئيسا ، وربما عاملا أساسيا من عوامل التشتيت والتمزيق ، وهي على وشك الزوال ، وبالتالي انهيار ذلك العامل ، وانجلاء الرؤية على المشهد الحقيقي الذي ظل الأردن يراه على حقيقته طوال الوقت رغم الزوابع الرملية ، والسرابات الزائفة ، وهو اليوم قادر على أن يجعل الجميع يرون الجبال والسفوح من أخفض منطقة على الأرض العربية ، ويدركون خطوط التماس وما تفرضه من إعادة لتنظيم القدرات والإمكانات كي ترجع الأطراف الأخرى ، كل عند حده ، وللحديث بقية .
 
yacoub@meuco.jo www.yacoubnasereddin.com
تابعوا هوا الأردن على