آخر الأخبار
ticker الأردن والولايات المتحدة يعلنان مشاركة الأردن في برنامج الدخول العالمي ticker عمان الأهلية تشارك بمؤتمر الجمعية الأمريكية للنطق واللغة والسمع ticker خلود السقاف .. صاحبة البصمة والأثر الطيب ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن

شوكولا

{title}
هوا الأردن - سعيد ذياب سليم

المدينة في الليل غيرها في النهار، تبتسم شقاوة كطفلة "تنط" الحبل، وتضحك كسيدة تتقن الحب، تجاوزت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ومازال الشارع مستيقظا، سيارات متلاحقة، مشاة على الرصيف، يتحلق البعض منهم حول بائع الترمس، دخلنا إلى الكافيتريا، جلسنا حول طاولة صغيرة في الطرف، نستمتع بمذاق الشوكولا الغني و جمال الليل.

 


على الطاولة المجاورة يجلس مجموعة من الرجال يتسامرون، أحدهم يتحدث عن رحلته إلى أمريكا، يتبادلون التعليقات، يتضاحكون ويبتسم لهم ليل عمّان، في الزاوية الأخرى يجلس رجل و عدد من الفتيات، يلبسن عباءات سوداء، تفوح حولهن رائحة القرنفل وعبق الصحراء ، الجو رائق، لكن الهواء ساكن لا تحركه النسمات.
يجمعنا عشق الشوكولا، التي كانت في يوم ما طعام الآلهة، حتى وطئت أقدام المستكشفين الاسبان، أرض الأمريكيتين الجنوبية والوسطى، بحثا عن الذهب، تدفعهم نشوة النصر بالسيطرة على المدن الأندلسية، فعادوا بحبوب الكاكاو من المكسيك، لتعم العالم حمى الشوكولا، وتصبح بلا منازع عقار السعادة.

 


عُرفت حبوب الكاكاو في حضارات المايا والأزتك و الإنكا، استخدمت كعملة في التبادلات التجارية، وصُنع منها مشروب ساخن مُرّ المذاق، كان يُعَدّ مشروب الطاقة لنبلاء ذلك العصر، أما نحن فعشقناها مشروبا ساخنا يجلب الدفء في الشتاء، ومثلجات ذات نكهات محلاة صيفا.

 


عندما تتذوق الشوكولا، تسمع تغريد الطيور في الغابات الموسمية، وصلوات المعابد، و أغاني الأطفال، ضحايا الآلهة، فتيات لا تتجاوز أعمارهن خمس عشرة سنة، لم يخرجن بعد من شرانق البراءة، كن يُقدن إلى القمم العالية في احتفالية تشبه الأعراس يمضغن أوراق الكاكاو، يُقَدّمن لآلهة الشمس و المطر.

 


وترى في البعيد آثار مدن اندثرت حضاراتها، وتساقطت كأوراق الخريف، لتنهض أخرى، في موجات متلاحقة، كأمواج البحر، يتحكم بها سادة العالم الجدد وأطماعهم، حيث يعيد السيف والمال توزيع السلطة وتقاسمها، ويصبح للحقيقة وجهان غريبان متنافران ، هي حكايات المدن شرقا و غربا عندما تلتقي الثقافات وتختلف، ما فتئ الزمن يعيد رواياته .

 


العتمة طائر يحوم في الأفق، يغازل أضواء المدينة، يداعب أعين السهارى، ويمسح الضيق عن الأنفس، يعد بالفجر الآتي لينير درب السماء، والذي نرقبه شوقا، ونرسل أعيننا نبحث في الأفق الغربي عن إشارات سلام.

 


دخل رجل يحمل رزما من الجوارب الرجالي، يتنقل بين المقاعد والطاولات، عارضا بضاعته. يستند على كتف الليل، فقد خذله النهار، يبحث عن مكيال من السعادة، لن يسعفه مذاق "الآيس كريم بالشوكولا"، ولا سحر الليل، ولن يسمع الحكاية، يكفيه مر عيشه.

 


عجيب أمر هذا الليل، يحتضن الغرباء، ويساهر العشاق، ويواسي الحزانى والمغلوبين على أمرهم، يغني لكل مواله، من يجلس وحيدا، أو بين أفراد عائلته أو أصدقائه، يسقينا من كأسه شرابا يدخلنا في غيبوبة الشوكولا ، حيث لا تخفي حلواه مرارته، يقتطع لنا وقتا من وقته، يشحن فيه بطاريات السعادة، لنستمر، و نعاود المحاولة مع الحياة. تعالوا نتذوق الليل في كؤوسنا، مجتمعين أو فرادى، فالليل لن يتركنا بل سيسعدنا برفقته.
سعيد ذياب سليم

تابعوا هوا الأردن على