آخر الأخبار
ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي اللوزيين ticker اتحاد المقاولين العراقيين يشكر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ticker انتخاب الدكتور عماد عياصرة رئيساً لجمعية ريادة الأعمال والإبتكار الزراعي الأردنية ticker مجلس استثمار أموال الضمان يطلع على استثمارات المناطق التنموية ticker السنافي والكعبي يناقشان سرعة تنفيذ قرارات مجلس الوزراء القاضية بإنصاف المقاولين ticker الأمن العام يحتفي بالذكرى الـ 104 لتأسيسه ticker العواملة: 30% نسبة الانجاز بمشروع توسعة مستشفى الأميرة إيمان ticker التهتموني تبحث تعديل مسارات حافلات في مناطق عدة ticker اللجنة التوجيهية الوطنية لحوكمة البيانات الصحية تعقد اجتماعها الثاني ticker "العمل" و"الإحصاءات" توقعان مذكرة تفاهم لتحسين جودة الدراسات ticker تخريج دورة تأهيل مستجدات الشرطة النسائية ticker مدير مهرجان جرش يلتقي السفير الكويتي ticker خبراء إيطاليون وأردنيون يجتمعون في عمان لاستشراف مستقبل حفظ التراث والبناء ticker "الأشغال" تطلق نظام متابعة الصادر الإلكتروني لتعزيز كفاءة الأداء الإداري ticker الشهر الحالي آخر موعد قانوني لتقديم إقرار دخل 2024 ticker دفعة جديدة لمستحقي صندوق إسكان موظفي الأمانة ticker ارتفاع كميات الإنتاج الصناعي بنسبة 3.43% ticker البنك الأوروبي للتنمية: خطط لاستثمار مليار يورو في الأردن خلال 3 سنوات ticker سلطات الاحتلال تفرج عن الأسير أحمد مناصرة ticker الجيش يحبط محاولة تهريب مخدرات بواسطة "درون" على الواجهة الغربية

شوكولا

{title}
هوا الأردن - سعيد ذياب سليم

المدينة في الليل غيرها في النهار، تبتسم شقاوة كطفلة "تنط" الحبل، وتضحك كسيدة تتقن الحب، تجاوزت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ومازال الشارع مستيقظا، سيارات متلاحقة، مشاة على الرصيف، يتحلق البعض منهم حول بائع الترمس، دخلنا إلى الكافيتريا، جلسنا حول طاولة صغيرة في الطرف، نستمتع بمذاق الشوكولا الغني و جمال الليل.

 


على الطاولة المجاورة يجلس مجموعة من الرجال يتسامرون، أحدهم يتحدث عن رحلته إلى أمريكا، يتبادلون التعليقات، يتضاحكون ويبتسم لهم ليل عمّان، في الزاوية الأخرى يجلس رجل و عدد من الفتيات، يلبسن عباءات سوداء، تفوح حولهن رائحة القرنفل وعبق الصحراء ، الجو رائق، لكن الهواء ساكن لا تحركه النسمات.
يجمعنا عشق الشوكولا، التي كانت في يوم ما طعام الآلهة، حتى وطئت أقدام المستكشفين الاسبان، أرض الأمريكيتين الجنوبية والوسطى، بحثا عن الذهب، تدفعهم نشوة النصر بالسيطرة على المدن الأندلسية، فعادوا بحبوب الكاكاو من المكسيك، لتعم العالم حمى الشوكولا، وتصبح بلا منازع عقار السعادة.

 


عُرفت حبوب الكاكاو في حضارات المايا والأزتك و الإنكا، استخدمت كعملة في التبادلات التجارية، وصُنع منها مشروب ساخن مُرّ المذاق، كان يُعَدّ مشروب الطاقة لنبلاء ذلك العصر، أما نحن فعشقناها مشروبا ساخنا يجلب الدفء في الشتاء، ومثلجات ذات نكهات محلاة صيفا.

 


عندما تتذوق الشوكولا، تسمع تغريد الطيور في الغابات الموسمية، وصلوات المعابد، و أغاني الأطفال، ضحايا الآلهة، فتيات لا تتجاوز أعمارهن خمس عشرة سنة، لم يخرجن بعد من شرانق البراءة، كن يُقدن إلى القمم العالية في احتفالية تشبه الأعراس يمضغن أوراق الكاكاو، يُقَدّمن لآلهة الشمس و المطر.

 


وترى في البعيد آثار مدن اندثرت حضاراتها، وتساقطت كأوراق الخريف، لتنهض أخرى، في موجات متلاحقة، كأمواج البحر، يتحكم بها سادة العالم الجدد وأطماعهم، حيث يعيد السيف والمال توزيع السلطة وتقاسمها، ويصبح للحقيقة وجهان غريبان متنافران ، هي حكايات المدن شرقا و غربا عندما تلتقي الثقافات وتختلف، ما فتئ الزمن يعيد رواياته .

 


العتمة طائر يحوم في الأفق، يغازل أضواء المدينة، يداعب أعين السهارى، ويمسح الضيق عن الأنفس، يعد بالفجر الآتي لينير درب السماء، والذي نرقبه شوقا، ونرسل أعيننا نبحث في الأفق الغربي عن إشارات سلام.

 


دخل رجل يحمل رزما من الجوارب الرجالي، يتنقل بين المقاعد والطاولات، عارضا بضاعته. يستند على كتف الليل، فقد خذله النهار، يبحث عن مكيال من السعادة، لن يسعفه مذاق "الآيس كريم بالشوكولا"، ولا سحر الليل، ولن يسمع الحكاية، يكفيه مر عيشه.

 


عجيب أمر هذا الليل، يحتضن الغرباء، ويساهر العشاق، ويواسي الحزانى والمغلوبين على أمرهم، يغني لكل مواله، من يجلس وحيدا، أو بين أفراد عائلته أو أصدقائه، يسقينا من كأسه شرابا يدخلنا في غيبوبة الشوكولا ، حيث لا تخفي حلواه مرارته، يقتطع لنا وقتا من وقته، يشحن فيه بطاريات السعادة، لنستمر، و نعاود المحاولة مع الحياة. تعالوا نتذوق الليل في كؤوسنا، مجتمعين أو فرادى، فالليل لن يتركنا بل سيسعدنا برفقته.
سعيد ذياب سليم

تابعوا هوا الأردن على