آخر الأخبار
ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية ticker النوايسة يلتقي أعضاء قطاع الإعلام الشبابي في المعهد السياسي ticker بالصور .. الأمن ينفذ تمرينا تعبويا شاملا لمواجهة الطوارئ ticker افتتاح مشروع نظام تجفيف الحمأة في البيوت الزجاجية الشمسية ticker المصري يؤكد أهمية تطوير أداء البلديات ورفع سوية خدماتها ticker وزير الأشغال يطلع على الأعمال النهائية لمركز حفظ المقتنيات الأثرية ticker ضبط كميات كبيرة من التمور مجهولة المصدر في الكرك ticker المستشار في الديوان الأميري الكويت يستقبل وزير الثقافة والوفد المرافق ticker الصبيحي: 2.23 مليار دينار إيرادات الضمان التأمينية لسنة 2023 ticker الحكومة تقر مشروع موازنة 2025 بنفقات إجمالية 12.5 مليار دينار

شوكولا

{title}
هوا الأردن - سعيد ذياب سليم

المدينة في الليل غيرها في النهار، تبتسم شقاوة كطفلة "تنط" الحبل، وتضحك كسيدة تتقن الحب، تجاوزت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ومازال الشارع مستيقظا، سيارات متلاحقة، مشاة على الرصيف، يتحلق البعض منهم حول بائع الترمس، دخلنا إلى الكافيتريا، جلسنا حول طاولة صغيرة في الطرف، نستمتع بمذاق الشوكولا الغني و جمال الليل.

 


على الطاولة المجاورة يجلس مجموعة من الرجال يتسامرون، أحدهم يتحدث عن رحلته إلى أمريكا، يتبادلون التعليقات، يتضاحكون ويبتسم لهم ليل عمّان، في الزاوية الأخرى يجلس رجل و عدد من الفتيات، يلبسن عباءات سوداء، تفوح حولهن رائحة القرنفل وعبق الصحراء ، الجو رائق، لكن الهواء ساكن لا تحركه النسمات.
يجمعنا عشق الشوكولا، التي كانت في يوم ما طعام الآلهة، حتى وطئت أقدام المستكشفين الاسبان، أرض الأمريكيتين الجنوبية والوسطى، بحثا عن الذهب، تدفعهم نشوة النصر بالسيطرة على المدن الأندلسية، فعادوا بحبوب الكاكاو من المكسيك، لتعم العالم حمى الشوكولا، وتصبح بلا منازع عقار السعادة.

 


عُرفت حبوب الكاكاو في حضارات المايا والأزتك و الإنكا، استخدمت كعملة في التبادلات التجارية، وصُنع منها مشروب ساخن مُرّ المذاق، كان يُعَدّ مشروب الطاقة لنبلاء ذلك العصر، أما نحن فعشقناها مشروبا ساخنا يجلب الدفء في الشتاء، ومثلجات ذات نكهات محلاة صيفا.

 


عندما تتذوق الشوكولا، تسمع تغريد الطيور في الغابات الموسمية، وصلوات المعابد، و أغاني الأطفال، ضحايا الآلهة، فتيات لا تتجاوز أعمارهن خمس عشرة سنة، لم يخرجن بعد من شرانق البراءة، كن يُقدن إلى القمم العالية في احتفالية تشبه الأعراس يمضغن أوراق الكاكاو، يُقَدّمن لآلهة الشمس و المطر.

 


وترى في البعيد آثار مدن اندثرت حضاراتها، وتساقطت كأوراق الخريف، لتنهض أخرى، في موجات متلاحقة، كأمواج البحر، يتحكم بها سادة العالم الجدد وأطماعهم، حيث يعيد السيف والمال توزيع السلطة وتقاسمها، ويصبح للحقيقة وجهان غريبان متنافران ، هي حكايات المدن شرقا و غربا عندما تلتقي الثقافات وتختلف، ما فتئ الزمن يعيد رواياته .

 


العتمة طائر يحوم في الأفق، يغازل أضواء المدينة، يداعب أعين السهارى، ويمسح الضيق عن الأنفس، يعد بالفجر الآتي لينير درب السماء، والذي نرقبه شوقا، ونرسل أعيننا نبحث في الأفق الغربي عن إشارات سلام.

 


دخل رجل يحمل رزما من الجوارب الرجالي، يتنقل بين المقاعد والطاولات، عارضا بضاعته. يستند على كتف الليل، فقد خذله النهار، يبحث عن مكيال من السعادة، لن يسعفه مذاق "الآيس كريم بالشوكولا"، ولا سحر الليل، ولن يسمع الحكاية، يكفيه مر عيشه.

 


عجيب أمر هذا الليل، يحتضن الغرباء، ويساهر العشاق، ويواسي الحزانى والمغلوبين على أمرهم، يغني لكل مواله، من يجلس وحيدا، أو بين أفراد عائلته أو أصدقائه، يسقينا من كأسه شرابا يدخلنا في غيبوبة الشوكولا ، حيث لا تخفي حلواه مرارته، يقتطع لنا وقتا من وقته، يشحن فيه بطاريات السعادة، لنستمر، و نعاود المحاولة مع الحياة. تعالوا نتذوق الليل في كؤوسنا، مجتمعين أو فرادى، فالليل لن يتركنا بل سيسعدنا برفقته.
سعيد ذياب سليم

تابعوا هوا الأردن على