همنا الإقتصادي !!
لقد بات همنا الاقتصادي شغلنا الشاغل وهاجسنا هذه الأيام : قيادة؛ وحكومة؛ وشعبا. ما يثير تساؤلا مهما هو : ما السبيل الأنجع للخروج من مأزقنا هذا؟
ولعل الإجابة عنه في أننا بحاجة الى البدء في إعداد مشاريع كبيرة: ريادية وإبداعية ، إضافة الى الحاجة الملحة لتمتين أواصر الثقة بين أصحاب القرار وكافة أفراد الشعب الأردني. وعليه؛ فإن فكرة إنشاء "عمان جديدة" على غرار القاهرة الجديدة او مصر الجديدة او على غرار ما حصل في باكستان وكازاخستان وغيرها من البلدان، فكرة جيدة في إطارها العام ؛ إذ انها ستعمل على التخفيف من حدة الاختناقات المرورية، كما أنها ستوفر عددا كبيرا من الفرص الاستثمارية والوظائف، وتساهم في معالجة ظاهرتي الفقر والبطالة. ولكن غير المألوف في الفكرة هو أن يعلن الناطق الإعلامي للحكومة أن عدد الأشخاص الذين يعرفون معلومات عن الموقع المقترح "للمدينة الجديدة " خمسة اشخاص. هذا الأمر هو فعلا مخيب للآمال والطموحات ومحبط للأحزاب والفعاليات الاقتصادية وأصحاب الفكر الحر النير. ألسنا شركاء لكم يا حكومتنا العزيزة في ما يخص أردننا الغالي ؟! وهل يا ترى هؤلاء الخمسة المنتقون أكثر حبا او حرصا او انتماء من بقية أفراد الشعب الأردني -طبعا مع وافر احترامي وتقديري لشخوصهم الكريمة؟ وهل فعلا إقامة مدينة جديدة يعتبر سرا تخشى الحكومة حال تسربه أن يثير حفيظة منافسيها على إنشاء هذه المدينة ؟ أم انه لمنع المتنفذين من الإسراع وشراء الأراضي في المنطقة المزعومه ؟ وغيرها الكثير من الأسئلة غير المجاب عنها. وهل فعلا سيبقى هذا الأمر سرا مخالفا للطبيعة البشرية التي تقول إن السر اذا تسرب لأكثر من اثنين لا يصبح سرا؟ باعتقادي اننا نعيش في دولة قانون ومؤسسات، وننعم بقيادة هاشمية محبوبة منا جميعا، ومحل ثقة واعتزاز، لذا كان الأصل ان يطرح هذا الموضوع الحيوي والمهم جدا للمناقشة مع رجال الأعمال والاحزاب وكبار المخططين والسياسيين والنقابات المهنية على اختلاف أنواعها ومؤسسات المحتمع المدني ومراكز الدراسات ..وغيرها ضمن محددات أن تكون هذه المدينة مقامة على أرض مملوكة للدولة الأردنية، وأن يمنع لمن هم في سدة الحكم واقاربهم من الدرجة الثانية شراء أراض قريبة منها او المشاركة في بنائها، وأن يطلب من الجميع تقديم الاقتراحات والتصورات والرؤى والأفكار. حمى الله الوطن وقائد الوطن ، ويسر الله له بطانة صالحة تساعده بدلا من تكون عالة عليه. ووفق الله حكومتنا لما يحب ويرضى إنه نعم المولى والنصير، وآخر دعواي الحمد لله رب العالمين.