يوم الأرض وسقوط قرار ترامب
الثلاثون من إذار لهذا العام له نكهة خاصة ، نكهة الاجماع الفلسطيني في الضفة والقطاع أن الأرض فلسطينية وحق العودة لا مساومة عليه .......
نعم رأينا مسيرة العودة باختلاط عفوي صادق ونابع من إيمان الأجيال المتوارث بأن الاختلاف على شكليات التمثيل لا يزحزح فلسطينيا قيد انملة عن الاتفاق على الثوابت .... الأرض ، العودة ، المقاومة المشروعة والقدس .....
هؤلاء الشهداء الذين ارتقوا وهم طالبين الشهادة وتواقين لها برهنوا صحة نظرية الأفعال وليس الأقوال..... أفعال الشجعان الذين لا يهابون الموت لا بل يعشقونه ما دامت دمائهم ستسد رمق التراب ..... التراب الطاهر في القدس وغزة والضفة ..... وكأن لسان حالهم يتمتم بحروف فلسطين وهم يرحلون ...... لله دركم ما أعظمكم من رجال ! لمثلكم تتعالى الزغاريد.... فهنيئا للتراب الذي سيظم طهارة أجسادكم ومسك دمائكم .....
نعم يوم الغضب هذا ليس عاديا أبدا، فقد جاء ردا على قرار ترامب بنقل سفارة بلاده للقدس أن قراره سيسقط .... نعم سيسقطه رجال مثل رجال اليوم تواقين للشهادة .... وأن الشعب الفلسطيني لم يمت بعد ولن ينسى وصية الشهداء .... القدس عاصمة فلسطين .
وهذه الملحمة الخالدة تأتي ودخان صفقة القرن يتسرب من غرف هندستها المغلقة في واشنطن وتل أبيب وعواصم شريكة أخرى .....
فهل التقط مهندسوا الصوت فيها شيفرة رسائل هذا اليوم ؟ وهل صور أقمارهم أوصلت اليهم عقدة الموقف ووعورة الطريق ؟ أعتقد أن سياسيوا دول الصفقة جميعا ذهلوا اليوم وأصابهم الإحباط ، بأن مواجهتهم ليست مع أبي مازن فقط وانما مع ملايين الفلسطينيين في الضفة والقدس والقطاع ، وبات من المؤكد أن تصاريف الأفعال على الأرض ستكون كما هي في يوم الأرض .....
ننحني اجلالا واكراما لكم .... لأرواحكم التي سافرت بهدوء ....
لأمهاتكم اللواتي صنعن فيكم حب الأرض .....
لأبنائكم الذين هم على الدرب سائرون.....
فلقد برهنتم أن الموت في سبيل الكرامة شهادة ....
وأن حب فلسطين عبادة ....
وأن كل الأيام ستكون يوم الأرض .... فلا خوف ولا وجل و عيون القدس تعيش على الأمل ...
هنيئا لكم شرف الارتقاء وعذرا من قلة حيلتي .... فليس لي سوى ما أكتب عنكم وأنا خجل من نفسي .