لماذا يترهل المسؤول
لا شك ان التخطيط الاستراتيجي السليم يواجه فشلا ذريعا عندما يكون المسؤولين القائمين على تنفيذه مترهلين وهنالك اسباب عديده للترهل في مقدمتها غياب العقاب لان من أمن العقاب اساء التصرف ونحن في الاردن مستمرين في المعاناه الناتجه عن غياب العقاب والمسائله وهو ما يقودنا لمزيد من الترهل وتبادل المصالح وتفشي الامراض الوظيفيه فعندما تحذر دائرة الارصاد الجويه من حاله جويه قادمه وتحدد الزمان والمكان لها ومع ذلك يقع المحظور وتغرق الشوارع والانفاق وتتعطل مصالح المواطنين فذلك يعني ان بعض المسؤولين لم يكترثوا بتلك التحذيرات ولم يقوموا بواجباتهم المسبقه معتمدين على نظام الفزعه ليقينهم ان لا عقاب سيقع عليهم بفعل تقصيرهم فالمبررات كثيره ولجان التغطيه وتقاريرها معده مسبقا بالرغم من الاجماع الشعبي بوجوب المحاسبه بعكس ما جرى في دوله اخرى تعرضت لنفس الحاله الجويه مؤخرا ولكن كان هنالك قرارات عقابيه حاسمه حيث تم تحويل كبار المسؤولين المقصرين ولجان استلام المشاريع الفاشله للنائب العام وتبع ذلك ايضا سلسلة تغييرات في المناصب ذات العلاقه بحسب الكفاءه والقدره وليس بحسب الجغرافيا والمحسوبيه ما يحسن من الانتاج والاداء مستقبلا ويريح المواطنين ويعالج الترهل بشكل ملموس ونحن احوج ما نكون لمثل هذه الموجات من العقاب الجماعي والفردي لتطال كل مقصر وفاشل وتحاسب كل من لا يقوم بواجباته الوظيفيه وهنا نشير للكثير من المواطنين والاعلاميين واخرين ممن يساهمون في تحمل تلك المسؤوليه التي قادت للترهل بسبب ما يقومون به من استرخاء متعمد في وسائل التواصل الاجتماعي ومنابرهم حينما يتعلق التقصير بشخص ما يعنيهم وهذه بوصله غير وطنيه تقودنا لاقليميه خطيره في التعامل مع مشهد الفساد والاصلاح وتبين ايضا ان الكثيرين منا ليسوا جادين في الاصلاح والتغيير الايجابي بدليل نهج انتقاء الاشخاص المستهدفين في عمليات التغيير والذي تخيم عليه طقوس المصالح والاقليميه البغيضه ودرجة القرابه لاعتبارات شخصيه وقد ذهب ضحية ذلك مسؤولين كان ادائهم جيدا ولمجرد خطأ بسيط شنت عليهم حربا ضروسا اطاحت بهم وعندما تم استبدالهم باخرين مترهلين وما زالوا يرتكبون العديد من الاخطاء خمدت العديد من تلك الاصوات والاقلام ولم نسمع لها اي صدى ودخلت في مرحلة سبات جديده وهذا استخفاف بعقول الناس ويجعلنا نزحف نحو المزيد من التحديات الصعبه في ظل عدم تحديثنا للخرائط وادوات الملاحه وغياب العداله والعقاب داعيا العلي القدير ان يحمينا من الترهل ومخرجاته.
العميد المتقاعد د.بسام روبين