آخر الأخبار
ticker الملك يتابع مباراة منتخب النشامى من مقر السفارة الأردنية بلندن ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة الشرع ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة المشاقبة ticker تسارع وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية ticker رقم قياسي جديد .. ميناء حاويات العقبة يواصل تحقيق الإنجازات ticker السعود: اعتماد مسميات إشرافية في "التربية" مرتبط بـ"الموارد البشرية" ticker نمو تسجيل الشركات 13 % خلال خمسة أشهر ticker الحوثي: التصعيد قادم لاستهداف اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي ticker نشر وثيقة نادرة لوفاة الشريف الحسين بن علي ticker الإفراج عن 543 موقوفاً إدارياً ticker توصية نيابية بحزمة بدائل لرفع الحماية الجزائية عن الشيكات ticker مستشارة رئيس مجلس النواب سناء العجارمة في ذمة الله ticker مقتل 3 جنود إسرائيليين في حدث أمني خطير شمال غزة ticker الاقتصاد الرقمي تحذّر من رسائل تنتحل اسم مركز الاتصال الوطني ticker الفراية: كثيرون في الدول المجاورة يطلبون الحصول على الجنسية الأردنية ticker حسان يوعز بإعادة تقييم مشاريع المحافظات وتوجيه التمويل للخدمات ticker الأردن: مواصلة المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى عمل استفزازي مرفوض ticker انقطاع الإنارة .. واكتمال الصفوف .. النشامى يواصلون تدريباتهم في مسقط ticker الحملة الأردنية والخيرية الهاشمية تواصلان توزيع وجبات في غزة ticker مندوباً عن الملك .. ولي العهد يرعى حفل تخريج دورة مرشحي الطيران

ضبابية المشهد السوري من جديد

{title}
هوا الأردن - د. ماهر عربيات

ربما لا أكون مبالغا حينما أقول أن حديثي العهد في الإدراك السياسي والثقافة السياسية، باتوا يدركون تماما مدى تخبط السياسة الأمريكية إزاء الأزمة السورية، خاصة بعد إعلان ترامب سحب القوات الأمريكية من الأراضي السورية، هذا الاعلان لم يخلط أوراق الصراع في سورية فحسب، بل فاجأ حتى أطرافا في الادارة الأمريكية نفسها، حيث بدا وكأن وزارة الخارجية التي عادة ما تتولى مثل هذه الأمور، لا علم لها من قريب أو بعيد بالخطوة التي أعلن عنها ترامب، والتي أضفت مزيدا من الضبابية حول سياسة واشنطن تجاه سوريا، كما لا يخفي الصراع القائم بين الإدارة الأمريكية، المنقسمة بين مؤيد ومعارض حول أهداف ومهام القوات الأمريكية في سوريا. 

تصميم البيت الأبيض على مغادرة سوريا، جاء بعد ساعات من تأكيد ممثلة واشنطن لدى الأمم المتحدة تجميد قرار سحب قوات بلادها من سوريا، كما لا يبدو أن حلفاء واشنطن بعيدين عن هذا التخبط، حيث ان قرار ترامب يأتي كذلك غداة تأكيدات فرنسية على أن باريس أقنعت ترامب ببقاء قواته لفترة طويلة، تأكيدات سرعان ما نفاها البيت الأبيض، في مشهد يعكس افتقار الغرب لاستراتيجية واضحة في التعامل مع الملف السوري. 

ولعل الصراع الدولي يحتدم الآن في شمال وشرق سوريا أكثر من باقي المناطق، ففي هذه الظروف تنوي فرنسا عبر بوابة الأكراد زيادة عدد قواتها في سوريا بالتعاون مع التحالف الدولي. نوايا باريس في زيادة الإنتشار العسكري أثارت حفيظة أنقرة التي سارع مسؤولوها لوصف التحركات الفرنسية على أنها احتلال لسوريا، وأشعلت حالة من التوتر بين أنقرة وباريس، ارتفعت حدتها بعد رفض الحكومة التركية عرضا من الرئيس الفرنسي للوساطة بين أنقرة وقوات سوريا الديمقراطية. 

صعود فرنسا إلى المشهد تزامن مع تجميد الرئيس الأمريكي لمبلغ مئتي مليون دولار مخصصة لجهة اعمار سوريا، وحديثه عن سحب القوات الأمريكية من سوريا، الأمر الذي قد يعني سعي واشنطن لتفريغ الساحة السورية لقوة دولية بديلة قد تكون فرنسا. 

وكان ماكرون خلال تصريحات له، قد شدد على أن الوجود الأمريكي الغربي في سوريا يجب أن يستمر حتى بعد القضاء على تنظيم داعش، فالانسحاب من سوريا حسب ماكرون يعني تقديم كل شيء لروسيا وإيران، وهذه التصريحات تعتبر تطورا على مستوى التعاطي الفرنسي تجاه القضية السورية، خاصة أنها مرت في مراحل متقلبة وصلت إلى حد الرضى ببقاء بشار الأسد على رأس السلطة. 

زيادة القوات الفرنسية في سوريا سيؤدي إلى تأزيم أكثر للملف السوري، ويطمح الإليزيه في الحصول على جزء مهم من الكعكة السورية، خصوصا في الاستثمارات الفرنسية وفي شركات النفط الفرنسية، ومحاولة تعزيز نفوذ وتواجد هذه الشركات. 

ماكرون قرأ المتغيرات التي طرأت على موازين القوى في سوريا، وارتداد الأزمة السورية وما تبعها من هجمات ارهابية طالت فرنسا وبعض العواصم الأوروبية، ومن ثم فهو يتجه لفرض سياسة فرنسية جديدة تعيد لفرنسا حضورها ومكانتها ودورها في الشرق الأوسط، لا سيما بعد أن تمكن من تغيير المشهد في الحياة السياسة داخل بلاده، واستطاع ان يجمع ما بين الديغولية والميترانية إن صح التعبير، وبالتالي هو يسعى لايجاد دور فرنسي بارز بعيدا عن السير خلف واشنطن والتماهي معها في الملف السوري. 

يبدو أن هناك سيناريوهات كثيرة تنتظر المنطقة، في حال قامت واشنطن بسحب قواتها من سوريا... وما بين متواجد ومنسحب ومعزز لوجوده، تشتد ضبابية المشهد السوري وتتفاقم الأزمة وتزداد تعقيدا.

تابعوا هوا الأردن على