آخر الأخبار
ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي اللوزيين ticker اتحاد المقاولين العراقيين يشكر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ticker انتخاب الدكتور عماد عياصرة رئيساً لجمعية ريادة الأعمال والإبتكار الزراعي الأردنية ticker مجلس استثمار أموال الضمان يطلع على استثمارات المناطق التنموية ticker السنافي والكعبي يناقشان سرعة تنفيذ قرارات مجلس الوزراء القاضية بإنصاف المقاولين ticker الأمن العام يحتفي بالذكرى الـ 104 لتأسيسه ticker العواملة: 30% نسبة الانجاز بمشروع توسعة مستشفى الأميرة إيمان ticker التهتموني تبحث تعديل مسارات حافلات في مناطق عدة ticker اللجنة التوجيهية الوطنية لحوكمة البيانات الصحية تعقد اجتماعها الثاني ticker "العمل" و"الإحصاءات" توقعان مذكرة تفاهم لتحسين جودة الدراسات ticker تخريج دورة تأهيل مستجدات الشرطة النسائية ticker مدير مهرجان جرش يلتقي السفير الكويتي ticker خبراء إيطاليون وأردنيون يجتمعون في عمان لاستشراف مستقبل حفظ التراث والبناء ticker "الأشغال" تطلق نظام متابعة الصادر الإلكتروني لتعزيز كفاءة الأداء الإداري ticker الشهر الحالي آخر موعد قانوني لتقديم إقرار دخل 2024 ticker دفعة جديدة لمستحقي صندوق إسكان موظفي الأمانة ticker ارتفاع كميات الإنتاج الصناعي بنسبة 3.43% ticker البنك الأوروبي للتنمية: خطط لاستثمار مليار يورو في الأردن خلال 3 سنوات ticker سلطات الاحتلال تفرج عن الأسير أحمد مناصرة ticker الجيش يحبط محاولة تهريب مخدرات بواسطة "درون" على الواجهة الغربية

ضبابية المشهد السوري من جديد

{title}
هوا الأردن - د. ماهر عربيات

ربما لا أكون مبالغا حينما أقول أن حديثي العهد في الإدراك السياسي والثقافة السياسية، باتوا يدركون تماما مدى تخبط السياسة الأمريكية إزاء الأزمة السورية، خاصة بعد إعلان ترامب سحب القوات الأمريكية من الأراضي السورية، هذا الاعلان لم يخلط أوراق الصراع في سورية فحسب، بل فاجأ حتى أطرافا في الادارة الأمريكية نفسها، حيث بدا وكأن وزارة الخارجية التي عادة ما تتولى مثل هذه الأمور، لا علم لها من قريب أو بعيد بالخطوة التي أعلن عنها ترامب، والتي أضفت مزيدا من الضبابية حول سياسة واشنطن تجاه سوريا، كما لا يخفي الصراع القائم بين الإدارة الأمريكية، المنقسمة بين مؤيد ومعارض حول أهداف ومهام القوات الأمريكية في سوريا. 

تصميم البيت الأبيض على مغادرة سوريا، جاء بعد ساعات من تأكيد ممثلة واشنطن لدى الأمم المتحدة تجميد قرار سحب قوات بلادها من سوريا، كما لا يبدو أن حلفاء واشنطن بعيدين عن هذا التخبط، حيث ان قرار ترامب يأتي كذلك غداة تأكيدات فرنسية على أن باريس أقنعت ترامب ببقاء قواته لفترة طويلة، تأكيدات سرعان ما نفاها البيت الأبيض، في مشهد يعكس افتقار الغرب لاستراتيجية واضحة في التعامل مع الملف السوري. 

ولعل الصراع الدولي يحتدم الآن في شمال وشرق سوريا أكثر من باقي المناطق، ففي هذه الظروف تنوي فرنسا عبر بوابة الأكراد زيادة عدد قواتها في سوريا بالتعاون مع التحالف الدولي. نوايا باريس في زيادة الإنتشار العسكري أثارت حفيظة أنقرة التي سارع مسؤولوها لوصف التحركات الفرنسية على أنها احتلال لسوريا، وأشعلت حالة من التوتر بين أنقرة وباريس، ارتفعت حدتها بعد رفض الحكومة التركية عرضا من الرئيس الفرنسي للوساطة بين أنقرة وقوات سوريا الديمقراطية. 

صعود فرنسا إلى المشهد تزامن مع تجميد الرئيس الأمريكي لمبلغ مئتي مليون دولار مخصصة لجهة اعمار سوريا، وحديثه عن سحب القوات الأمريكية من سوريا، الأمر الذي قد يعني سعي واشنطن لتفريغ الساحة السورية لقوة دولية بديلة قد تكون فرنسا. 

وكان ماكرون خلال تصريحات له، قد شدد على أن الوجود الأمريكي الغربي في سوريا يجب أن يستمر حتى بعد القضاء على تنظيم داعش، فالانسحاب من سوريا حسب ماكرون يعني تقديم كل شيء لروسيا وإيران، وهذه التصريحات تعتبر تطورا على مستوى التعاطي الفرنسي تجاه القضية السورية، خاصة أنها مرت في مراحل متقلبة وصلت إلى حد الرضى ببقاء بشار الأسد على رأس السلطة. 

زيادة القوات الفرنسية في سوريا سيؤدي إلى تأزيم أكثر للملف السوري، ويطمح الإليزيه في الحصول على جزء مهم من الكعكة السورية، خصوصا في الاستثمارات الفرنسية وفي شركات النفط الفرنسية، ومحاولة تعزيز نفوذ وتواجد هذه الشركات. 

ماكرون قرأ المتغيرات التي طرأت على موازين القوى في سوريا، وارتداد الأزمة السورية وما تبعها من هجمات ارهابية طالت فرنسا وبعض العواصم الأوروبية، ومن ثم فهو يتجه لفرض سياسة فرنسية جديدة تعيد لفرنسا حضورها ومكانتها ودورها في الشرق الأوسط، لا سيما بعد أن تمكن من تغيير المشهد في الحياة السياسة داخل بلاده، واستطاع ان يجمع ما بين الديغولية والميترانية إن صح التعبير، وبالتالي هو يسعى لايجاد دور فرنسي بارز بعيدا عن السير خلف واشنطن والتماهي معها في الملف السوري. 

يبدو أن هناك سيناريوهات كثيرة تنتظر المنطقة، في حال قامت واشنطن بسحب قواتها من سوريا... وما بين متواجد ومنسحب ومعزز لوجوده، تشتد ضبابية المشهد السوري وتتفاقم الأزمة وتزداد تعقيدا.

تابعوا هوا الأردن على