اني اخاف الله
الخوف من الله تعالى نور من هدى الحق ,يحرس المؤمن من ظلمات ظلم الباطل من محاكاة الشيطان لهوى نفس الانسان ,وعلاج من انحراف ملازمة الخوف في النفس البشرية عند الانسان ,عندما يستغلها الشيطان ليوقع الانسان في شركه والاستحواذ عليه لإحباطه وإبعاده عن الخير ,بعد اخراجه من رحمة الله تعالى.
الخوف من الله تعالى تجنب المؤمن من الوقوع في محارم الله التي قضاها الله تعالى على الانسان ,لحماية الجسد وإبقائه على الفطرة السليمة التي خلق عليها , ولحفظ كرامة النفس البشرية من النفس ذاتها ومن نفوس الاخرين ,فالخوف من الله هو حصن الله المنيع , يتحصن به المؤمن ويستعين به في ذكر الله تعالى ,مفتاح منبهه التعوذ بالله ليعينه على ضعفه وغفلته عن هوى نفسه ,مما يجعله قوي الارادة حيث يتغلب على استحواذ الشيطان على النفس, وتدرج اغواءه عليها .
الشيطان عدو للإنسان من لحظة خلقه الأولى وهدى الايمان بالإيمان من وعد الرحمن هي عدو للشيطان , فبالإيمان وفراسته يدرك الانسان عدوه , يدرك خطط تلبيسه على الانسان ,فيصبح كيده ضعيف امام الحق الذي تستقوي به النفس المؤمنة وتشعر به ,لهذا فقد جاء في هدى الرحمن , ما يكشف سر عدو الانسان , لإخراجه من رحمة الله تعالى بارتكاب فواحش المعاصي والاثم , والتبرؤ منه بعد ارتكاب الاثم , بقوله اني اخاف الله ,اني بريء منك , حيث قال بلسانه كلمة حق تحفظ الايمان وهو كاذب لها , قالها بعد ان استحوذ على الانسان وأصبح ضعيفا لخروجه من حصن الله , إلا ان رحمة الله واسعة بالاستغفار والتوبة .
من خاف خالقه وربه نجاه الله تعالى من تخويف الشيطان بضيق الصدر , وقلة الصبر , نجاه الله تعالى من حياة يسيطر عليها الخوف , فالشيطان يخوف اوليائه يخوفهم من قول وعمل كل فضيلة يستقوي بها الانسان بعد الايمان , ليحرفهم نحو كل رذيلة تحط من قيمة انسانية الانسان , مثل رذيلة البخل خوفا من الفقر ,والجبن خوفا من تبني الحق, والحسد كون الخائف يبقى انسان معاق لا يفيد نفسه لانطوائه عليها والانفراد مع وساوس الشيطان , انسان اناني فاقد للشعور بدايتا مع نفسه , حيث لا يتفائل الى بالشر ليصل الانسان لمرحل انفصام النفس عن سيطرة العقل الذي عقل مقاصد الحق ,فيصبح انسان محبط ,انسان ضار لنفسه ولأهله ومجتمعه .
لقد اوجد الله تعالى ملازمة الشعور بالخوف ليحفظ الانسان من الضرر,وليوظف اهميتها وقدرتها في النفس البشرية بهدى الرحمن , لهذا جل اهتمام الشيطان الاستحواذ عليها وتوجيهها فيما يضر الانسان ,فالخوف العنصر الاساسي الذي يوجه الانسان لهذا خاطب الرحمن به الانسان , ولهذا استغله الشيطان واوليائه للتحكم بحياة الناس واستغلالهم واستعبادهم , فالخوف من الله نجاة المؤمن من تخويف شياطين الانس والجن فالإنسان بدون ايمان يبقى العنصر الخام , حيث من الممكن استغلال وتملك مشاعر الخوف ,لان ربه ومليكه.والاهه غير الله التي تنزه الخالق بها ويعز بها عباده.
المؤمن من يستطيع قهر تخويف الشيطان بالإيمان , ومقابلة الوسوسة وإنهائها , بان الامر بيد الله , وان المؤمن يتقبل البلاء ويصبر عليه حتى لو تجاوز الامر ابعد ما يوسوس به الشيطان ,وفي ذلك قضاء على وساوس الشيطان , ومصائده في لحظات البلاء حيث يخرج الانسان من رحمة الله ويتبرءا منه , لهذا كان الرجوع الى الله عند المصيبة بقول انا لله وانا اليه راجعون فالمؤمن غايته الاخرة ,وهذا قول فيه استعانة على مداخل الشيطان والثبات ,وذلك بيقين ان الاقدار على المؤمن لا تكون إلا خيرا , وان كل يسر لا بد ان يسبقه عسرا ,وتفائل المؤمن بالخير, الطريق لتحقيقه وقطعا لوساوس الشيطان بالتفائل بالشر, فالمتفائل شرح الصدر تنعكس منهه صدقة الابتسامة على الوجوه ,ينفر منها الشيطان , ويجنبه شر مقاصد الوسوسة ,التي تتخاطب بها الانفس عند التلاقي من خلال قرائن الشياطين , لهذا ينفر الناس من بعضهم البعض , وذلك ايضا حتى قبل التعارف , لهذا يتعامل الناس مع بعضهم البعض بتزكية المعاشرة , اما السرائر يترك امرها الى لله تعالى .
نسال الله تعالى بإجابة سؤال العابدين الحامدين المثنين والممجدين لله باليقين والإخلاص , ان يعيننا , بان يعيذنا من شر هوى انفسنا , ومن شر وسوسة شياطين الانس والجن والاستحواذ عليها , بقول اللهم (اياك نعبد وإياك نستعين).
د. زيد سعد ابو جسار