تشكيلة الحكومة الجديدة
أما وقد صدرت ارادة سيد البلاد بتكليفكم دولة د. عمر الرزاز بتشكيل الحكومة الجديدة ، في هذا الظرف الصعب الذي يمر به الأردن ، وبعد أقال الحراك الشعبي حكومة سابقكم الملقي . من الحكمة ونحسبكم من أهلها أن تضعوا نصب أعينكم ضرورة تلبية الحد الأدنى مما تتوق اليه ضمائر وقلوب هؤلاء الحضاريين المرابطين على ثغور الميادين في شتى محافظات المملكة ولعل أقربها لمعقلكم الجديد وهو الدوار الرابع ........
بداية هم خرجوا وهتفوا لتغيير نهج وخريطة طريق وليس لتغيير شخوص ، وأول نهج هو نهج اختيار تشكيلة الحكومة التي تشكلون ، فهم ينتظروا أن تشكل على أساس الخبرة والكفاءة والقدرة على احداث التغير المطلوب . لذا فانهم ينتظرون أسماءا ذات دلالات بأفعالهم وكفاحهم في مسيرتهم العملية ، ذوي أياد بيضاء غير ملطخة بقتل أحلام الشباب ابان مراكز سابقة شغلوها ، عناصر ولدوا من رحم المعاناة وشقاء العيش وطول السفر بين مناطق سكناهم وجامعاتهم حين الدراسة ومواقع عملهم السابقة سنين العمل ......
ولسان حال الجميع يتطلع لكم وأنتم تفاضلون بين قوائم الأسماء المطروحة أن تنحازوا للوطن القابض على الجمر اليوم وأن لا يهتز لكم قلم وأنتم تؤشرون على الأسماء بارث والد سياسي سابق ،وزير أو رئيس وزراء ، أو لاسم عائلة أو لجغرافيا أو مناطقية .... فقط التاريخ الحافل بالعطاء والانجازات السابقة التي عايشها من رافقهم في ميدان العمل .....
كما ينتظر إخوتك وأبنائك الأردنيين اليوم منك أن تقود حوارا شاملا مع كافة الجهات والنقابات والأحزاب حول كل القضايا التي أرقت الجميع ، وأفرغت من مخزون شحناتهم وأملهم بالمستقبل وبحياة عزيزة كريمة على مبدأ أن الأردنيين متساوون في الحقوق والواجبات ، وأن كل البراشوتات التي كانت ترمي بأشخاص في أحضان أرقى الوظائف مركزا وجاها وراتبا من غير وجه حق قد بطل مفعولها وأنكم سترسلون بها لمتحف الذكريات .....
وهم كذلك يعقدون الأمل عليكم بأن تفصلوا مشروع قانون الضريبة بندا بندا ، وخاصة تلك المادة التي تنص على اعفاء كل من سيتقدم بالإقرار الضريبي هذا العام من الضرائب المستحقة عليه في الأعوام السابقه، وهنا سينجلي سر استماتة بعض أعضاء الحكومة السابقة ومجلس النواب لتمرير هذا القانون واقراره لا بل وسلقه سريعا.....!!!
ولا ننسى هنا نظام الخدمة المدنية الجديد والذي وقفتم شخصيا مع المعلمين ضده وأيدتم اصدار نظام خاص بالمعلمين ونأيتم بهم بعيدا عن مصائده ودهاليزه ... فكيف بكم اليوم وقد تسلمتم عهدة الوزارات كافة ، والمنطق يقول أنكم ستعاملون باقي موظفي الدولة بنفس المعيار .....
أما ذلك الفرع المؤذي من الشجرة ، والذي أكل من ساقها طوال السنوات السابقة بسوسه وهو الفساد والفاسدين فلن يقبل الشارع إلا بقطع دابرهم ووقف سطوتهم واسترداد حق الوطن منهم ..... واعلان ثورة بيضاء على المتنفعين والمقاولين ليلا وهم نهارا يعتلون كراسي الوظائف القيادية والمواقع التشريعية ....
وينتظر الناس أيضا صيغة توافقية جديدة ،لقانون انتخاب عادل ، يشجع على المشاركة من الجميع بحيث نخرج بمجلس رشيق وممثل للجميع .....
أما الأحزاب فهي أساس العمل السياسي ، وما زال الأردنيون يعيشون فوبيا التحزب قبل عام 1989 ، فلا بد من دعم حقيقي للأحزاب وتمكين بيئي ولوجستي لها ، لنصل يوما لحكومة حزبية قادرة على التكوين .....
هذه بعض من توافقات يجتمع عليها اليوم من تراهم بالميادين هاتفين للوطن وللملك وقلوبهم على كل منجز في مسيرتنا التي بنيت بتعب وشقاء آبائهم وهم كلهم لها وفاء ....