الناقدون والمزايدون
لم نكن يوما' فرحين لما نزل في بلادنا العربية من سوء بدءا' فلسطين وتونس وانتهاء بسوريا مرورا' بالعراق واليمن وليبيا . نألم لألمهم ونفرح لفرحهم ونكره ظلمهم وظالميهم ومصاصي دماءهم ، كيف لا وقد تربينا على بلاد العرب أوطاني وحفظنا في الهول في لهب المجازر ألقاك يا بطل الجزائر ، نطمح معهم في حياة أفضل وحرية أرحب وتقدمٍ مشروع ورفْع رأس بين الأمم .
واذا كان هذا موقفنا من أشقائنا فكيف ببلدنا الأردن ؟ هذا البلد الذي ما كان يوما' لنفسه بل لأمته وهو شعور الناس وشعور الدولة التي اختارت تسمية جيشها بالجيش العربي . لم ولن نقبل التآمر على أحد ولم يخرج جيشنا خارج حدوده الا دفاعا' عن فلسطين والجولان أو خرج مشاركا' في قوات دولية للسلام . علاقة الناس في بلدي مع دولتهم علاقة مكشوفة فالملك قريب يزور ويُزار ، يسمع ويقرأ .
ليس بيننا علاقة دموية ولا إرهابية بل حتى من يعارض سياسة معينة إنما يعارضها بحضارية : بكلمة، بمقال ، ببيان ، برسالة ،ولا شيء أكثر من ذلك .
عارضنا الحكومة السابقة معارضة موضوع لا معارضة شخص ، فحصل تغيير ولا زلنا نأمل أن يكون التغيير جذريا' لا شكليا' ، ورغم أن المؤشرات ليست كما نريد إلا ان جزءا' من أبناء بلدي قالوا لنعطي الفرصة .
الأردنيون صريحون وإذا تحدثوا قالوا من قلوبهم : سألوا عن ملكهم وهو سؤال مشروع لأن إعلام الديوان قد صمت ، وإعلام الحكومة قد تجاهل ، وبقي ' كوهين ' يردح ويسرح ويقول وليس عندنا من يقول !!!! .
وزاد الطين بلة أن انبرى بعض منتهزي الفرص في محاولة تحويل أنفسهم الى محامين مطلعين يوهموننا أنهم لهم مصادرهم !!! فهم واصلون وكأن الذين سألوا خون ومرتزقة !! بينما هم حماة العرش ونحن نعرف انهم ينتظرون قبض الثمن في رُخْص وابتذال !! ونسي هؤلاء أن الأردنيين حين سألوا إنما نبع ذلك من حبهم وخوفهم فالأمواج حولنا تتلاطم والبراكين تتفجر والأرض تزلزل تحت الأقدام ، فالأمر جد خطير ومن حقنا أن نطمئن . أما الباحثين عن المكاسب فقد اعتدنا عليهم منذ زمن بعيد حيث كانوا العَلَقَ الذي يمتص الدم في اهتبال الفرص وها هي فرصتهم .
الأردنيون أحرار وأبطال ولا يعلمهم الأقزام الصغار الباحثين عن علف رخيص عبر بيع المداد الأسود النابع من قلوب مريضة .
سألنا يا جلالة الملك لأننا نريد الوطن مستقرا' لا تأكله الإشاعات كما لا نريد أن تأكله الحشرات.