الإشاعات الهدامة
بعد فشل الاداة الاستخبارية الصهيونية ومثيلاتها من أدوات الخزي والعار حول إستهداف الأردن ونظامه السياسي ممثلاً بشخص جلالة الملك وإطلاق سيل من الإشاعات تزامنت مع إجازته السنوية الخاصة والتي تبددت بالأمس حينما شاهدنا الفرح في عيون الأردنيين الذين انساق بعضهم وراء سر إختفاء الملك ، نعم كان فرحا ً يجعلني متفائلاً أكثر بأننا في هذا الوطن صخرة صلبة ستتحطم عليها كل التحديات .
إلا أنني ما زلت متيقناً أن النجاح الجزئي لما يشاع سيؤسس لمرحلة أخطر من تناقل الإشاعات ، فقبل أن تمر ٢٤ ساعة على تبديد إشاعة إختفاء الملك وما صاحبها من هرج ومرج خاصة لأولئك المعتقدون بأنهم قادة رأي ومفكرين أو حتى أشباه صحفيين وإعلاميين ، حتى شاعت إشاعة جديدة تمس شخص رئيس هيئة الأركان والذي لن أشهد بنزاهته وطهارته لأن شهادتي به مجروحة والجميع يعلم حقيقة الرجل ولماذا يستهدف بين الفينة والأخرى .
لتعود هذه الفئة المتربصة لتداولها وتناقلها عبر مواقع التواصل الإجتماعي والواتس آب وهو ما يدفعني إلى التساؤل الى أين يريدون السير بنا وبالوطن ؟؟ ولماذا يخفق الإعلام الحكومي في مواجهة هذه الإشاعات ؟؟ وهل سيبقى الأردن وقيادته في دائرة الإستهداف لقاء فاتورة عروبته ومواقفه السياسية ؟؟ وهل تعلمنا من الدرس ؟؟ وهل ماكينة إعلامنا المترامية الأطراف قادرة على إعداد إستراتيجية المواجهة ؟؟ وهل حكومتنا قادرة على إستعادة ثقة الشارع ؟؟ وهل تغليظ العقوبات على الجرائم الإلكترونية هو سبيل المنعة ؟؟ أم أننا بحاجة الى إعلام دولة ؟؟ فالجواب متروك لكم وأعتقد أننا بحاجة لمرحلة جديدة سياسياً واجتماعياً تنطلق من ثوابت وطنية مقرونة بالأفعال لا الأقوال وأساسها العدالة والشفافية وتطبيق محق وأمثل لسيادة القانون والإستفادة من الدروس وللحديث بقية والله ثم الوطن من وراء القصد .