ماذا يدعى هذا ؟!
من منا لم ينتابه الحزن وتصعقه الدهشة؛ وهو يرى الفيديوهين لحادثتين؛ إحداهما لطلبة غاضبين وهم يكسرون ويهشمون مقتنيات صرح تربوي مدرسي، لطلبة يفترض أن تعمر نفوسهم مشاعر المحبة والانتماء للمكان وأهله، لطلبة يفترض أن تكون العملية التربوية قد غرست في نفوسهم أن هذا الصرح هو بيتهم الآخر، وأن القائمين عليه من مديرين وتربويين هم مربوهم وبمنزلة الآباء الذين ينيرون طريقهم نحو غد مشرق، يعلمونهم قيم المحبة والفضيلة والأخلاق الحسنة، بدلا من أن تمتلىء نفوسهم : حقدا وكراهية وغضبا.
حادثة أخرى تتقطع قلوبنا حسرة ونحن نشاهدها على الفيديو؛ تلك هي إخراج رئيس جامعة رسمية عنوة من مكتبه ، والطلب منه الرحيل وعدم العودة لممارسة عمله.
أي عقل هذا الذي يبرر هاتين الحادثتين بأنهما وقائع فردية ؟!.
وماذا نسمي الاعتداء على رجال الأمن وعلى الكوادر الطبية في المستشفيات؟!
نسميها دون مواربة وبلا تجميل أوتغطية ؛ انحطاط منظومتنا القيمية التي كانت ذات يوم موضع فخارنا، ولاسيما في القطاع التعليمي بشقيه: المدرسي؛ والجامعي.
إننا مدعون جميعا: حكومة ؛ ومؤسسات؛ وأفرادا على امتداد وطننا الطيب ، إلى وضع المبادرات والتوجيهات الملكية نحو الإصلاح والتحديث ، وتطوير التعليم وآفاقه، موضع التنفيذ دون تأجيل أو تأخير، ومدعوون الى إعادة النظر في الخطط والبرامج العشوائية ، وإلى إعادة الهيبة الى سمعة التعليم العالي من خلال النظر في آلية انتقاء رؤساء الجامعات والوزراء المعنيين بالعملية التعليمية والتربوية؛ لتبقى المدارس والجامعات والقائمين عليها ، أنموذجا في الرقي والأصالة والحداثة؛ ومظلة قيم ينعم بها الوطن وأهله.
حفظ الله الأردن وطنا للخير والعلم والمحبة والفضيلة في ظل راعي مسيرة العلم والعلماء سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني المعظم.