وسام الخدمة المميزة لمن يستحقه
لست متعوداً على تقديم الشكر والامتنان لموظفي الحكومة، على خدمة أو أداء، أو ابتسامة غير معهودة على موظفي الحكومة فغالباً أنهم « مكشرين «، يحملونك جِميلة ومِنة أنهم يتحملون وجودك عندهم، وأن ما تطلبه ثقيل، ولكن حينما نجد أن موظفاً مديراً يفكر خارج الصندوق، ويؤدي واجبه بتفان، ويعمل لتسجيل أن فترة خدمته وإدارته كانت مميزة معطاءة نوعية، وهو في نهاية خدمته الوظيفية وليس في بداياتها لينال الرضى أو الترفيع، فهو مقبل على التقاعد مهما مُدد له سنة أو أكثر، فإنك تشعر بدوافع قوية لترد له الواجب والتقدير بأحسن ما يكون وذلك يعود لسببين : أولهما حتى يكون نموذجاً يُحتذى أمام أقرانه من المدراء والموظفين، وثانيهما لأن طريقة خدمته للمواطن خارجة عن المألوف المتبع، وهو لا ينتظر منك أكثر من الإحساس أنه أدى الواجب وربما كلمة شكر إذا قدمتها عن رغبة وطيب خاطر.
كنت مغادراً إلى بلد عربي لإلقاء محاضرة وطائرتي تقلع الساعة الثامنة والنصف صباحاً، وفوجئت أن شركة الطيران أبلغتني أن جواز سفري لا يُقرأ على الجهاز رغم أنه ساري المفعول ولكنه بالتمديد وليس بالتبديل، وهي مسألة فنية باتت دارجة في العالم، فالتمديد لم يعد مقبولاً، ويستوجب تغيير وثيقة جواز سفر، وهكذا كان، لسوء الحظ أن مكتب جوازات المطار كان مغلقاً ما بين السادسة والثامنة صباحاً، فاضطررت لطلب مدير الجوازات فواز الشهوان حوالي السادسة والنصف صباحاً، وأيقظته من النوم، وقدمت له الاعتذار المتكرر مع أنه لم يزعل ولم يغضب، بل طلب مني الانتظار، وفعلاً أعاد الاتصال معي وقال إن موظفي المكتب سيأتون إليك بعد نصف ساعة، وهكذا حصل إذ اتصل بالموظفين وحثهم على القدوم إلى المطار قبل دوامهم المعتاد الساعة الثامنة، ووصل مدير المكتب تيسير العفيشات ومساعده عمر الزبن وخلال ربع ساعة، كان جواز سفري الجديد في جيبي وغادرت مع الطائرة بدون تأخير.
هل انتهت الواقعة ؟؟
الجواب كان لدى مدير دائرة الأحوال المدنية والجوازات حينما قال أشكرك لقد نبهتني لضرورة أن لا يُغلق المكتب خلال الفترة الصباحية فالدوام المستمر لمدة اثنتين وعشرين ساعة ليست كافية بل يجب الدوام لمدة الأربعة والعشرين ساعة متواصلة، وضرورة تقسيم فترات العمل على الموظفين حتى لا يُغلق المكتب فترة الساعتين، وهكذا حصل، فكيف لا تشعر بالاحترام لهذا الشخص ولهذا الأداء ولهذه الخدمة، ولهذا بالحب والتقدير والإعجاب أقول لمدير دائرة الجوازات والأحوال المدنية فواز الشهوان : شكراً بقوة على ما تفعل، لأنك تستحق فعلاً وموظفيك وسام الخدمة المميزة. الدستور