الدفاع المدني "هل تراجع"
لم اشاهد بحياتي ان جهازا امنيا يخاطر بحياته كجهاز الدفاع المدني ، الذي يضحي افراده بحياتهم من اجل حياة الاخرين.
اكثر ما يلفت انتباهي ان الدفاع المدني هو جهاز خدماتي قبل ان يكون امني ، ولم نسمع عنه اية انتقادات الا بعد حادثة رحلة الموت التي افجعت قلوب الاردنيين ، وادمتهم.
مقاطع فيديو انتشرت سريعا لشهود عيان اكدوا من خلالها ان التقصير كان واضحا من قبل جهاز الدفاع المدني ، الجهاز الذي نحبه ونقدره .
اكدوا ان قوارب الانقاذ للدفاع المدني جاءت متأخره ، وانها لو حضرت سريعا لانقذت الكثير ممن ماتوا ، وخاصة ان موت الانسان غريقا في المياه المالحة يستغرق من 8 الى 10 دقائق وفق منظمات صحية عالمية .
اعتقد انه ومن باب المناصفة لا بد من لجنة التحقيق الذي شكلتها الحكومة معرفة التقصير الذي اشار اليه شهود العيان ، فواقعة البحر الميت دلت على ان الجاهزية لم تكن بالصورة المطلوبة ولا للصورة التي يتم الترويج لها بان هناك استعدادية كبيرة لمثل هذه الظروف.
المتصفح لموقع الدفاع المدني يجد ان سرعة الانقاذ وفق المؤشر العالمي يجب ان تكون خلال 8.8 دقيقة ، وليس عكس ما حصل.
لكن لا بد من طرح سؤال ، لماذا لم نسمع عن قلة الجاهزية بزمن المدراء السابقين ، هل السبب يعود لادارته الامنية الجديدة ام ان الظروف كانت اصعب من المتوقع.
نهاية ؛ على لجنة التحقيق الاستماع لشهود العيان والاستماع للنائب رندا الشعار ، ومحاسبة المقصرين على مبدأ قاعدة الهرم "اضرب الاسد حتى يتادب الفهد " ، مع تقديرنا واحترامنا الى كافة مرتبات وضباط الدفاع المدني الذين يضحون بانفسهم من اجل غيرهم.