الهرج والمرج السياسي
وكثر الهرج والمرج السياسي في وطني كالكرة يتقاذفها الساسة ويتلاعبون بمصير الشعب بحسب الاهواء والأمزجة...
حين تمتزج الأهواء مع التخطيط العشوائي واللامنطقي وعندما يقفل باب الإصغاء لأولويات ومتطلبات الشعب ومعاناة الناس اليومية؛ وعدم الإحتكام لأسس وقواعد البناء الحقيقي للدولة الذي يحدد شكلها ونهج طريقها ،فمن الطبيعي جدا أن تنتج دولة تغوص في الهرج والمرج غير محددة الملامح والاتجاهات.
فالإقتصاد الوطني الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن تخلى عن وطننا الشقيق قبل الصديق؛ بحاجة جادة إلى مراجعة سريعة ووقفة مع الذات من قبل الحكومة التي ورثت ملفات إقتصادية و إجتماعية عقيمة من حكومات قد سبقتها فبقيت تلك الملفات في الأدراج المغلقة فتصاعد الدين العام عليها درجة درجة حتى وصل إلى القمة ولفظ الإقتصاد الوطني إلى القاع ؛ فخلف وراءه تبعات إجتماعية خطيرة أخذت تتسلل للمواطن دون دراية بعد أن لامست حاجز الفقر والمعاناة عنده؛ فانتشرت الجريمة المنظمة ؛وكثر متعاطوا المخدرات والممنوعات واتجه البعض الآخر للتطرف نتيجة للبطالة والفقر وفقدان الأمل فأصبحنا نعيش صراع الغاب في دولة يحكمها القانون والمؤسسات.
حين تصبح القرارات والتشكيلات الحكومية مجرد نكاية بالآخر وتكثر تصفية الحسابات ،تخرج الدولة من شكلها المتعارف عليه ككيان يضم كل الاطراف السياسية تحت مظلته إلى كيان يكاد يكون هزيلا بفعل تخبط ساسته.
بناء الدولة لا يحتاج إلى عنجهيات بل يحتاج إلى إرادة قوية ونوايا صافية لوجه الله و الوطن؛ كما يحتاج لولاء حقيقي لتربته الطاهرة تجرف في طريقها عواصف الضغينة مهما بلغ عددها وتعتادها.
الوطن يحتاج إلى وحدة صفوف تلتقي فيها النوايا النقية والولاءات الصادقة بمعزل عن اي روح خبيثة تريد لهذا الوطن الإنهيار لا قدر الله .
الأردن بحاجة ماسة إلى ساسة حقيقيون يؤمنون بأن الوطن ليس ملكا لشخص أو عشيرة أو جماعة إنما ملك لشعب يستحق أن يعيش تحت سقف وطن يحتوي آماله وطموحاته وتطلعاته..