آخر الأخبار
ticker البنك العربي الاسلامي الدولي يجري تجربة إخلاء لمبنى الإدارة العامة ticker البنك الأهلي الأردني يتوّج بجائزة "أفضل موقع إلكتروني مصرفي في الأردن لعام 2025" من مجلة Global Brands البريطانية ticker زين الأردن تزوّد "جو بترول" بخدمات الاستضافة المشتركة ticker أورنج الأردن ترعى هاكاثون "X META CTF" لتعزيز مهارات الشباب في الأمن السيبراني ticker Zain Great Idea يجمع نُخبة من الخُبراء الدوليين لتوجيه المُبادرين واستكشاف فرص النمو للشركات الناشئة ticker زين الأردن تجدّد دعمها للمشروع الوطني لمراقبة نوعية المياه عن بُعد ticker تقرير يتحدث عن مشاركة حماس في تشكيل الحكومة بغزة ticker بالاسماء .. أمانة عمّان تُنذر 19 موظفًا بالفصل ticker بالاسماء .. وزارة التنمية تحل 41 جمعية ticker النقد الدولي يرفع توقعاته لنمو اقتصاد الأردن للعام المقبل إلى 3% ticker الخزاعي: العنف الجامعي يهدد بحرمان الاقتصاد الأردني من 700 مليون دينار ticker الأردن .. الأهلي يرفض المشاركة في دوري السلة ticker انخفاض أسعار الذهب محليًا في تسعيرة ثالثة .. وغرام عيار 21 بـ 86.5 دينارًا ticker اتحاد المزارعين الأردنيين : لامبرر لاستيراد الزيت ticker أمير قطر يدين خرق إسرائيل المستمر وقف إطلاق النار في غزة ticker 986 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار ticker الجمارك تدعو الأردنيين لاغتنام الفرصة قبل تشرين الثاني ticker الأمن: القبض على سارق 5 ملايين درهم إماراتي من زوجته ticker "مياهنا": صيانة أي خط رئيسي تستوجب تفريغه أولا ticker الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة

شكر الله سعيكم .. !

{title}
هوا الأردن - حسين الرواشدة

شكرًا لكل هؤلاء الذين يصرون على تذكيرنا بما انتهى اليه الناس من اوجاع وازمات، وما اصاب بلدنا ومجتمعنا من رضوض وانكسارات، لا يسعني الا ان اقول من الاعماق : شكر الله سعيكم، فنحن لم نمت بعد، كما اننا ما زلنا نحتفظ بجزء من ذاكرتنا،نصارحكم ان «الحكمة» المتأخرة التي استعدتموها من ذاكرتكم لا تتطابق ابدا مع ما تحمله ذاكرتنا لكم من مواقف ووقائع واحداث، وان الامل المغشوش الذي تنثروه في طريق ابنائنا لا يثمر الا مزيدا من الاحباط.

بوسع الذين تخاطبونهم ان يسألوا بمرارة : أين كنتم حين كان مجتمعنا يطالب بالاصلاح ويشكو من «الفاسدين» وينتقد الحكومات؟ اين كنتم حين اغلقت الادراج على قانون «من أين لك هذا؟» وحين ارتفعت الاصوات بمعاقبة الصحافة الوطنية وتأديب «الاقلام» النظيفة وتأليب الرأي العام على كل من يطالب بمحاسبة المسؤولين الذين تجاوزوا صلاحياتهم واغرقوا البلد في المديونية والفساد؟

اين كنتم يا سادة حين كان الناس يطالبون بحكومات تمتلك الولاية العامة، وبوزراء «يخافون الله» على وطنهم، وببرامج للتنمية تخرجنا من الفقر والعوز وتخلصنا من وصفات البنك الدولي، وبمنطق يخاطب المواطنين كشركاء في صناعة القرار لا مجرد رعايا او مستمعين، وبنهج سياسي وطني لا بخطابات استعلائية فارغة من اي مضمون..؟

لا قيمة «للحكمة» اليوم بأثر رجعي، ولا جدوى من الرهان على «ذاكرة» الناس التي لم تشطب منها بعد «مواقف» هؤلاء وممارساتهم، ولا معنى لتجريب المجرّب الذي سقط في امتحان «الاصلاح» فمجتمعنا يعرف تماما من عانده ومن سانده، من انتهى به الى هذه المآلات المفزعة ومن وقف مع حقوقه وقضاياه، من مدّ يده الى «جيوبه» الفارغة ومن دفع تكاليف مواقفه وزهد في المغانم واغراءاتها.

صحيح ان الازمة التي يمر بها بلدنا في هذه الايام صعبة، تحتاج الى نماذج وطنية صحيحة، تخرج عن صمتها، وتستعيد مصداقيتها، وتتجاوز مكاسبها وحساباتها الذاتية، لكي تتقدم الى الناس وتساعدهم على تحديد اتجاه البوصلة العامة، ولكي توقظ فيهم روح الانتاج والتضحية والانتماء، لكن يبقى السؤال المهم هو : من هؤلاء واين هم، وهل يعاني فعلا مجتمعنا من القحط في هذا المجال؟

حين ندقق في مشهدنا العام نكشتف ان لدينا اعدادا كبيرة من المسؤولين والنخب، منهم من يتربع على كراسي المسؤولية ومنهم من نزل عنها واعتكف في بيته، كما نكتشف ان اغلب هؤلاء انخرطوا في لعبة تبادل الادوار، لكي لا اقول تصفية الحسابات الشخصية استعدادا للعودة الى المواقع الرسمية، ثمة عدد قليل من « هؤلاء « حافظ على ثقة الناس به، او استطاع ان يخرج من « ثيمة « التصفيات التي وضعت المسؤول، اي مسؤول، في دائرة الاستفهام، وربما الاشتباه ايضا.

نريد ان نسمع هؤلاء الذين انتزعوا ثقة الناس، واخلصوا للوطن حين كانوا يتبوؤن اعلى المواقع فيه، اما الاخرون الذين يحاولون اليوم تقديم اوراق «اعتمادهم» لدى الناس فنصارحهم بانهم «مكشوفون»، وعليهم ان يفهموا بان الدنيا تغيرت، وبان منطق «طلاء» المواقف وتزيينها سقط، فما عاد بيننا من يشتري منهم بضائعهم، او يصغي لنصائحهم، او يصدّق صحواتهم المتأخرة.

افضل خدمة يمكن لهؤلاء ان يقدموها لبلدهم وللناس هي ان ينسحبوا من المشهد، اذا عجزوا ان يعترفوا بما ارتكبوه من اخطاء، ولو حصل فمجتمعنا يسامح ولا ينتقم، يحاسب ولا يتشفى، يتطلع الى المستقبل ولا يلتفت الى الماضي، لكن يبدو ان اخر ما يفكر به هؤلاء ان يتركوا «لبوصلة» الناس ان تسير في اتجاهها الصحيح وان تقرر ماذا تريد، ولهذا فانهم يصرون على»ركوب» الموجة وارتداء طاقية الاخفاء، وتحميل غيرهم المسؤولية التي كانوا «شركاء» فيها، بل وكانوا اكثر من بعض الحكومات تحمسا لوقف عقارب ساعة «الاصلاح» وشده الى الوراء.

الدستور

تابعوا هوا الأردن على