العظمة في التواضع
من هو ابو الفقراء؟
عندما مات عام1928 شارك في جنازته 50الف مسلم بينهم عدد كبير من شيوخ المسلمين في دمشق و قدأرادوا الصلاة عليه في الجامع الأموي الكبير حتى ان الكثيرين أسموه محمد "غريغوريوس" وأبو الفقراء والمسلمين.انه البطريرك غريغوريوس حداد الذي كان شخصية إنسانية عظيمة وعلى درجة عالية من الوطنية والتسامح بسبب المجاعة التي أصابت شعب هذه المنطقة اثناء الحرب العالمية الاولى ..أستنهض البطريرك الهمم لمساعدة الجائعين والبائسين وباع أملاك وأوقاف الطائفة الكثيرةفي سورية ولبنان ليشتري لها الطعام بغض النظر عن دينهم او عرقهم او طائفتهم ؛ فتح أبواب البطريركية للجميع وإستدان أموالا طائلة لإطعام الجميع ..ومن أخباره أنه كان له صليبا ماسياً هداه إياه قيصر روسيا ، رهنه لدى صائغ يهودي دمشقي بألف ليرة عثمانية..فلاحظه احد أغنياء المسلمين ، فذهب وفك رهنه وأعاده الى البطريرك .فأخذه وباعه من جديد وصنع مثيلا له من احجار زجاجية بدل الماسية.
يروى عنه انه اول من بايع الملك فيصل عندما توّج ملكا في سوريا و بعد معركة ميسلون و بينما الجيش الفرنسي يستعد لدخول دمشق ، لاقاه في محطة الحجاز ليودعه قائلا : "هذه اليد التي بايعتك ستبقى على العهد الى الأبد". فما كان من الملك فيصل سوى أن صافحه باكياً و محاولا تقبيل يده.
يوم وداعه صرخت الجماهير "مات ابو الفقير مات بطريرك النصارى وإمام المسلمين ..نزلت بالعرب الكارثة العظمى."
أستحضرُ دائما الماضي ليكون عبرة للمستقبل...
كل واحد منا بإستطاعته ان يكون ابو الفقراء لمساندة الآخر و مساندة الحاكم لعبور الأزمات الاقتصادية التي تجتاح الدول .
الأسرة الحدادية (ومنها انبثقت عائلة معلوف و مسّلم)ثاني أكبر العائلات في منطقة بلاد الشام وقد إجتمعت يوم ٢٦/٧/١٩٣٧ في بحمدون لبنان - في بيت أجدادي - للَمّ الشمل من الاْردن الى معلولاو بلاد الإغتراب .
العظمة في التواضع .. هي من افعال كل واحد منا.. بإنسانيته.. واعماله الخيّرة ..و مقدار وعيه للإلتفاف على المؤامرات الكبرى .