لَوْ التمنّي والواقعية
تعتبر لو حرف إمتناع لإمتناع ومن حروف التمنّي، فشطرها الأول متعلّق بالثاني ومشروط بوجوده، ويستخدمها البعض للوقوف على أطلال الماضي المستحيل:
1. البعض يستخدم لَوْ لتمني شراء الأراضي والممتلكات والعقارات وغيرها في حال لو كان المال معه، لكن عدم وجود المال وقتئذ حال دون شراءه لها رغم قلّة ثمنها: وقوف على أطلال غير واقعية.
2. البعض يستخدمها للتمني دون إنتظار الجواب، كقولهم آخ لو معي مال وفير: أضغاث أحلام.
3. كثيرون يستخدمها لإمتناع وقوع الجزاء لإمتناع الشرط، كقولهم لو ورّثني والدي المال الوفير لوزّعته على الفقراء والمحتاجين: كلام مستحيل وهراء.
4. البعض يستخدمها للعرض وهو محبّذ، كأن نقول لو تعطيني جزءاً من وقتك: طلب مُجاب أو غير مُجاب.
5. البعض يستخدمها حرف مصدري وإستقبال وترادف كأن نقول "يودّ أحدهم لو يعمّر ألف سنة": وما نيل المطالب بالتمني ولكن تُوخذ الدنيا غلابا.
6. المطلوب "لو" الواقعية والمتمثّلة بالقضاء والقدر وحتميّته، فلنكن واقعيين دون تمنيات مستحيلة.
بصراحة: ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فتباً للو ونَعَمْ للقدرية والمكتوب عند ربّ العالمين، والتمنيات مشروعة لكنها غير واقعية ولو ضبطت لو لحلّت مشاكل الكون، ولهذا فلو تفتح باب الشيطان، والمطلوب واقعية الحديث والطرح.
صباح الواقعية لا التمنيات