آخر الأخبار
ticker النشامى يضمنون 4 ملايين دولار مكافآت في كأس العرب ticker الصفدي وغوتيريش يؤكدان أهمية دعم الأونروا لضمان استمرار خدماتها للاجئين الفلسطينيين ticker إصابة يزن النعيمات بقطع في الرباط الصليبي الأمامي ticker ولي العهد: مبارك للأردن .. النشامى لنصف نهائي كأس العرب ticker أبو ليلى أفضل لاعب في مباراة الاردن والعراق ticker ولي العهد: كلنا مع النشامى ticker وزير الثقافة يفتتح معرض "ما وراء الإطار – فراشي من أجل الحرية" ticker 3420 ميجا واط أقصى حمل كهربائي مسجل الجمعة ticker أبو ليلى: بني عطية صديقي منذ 20 عاماً .. ولو شارك شلبية لتألق أيضاً ticker الملكة رانيا للنشامى: فخرنا فيكم ما له حدود ticker مرضي: لسنا منتخب صدفة .. وعلوان: لم تكن أفضل مبارياتنا هجوميًا ticker النشامى يلتقي نظيره السعودي في كأس العرب الإثنين ticker النشامى إلى نصف نهائي كأس العرب بفوزه على المنتخب العراقي ticker الأمير هاشم يشجع النشامى بين الجماهير الأردنية في قطر ticker الأردن ودول عربية وإسلامية: الاقتحام الإسرائيلي لمقر أونروا تصعيد غير مقبول ticker الكرك والسلط الأعلى هطولًا .. المنخفض الجوي يرفع الأداء المطري ticker مصادقة إسرائيلية على إقامة 19 مستوطنة جديدة في الضفة ticker وقف ضخ المياه من محطة الزارة ماعين احترازياً ticker الجيش: القبض على شخص حاول التسلل عبر الحدود الشرقية ticker 5 وفيات من عائلة واحدة بتسرب غاز مدفأة في الزرقاء

محاسنُ الضاد

{title}
هوا الأردن - د. نضال القطامين

أقسى ما في كلّ الأيام، أن العربية، اللغة والحرف، تُذبح كل يومٍ مئات المرات. 

حمل الشعر كمكوّنٍ رئيس للفصحى واجب الحفاظ على فكرة الحضارة العربية ونتاجها، وكان الناس، كل الناس، يستمتعون بترنّم الشعراء في أسواق الثقافة مثل عكاظ ومجنًّة وغيرها، وقد وسعت اللغة الفصيحة آيات القرآن الكريم ومراميها التي تتشكّل منها معجزة هذا الكتاب الكريم، فضلاً عن أن حركة الترجمة النشطة في صدر الإسلام قد منحت اللغة العربية فرصة الصدارة في أن تكون وعاء العلوم بعد أن ظفرت بلقب وعاء الثقافة.

اليوم تخوض العربية حروبا شرسة أمام محاولات الإبتعاد والنفور عن استخدامها في الخطاب الاجتماعي والسياسي اليومي. 

وفي عصرٍ انتشرت فيه المعلومات في فضاءات العالم بسرعة البرق، صارت السرعة ونشر المعلومة على وسائل التواصل الإلكترونية، من القواعد الذهبية للضربات 
على لوحة المفاتيح.

دعكَ من مولود وسائل التواصل المشوّه المسخ الذي يطلقون عليه العربيزي، فهذا فصلٌ لا يمكن النقاش حياله هنا، وهو يتعلّق أساساً بمنظومة التعليم والمنهاج والتدريب، ويستخدمونه طلباً للسرعة والشهرة، وكنوع من إظهار المهارات والإستعراض، ودعكَ من ذبح اللغة على امتداد حقول الكلمات التي يلقيها الناس وراء المنابر، وفيها يُنحر النحو ويُقتل الصرف. 

دعك من كل هذا، وانظر ما يتجرأ عليه الساسة والنخب من الركون في تصريحاتهم وحديثهم للغة الدارجة – العامية – في وصف الفكرة ونقلها.

لا يمكن للرؤية أبداً أن تكون ناضجة دون تشكيل قويم. ولا يمكن أن تحظى الفكرة بتشكيل قويم ما لم يكن وعاؤها، مفردات اللغة الحصيفة، تلك التي تهيىء لكل جملة خطاباً يتسق وحالتها، فتخرج قوية ذات أصداء.

خصّصت الأمم المتحدة يوم الثامن عشر من ديسمبر يوما ًللإحتفاء باللغة العربية. وخصّص السادة المتحدثون، كلّ أيامهم لقتل اللغة وقتل حركات الأواخر قبل أن يقدموا على نحر البلاغة والتشبيه والصرف.

لن يفتًّ من عًضُد اللغة العربية خطيبٌ وراء منبرٍ، وتسلّح بمفردات السوق الدارجة، مُلقياً خلف ظهره بلاغة قسًّ بن ساعدة، وبيت شعر شوقي الخالد : إِنَّ الَّذي مَلَأَ اللّغاتِ مَحاسِناً، جَعَلَ الجَمالَ وَسَرَّهُ في الضّادِ،. 

ولن يُغيظها أن يتنكّر أبناؤها لها، فهي تحمل القرآن كتاب الله العظيم ويحملها، لكنّ الغيظ يتعاظم حين ترى الجرأة الفاضحة على إهمال استخدامها وإعجام حروفها وجُملها، بخليط قسري مع مفردات أعجمية، بل والإمعان في الإستخفاف بها بكتابة حروفها بلغة ثانية، في احتمالات كبيرة لتغييبها، وتهميشها.

يجدر في هذا السياق، التذكير بدور مجمع اللغة العربية الأردني المهم، في استمرار جهوده لتعميم استخدام اللغة العربية السليمة في سائر مناحي الحياة كما نصّت على ذلك رسالة المجمع، والحرص على مواصلة تحفيز الجامعات لتعريب التعليم، والترجمة، فضلاً عن التفاتةٍ حكومية عاجلة، لمساعدة المجمع على تحقيق أهدافه المعلنة والتي تهتم بالحفاظ على سلامة اللغة العربية والعمل على أن تواكب متطلبات الآداب والعلوم والفنون الحديثة، والنهوض باللغة العربية لمواكبة متطلبات مجتمع المعرفة.

تابعوا هوا الأردن على