حجارة شباب البيرة ومصفحات بني صهيون
انبرى اليوم شباب من مدينة البيرة الفلسطينية (نعم! البيرة الفلسطينية: دما ولحما وتاريخا ومستقبلا وانتماء) لمواجهة مصفحات غرباء بني صهيون، وهي تدنس أرض مدينتهم الطاهرة.
لقد اختلطت في نفسي مشاعر الحب والإعجاب والإكبار والفخر وأنا أرى التحدي واضحًا بيِّنًا جليًّا في كل خطوة خطاها أي من هؤلاء الشباب باتجاه مصفحات الإثم والظلم والبغي والعدوان، دون خوف أو خشية أو تردد أو وجل، بالرغم من معرفتهم الأكيدة بأن أبناء صهيون مجردون من كل رادع من خلق أو ضمير أو عرف أو دين.
لقد هب هؤلاء الفتية لمواجهتها بصدورهم المملوءة بالإيمان بربهم، وبزنودهم المشحونة بقوة حقهم، وبنفوس تفيض قناعة بعدالة قضيتهم، وحجارةٍ اقتلعوها من أرض البيرة مدينتهم، فسددوها سهام حق صائبة نحو نحور شراذم المعتدي الأثيم.
سينتصر، بإذن الله، شعب لدى شبابه هذه الدرجة العالية من الجرأة، والشجاعة، والتصميم، وقوة الإرادة في مواجهة المحتل الغريب، الذي لن تحميه كل أسلحة الفتك والبطش والتدمير، لأن زنود هؤلاء الفتية أقوى من كل أسلحتهم، مهما تنوعت ومهما زادت شدة فتكها. فزنود الشباب الفلسطيني أسلحة حق، ومصفحات الغريب المحتل أسلحة باطل.
إن زنود أصحاب الحق - المؤمنين بعدالة قضيتهم، المستعدين على الدوام لبذل الغالي والنفيس لاسترداد وطنهم فلسطين، والذين ضربوا أروع الأمثلة في الدفاع عن حقهم - أقوى من كل أسلحة الباطل.
"وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".
فلسطين - من بحرها إلى نهرها، ومن جليلها الأعلى إلى نقبها - للفلسطينيين، رضي من رضي وغضب من الحق من غضب.
سيأتي قريبا اليوم الذي يهتف الفلسطينيون فيه بأعلى أصواتهم، ومعهم سيرتفع صوت كل الشرفاء من هذا العالم، بقول الحق، عز وجل: "قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا".
"عاشت فلسطين حرة عربية فلسطينية خالية من دنس كل غريب إلى أن يرث الله الأرض وما عليها ومن عليها".