شركات راسخة وفكر اقتصادي جديد
تنشط المجموعات الإستثمارية والشركات الكبرى في استمطار الغيوم الملبدة في أجواءها بحنكة سياستها وعملياتها التسويقية لتجاوز بعض العقبات التي توضع بطريقها نتيجة منظومة التشريعات وتعديلاتها وعدم استقرارها دون الاخذ بعين الإعتبار مصلحة هذه الشركات في سوق المنافسة المحلي و العالمي .
فعندما تكون هذه المجموعات تتربع على عرش الإقتصاد وتسموا في سياساتها لدعم الاقتصاد الوطني والناتج المحلي تجد على نفسها لزاماً تجديد عملياتها التسويقية وافكارها التنافسية في الاسواق العالمية لتستمر في نهجها الوطني والحفاظ على سلم هيكلتها في ظل ما تواجهه من حملات منظمة تحاول الاطاحة بها وتشويه صورتها المشرقة ، متناسية هذه الجهات دور القطاع الخاص من شركات ومجموعات استثمارية اسهمت في حل جزء كبير من البطالة في سوق العمل وفتح فرص واسواق جديدة ، لتأتي اصوات ناعقة بحجة الخبرة في شؤون الإقتصاد لتبث سمومها في طريق شركات تحفظ التوازن الإقتصادي وتحارب البطالة .
والمتتبع لواقع الاقتصاد الأردني يفاجىء يومياً باغلاق شركات وهجرة بعضها في محاربة لتوطين رأس المال ، لتعمد تلك الشركات نحو اسواق جديدة بحثا عن الأمن الاقتصادي ومنظومة التشريعات التي تحافظ على ديمومتها ، فأين اصحاب الخبرة والإستشارات الاقتصادية ممن يضعون انفسهم في مقدمة الركب بحجة خبرتهم ومعرفتهم من وضع الحلول لمنع هجرة هذه الشركات وعدم تدهور الاقتصاد والرد على صندوق النقد الدولي الذي اعلن صراحة عن عدم وجود فريق اقتصادي في الأردن ، والذي يئن هو الأخر من جراء الضربات المتتالية وغياب الحاكمية الرشيدة في ادارة الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها ، فلا نسمع الا التنظير والتخبط والإشاعات التي تنطلق كالنار في الهشيم ممن ينالون المكتسبات الباهضة ويسعون لتلويث اقتصادنا .
وفي حكمة الإدارة الإقتصادية وضرورة اطلاعها عما يعانيه الاقتصاد العالمي من نكزات وتراجعات ، فلابد من اتخاذ التدابير اللازمة لتبقى هذه الشركات مستمرة في عطاءها ونهجها وقوتها المالية والعملية في السوق العالمي من خلال اجندة وسياسة تسويقية جديدة تستمطر الغيوم الملبدة ، غير ملتفتة لما يشاع ويكتب ، لتبقى هذه الشركات كالجبال الراسية لا تهزها الرياح العاتية ولا تؤثر عليها زوابع الفناجين ويبقى ربيعها مزهرا في حدائق اقتصاد الوطن .