الروافع السیاسیة لموقف الملك
هوا الأردن - رمضان الرواشدة
الموقف القوي لجلالة الملك برفضه الضغوط على الاردن ولاءاته الثلاث حول القدس والوطن البدیل والتوطین یحتاج من الحكومة والبرلمان والفعالیات الشعبیة إلى روافع تدعم ھذا الموقف لیس بشكل مؤقت بل بأن یكون سنداً له مستقبلاً في حال وجود أي حل على حساب المصالح الأردنیة الحكومة مثلاً، مطالبة بوضع أجندة سیاسیة لترجمة خطاب الملك وموقفه الأخیر والإیعاز إلى أذرعھا التنفیذیة بصیاغة برامج یومیة تدعم ھذا التوجه وكذلك الإیعاز إلى وسائل إعلامھما الرسمي بأن یكون موقف الملك القوي عنواناً لكل برامجھا في المرحلة القادمة.
كما ھو مطلوب من الحكومة أن تفتح أوسع حوار مع الفعالیات الحزبیة من قومیة ویساریة ودینیة ووسطیة للوقوف خلف موقف الملك خاصة أن ھذه الأحزاب تتفق والرؤیة الملكیة بشان القضیة الفلسطینیة وتأجیل الخلافات الداخلیة والتركیز على تقویة الموقف الأردني ولو ادى ذلك إلى عقد مؤتمر شبیه بالمیثاق الوطني تلتف حوله كل الفعالیات السیاسیة ویكون برنامج عمل لھا للمرحلة المقبلة خاصة ان ما یسمى بصفقة القرن ستعلن بعد الانتخابات الإسرائیلیة.
برلمانیاً مطلوب من البرلمان موقف مشابه لما تم في جلسة اتفاقیة الغاز مع إسرائیل والدعوة إلى عقد جلسة خاصة لمناقشة ما ھو مطروح من طروحات الوطن البدیل والتوطین والقدس والوصایة الھاشمیة على المقدسات، ولو أدى الأمر إلى التلویح بمناقشة اتفاقیة السلام مع إسرائیل لإشعارھا أن مصالحنا الحیویة خاصة في مناقشة التسویة الدائمة أھم من العلاقة الأردنیة -الاسرائیلیة ومن المعاھدة نفسھا لأنھا لیست كتاباً مقدساً.
أما على المستوى الشعبي، فالمطلوب الآن ولیس بعد دقیقة أوسع التفاف حول الموقف الملكي ومواقف الدولة الأردنیة الرافضة لأیة حلول على حساب الأردن، وعلى مجالس المحافظات والفعالیات التجاریة والصناعیة والشعبیة والمجالس الأمنیة المشكلة في كل مدینة وضع برنامج عمل لدعم الموقف الملكي، ویتمثل ذلك بإقامة فعالیات مركزیة دائمة في عمان والمحافظات تتضمن لقاءات وندوات تعریفیة بالموقف الأردني ومشاركة كل القوى الوطنیة في ھذه الفعالیات، وعدم استثناء أحد لأننا في مرحلة حرجة، ومستقبل الأردن یحتاج إلى وقفة من ابنائه الآن قبل أن یصبح المرفوض الیوم مقبولاً غداً.
وكذلك یأتي دور النقابات المھنیة بإقامة نشاطات مركزیة في مقرھا بعمان ومقراتھا في المحافظات، ودعوة كافة منتسبیھا للتفاعل الإیجابي المھم مع الموقف الملكي ودعم مقولة جلالته بأن «شعبي معي»، وأن ھذه المقولة حقیقیة أمام الأعداء وأمام الدول الخارجیة التي حینھا ستلمس أن الملك لا یتحرك وحیداً بل معه كل شعبه.
ھذه خارطة عمل وخارطة طریق لنترجم فیھا مقولة الملك وبان ندعم الموقف الملكي الذي لا یختلف علیه اثنان إلا بعض النفوس المریضة التي لا تحب الخیر للأردن ونترك للملك التحرك عربیاً وإسلامیاً مستنداً الى موقف وطني وشعبي عندھا سیتحدث جلالته ومعه شعبه من موقع القوة، ولا یبالي بأیة ضغوط خارجیة ما دام الوطن بكل فئاته وشرائحه معه .
على الجمیع أن یتحرك الآن بما في ذلك الحكومة التي ھي الأولى بترجمة المواقف الملكیة وأن نظھر للعالم أجمع وحدتنا الوطنیة بأبھى صورھا التي تعودنا علیھا في المنعطفات الخطرة التي مرت سابقاً في الأردن، ولنا تجارب ترفع الرأس، فلنكن عوناً لقیادتنا ووطننا ونعمل من أجل مستقبله ومستقبل ابنائه.