كورونا يلتف حول عنق ترامب
تتحدث الصحافة الأمريكية بكثافة عن تأخر إدارة ترامب في ادراك مخاطر وصول فايروس كورونا إلى الولايات المتحدة وتراخيها في الأستجابة إلى التحذيرات المبكرة من وكالة المخابرات الأمريكية والتي ذكرت صحيفة واشنطن بوست ان الوكالة نبهت ترامب منذ مطلع فبراير إلى مخاطر وصول وانتشار الفايروس في البلاد ومخاطر تقليل الصين من مخاطر المرض، الا ان ترامب استمر في التقليل من مخاطر الفايروس واصر على انحساره الشهر القادم.
ومن جانب اخر، نشرت وسائل اعلام أمريكية خبرا بالغ الأهمية مفاده ان وزارة الصحة الأمريكية كانت في العام الماضي قد اجرت محاكاة على الكمبيوتر لفايروس يبدأ وينتشر في الصين وتصل اول إصابة منه إلى شيكاغو حيث ينتشر في الولايات ويتسبب بفوضى عارمة ووفاة نصف مليون مصاب، ترامب أيضا كان قد خفض الميزانية الخاصة بمكافحة العدوى ولم يبدل موقفه المستهين بمخاطر الفايروس على الأمريكيين الا متأخرا جدا؟.
مخاطر انتشار الفايروس في الولايات المتحدة اكبر منها في أي مكان في العالم ليس من الناحية الصحية فحسب وإنما من الناحية الأمنية خشية وقوع أعمال فوضى من قبل فئات واسعة مسحوقة اجتماعيا وماليا، حيث لن يكون هناك مفر من منع تجول واسع في جميع الولايات و نشر الجيش والحرس الوطني في المدن، وبالتالي تضرر قطعات اقتصادية وفئات اجتماعية واسعة ودخول الاقتصاد حالة ركود وتراجع ستستمر آثارها لمدة عامين.
الديمقراطيون يشحذون الان اسنانهم وسكاكينهم للنيل من إدارة ترامب ولن يدخروا جهدا في مهاجمة ترامب وتحميله شخصيا مسؤولية انتشار الوباء في البلاد، وكذلك الإعلام الأمريكي الذي سيجدها فرصة ذهبية للنيل من ترامب الذي ما انفك يهاجم وسائل الإعلام ويوجه لها اتهامات بالتزييف والانحياز ونشر الأكاذيب عنه.
- إدارة ترامب تدخل الان في وضع لا تحسد عليه معركة مع الفايروس ومعركة مع وسائل الإعلام والحزب الديمقراطي وهو أصعب وضع يمكن أن يواجه الرئيس وحزبه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية بما يصح وصفه بأن ترامب نجا من الإصابة بالفايروس ولكنه يلتف حول عنقه سياسيا.