عالمنا .. ما بعد كورونا
فرضية المؤامرة دائما حاضرة في أي حدث عالمي ان كان صغيرا او كبيرا فكلما شكك الخبراء ان كانوا اقتصاديون او سياسيون نادرا ما تخيب توقعاتهم بسبب اعتمادهم على معلومات وتجارب سابقة.
استهجن الخبراء من إصرار السعودية على زيادة انتاجها من النفط الذي أدى الى انخفاض حاد لسعر برميل النفط مما زعزع اقتصاد كل المنتجين.
غرائب وعجائب تصدمك حين تسمع او ترى حالة التخبط بين أوساط دول راس المال العالمي فانهيار كبير ينتظر دولهم وهم عاجزين عن اتخاذ أي قرار يخرجهم من أزمتهم وكورونا لهم بالمرصاد ونظام خصخصة القطاع الصحي كشفت زيفهم و جشعهم و استحواذهم على مقدرات الشعوب.
حربان نفطيتان شنتهما اميركا ضد روسيا الأولى في عهد الاتحاد السوفييتي وكانت نتائجها مدمرة والتي افضت في نهايتها لتفكك الاتحاد السوفييتي وحوصرت روسيا من كل الاتجاهات وحتى من دول كانت تعتبرها خطوط دفاع أولى.
ففي الحرب الأولى شكر الرئيس الأمريكي السعودية على تعاونها في سياستها ضد روسيا وكانت هذه الفرضية في مكانها اما الحرب الثانية أي الحالية معالمها تختلف كثيرا عن سابقتها فلم يعد الروس كما كانوا فلديهم من القدرة ما تكفيهم لمواجهة أي حرب تشن ضدهم ان كانت اقتصادية او جرثومية او نووية ولا يختلف الامر مع الحليف الأول المارد الاقتصادي الصيني فلديه من القدرة على مواجهة أي عدوان تشن ضده , وقصة نجاحهم في التصدي لفايروس كورونا كان برهانا للعالم اجمع مما مهد لهم الطريق لقيادة العالم الجديد بعد انهدام المنظومة الرأسمالية وانحسارها.
لن تكون الحقبة الجديدة بدايتها واضحة المعالم لكنها ستغير النظام الحالي بالتأكيد ولن يكون من مصلحة أصحاب الثروات الإصرار على الإبقاء على نفوذهم ليس من مصلحتهم الا الجلوس مع أصحاب القرار الجدد والاستسلام للواقع الذي غيرته الصين بصعودها الاقتصادي وروسيا بصعودها العسكري واستقرار اقتصادها وهو افضل لهم من التفكير في تدمير العالم باسره.
اما الدول الصغيرة ستخرج من الازمة كفاقد امه يوم إعصار دام وبفقدانها ستبحث عن البديل ولن يكون البديل غير تحالف الشعوب مع بعضها البعض ليس كتحالف الاتحاد الأوربي الذي ابدى هشاشة في اول معركة يواجهها وتبين انه اتحاد لإصحاب رؤوس الأموال وليس اتحاد للشعوب الأوروبية ونحن بانتظار سقوطهم وتفككهم.
فان نهاية حكم راس المال وانتهاء نفوذ أصحاب الثروات الكبرى ستشهدها البشرية خلال فترة قصيرة بعد الانتهاء من هذه الحرب الضروس.