التباعد الاجتماعي .. سبيل الانقاذ
هوا الأردن - كتب اسلام العياصرة
في ظل السعي الحكومي المتواصل لمنع تفشي فايروس الكورونا المستجد "كوفيد 19" ووسط الاجراءات الصارمة التي شهدها الأردن العزيز ، تبرز مطالبات مجتمعية من مختلف مناطق المملكة بضرورة التراجع عن بعض هذه الاجراءات والتي كانت عنوان النصر لنا في معركة الأردن مع الكورونا .
ولا يخفى على احد ان هذه المطالبات قد تسلل اليه الملل وكان الدافع الرئيسي لاطلاقها هو بعض الاصوات التي تنادي برفع الحظر عن المحافظات واعادة العمل في مختلف القطاعات لمواجهة الاثار الاقتصادية المترتبة على هذه الازمة ، متناسين ان المعركة لم تنتهي وان التخفيف ان حصل فهو لقاء مؤشرات اثبتت نجاعة وقوة الاجراءات الأردنية التي يشار اليها بالبنان في مختلف البلدان .
وقد اضم صوتي الى البعض في ضرورة عودة جزئية لبعض القطاعات خاصة تلك التي تتطلب درء مخاطر الانكماش الاقتصادي المحتمل ، ولكنني وبعد قراءة مستفيضة لاهمية التباعد الاجتماعي والحفاظ على وتيرة التدابير الاحترازية اقول انها الأولى في هذه المرحلة وان كنت اميل الى عودة القطاعات ضمن شروط صارمة واجراءات محكمة تستند الى تسطيح المنحنى والمؤشرات نحو صفر المشهد بالحالة والإصابة.
وفي الوقت الذي يُستخدم فيه "المنحنى" لإظهار عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالكورونا (COVID-19) في وقت واحد قد ينتشر الفيروس بسهولة من خلال الاتصال الوثيق بالآخرين ويصاب الكثير من الأشخاص في الوقت نفسه ، مما يجعل من الصعب على الأطباء والمستشفيات علاج الجميع او حتى توفير متطلبات الرعايا السليمة والدقيقة لهم جميعا في ذات الوقت وهو ما يتطلب وعي تام وتركيز اكثر على اهمية التباعد الاجتمعي .
فالهدف من التباعد الاجتماعي هو إبطاء انتشار الفيروس أو تسطيح المنحنى بمعني انه إذا بقي الناس في المنزل وتجنبوا الاتصال مع بعضهم، فلن ينتشر الفيروس بسرعة وسيصاب عدد أقل من الأشخاص في وقت واحد ، وهذا لا يعني ان المرض انتهى وانما سيقى هناك اصابات بين صفوف المواطنين ، لكن سيحدث هذا بمعدل أبطأ ، مما يجعل المنحنى أكثر تسطيحاً نحو التوازي بالصفر وهو ما سيساعد الأطباء والمستشفيات على رعاية الأشخاص المصابين بالكورونا ومتابعة علاجهم باهتمام اكبر وخاصة شديدي التأثر بالمرض.
فالتباعد الاجتماعي والتزام المنازل كان سبيل الانقاذ لمشهد الكورونا الى جانب مجموعة من القرارات الحكومية التي اخذت على عاتها تنفيذ التوجيهات الملكية باعلا صحة المواطن وسلامته فوق كل الاعتبارات وسط اصرار ملكي على ادارة المشهد بشكل اضاف للأردن قيمة مضافة في القطاع الصحي واعاد ثقة المواطنين في الحكومة واجندتها .
واليوم لا بد من اعادة الصفر ببدء المشهد في التباعد واهمية انطلاق التوعية بين المواطنين وهجران عادات اجتماعية لا تنسجم مع التباعد وتحقيق اضافة اخرى نحو تطهير الداخل واحكام السيطرة عليه مع اجراءات وقائية اكثر صرامة ونحن ننتظر ابناءنا الطلبة القادمين من الخارج وهو ما قد يعيدنا الى نقطة البداية لا سمح الله.
اوصيكم بالتباعد ثم التباعد .. واستغلال وسائل التكنولوجيا والاتصال لتعويض الضرر النفسي الذي يرتبه ذلك لحين خروجنا من دائرة الأزمة نحو الأنفراج والفرح بأردن خال من الكورونا .. فلا نهدم جهدنا الكبير الذي اديناه كلا من موقعه والزامنا في القادم هو عنوان النجاة .. والله والوطن من وراء القصد .