نقابة المعلمين وهيبة الدولة
كنا قد وقفنا قلبًا وقالبًا مع المعلم اثناء المطالبة بحقوقه إبان الإضراب الذي امتد لشهر تقريبًا، واعتبرنا ذلك وقوفًا مع الحق، وللامانة والتاريخ فأنه لزامًا علينا كذلك أن نقف مع الدولة عندما يتجاوز بعض اصحاب الحق هيبة الدولة التي تقف الآن في اخطر مراحلها ، فمن ناحية هي فتحت الآن معركة داخلية لا تقل ضراوةً عن اي معركة خارجية ، ألا وهي معركة ملاحقة الفاسدين والمتهربين ضريبيًا، وقد طالبنا على مدار سنوات بهذا الامر ، وعندما بدأت الدولة باجراءات ملاحقة الفساد نكصنا على الاعقاب وعدنا الى خندق العشائرية ولكن ليس من باب "انصر اخاك ظالمًا او مظلومًا" بل من باب انصر ابن عشيرتك حتى لو كان فاسدًا ، وانا هنا لا احدد اشخاصًا بعينهم .
عودة لنقابة المعلمين وتصريحات نائب النقيب التي هدد فيها بعدم التنازل عن حقوق المعلمين برغم انف الدولة وكل دوائرها ، حتى لو ارتدت الكرة الارضية عليهم اي النقابة .
يُفهم من هذه التصريحات ان المكتسبات النقابية الضيقة اهم من الوطن واهم من الدولة، وهذا في علم السياسة لا يجوز لأن وطنك يتعرض لأعتى المؤمرات، ويمر بأشد ازماته داخليًا وخارجيًا .
كلمة حق وددت ان اطرحها وانا اُصنف من المعارضين لبعض السياسات ولكني لست عدميًا على الاطلاق ولا اعارض من اجل المعارضة وحسب .
الوطن ارضًا وشعبًا وقيادةً في خطر محدق وقد وصلنا الى مرحلة "نكون او لا نكون" .
قولوا عني ما شئتم ولكني اصرّ على انني مع وطني ومع امنه واستقراره، انتقد واعارض احيانًا لكن ليس على طول الخط سيما وان الاخطار تشتد وتمتد ، ويوشك الوطن جرّاء ذلك ان يحترق لا قدر الله .
حفظ الله الاردن من كل مكروه .