حكومة مزدحمة باجندات مزدحمة
نبارك لدولة الرئيس وطاقم الفريق الوزاري الجديد الثقة الملكية السامية مع كل الامنيات لهم بالتوفيق وتحقيق اهدافنا الوطنية المرجوه.
حالي كحال جميع الاردنيين وعند المطالعة الاولى لتشكيلة حكومة دولة الدكتور بشر الخصاونة شعرت بالازدحام الشديد من حيث عدد الوزراء وتعدد المسميات مما اثار التساؤل هل حجم الحكومة مرتبط بحجم التحديات الكبيرة التي يواجهها وطننا العزيز وهل الحكومة تؤطر استراتيجيها بالكم والعدد لمواجهة هذه التحديات.
ولكي اكون منصفاً فقد حملت التشكيلة الحكومية العديد من الشخصيات الوطنية والذوات اصحاب الخبرة ومن لهم باع كبير بالعمل الوطني والذين نكن لهم كل الاحترام والتقدير وساتجنب ان ارسم في وجهة نظري هذه ملامح اومشاعر التفاءل او الاحباط و ساحاول ان اكون موضوعي من خلال التساؤلات التالية والتي ستجيبنا عليها الايام القادمة من عمر هذه الحكومة وما ستتخذه من قرارات :
- كيف سيؤثر ثقل الحكومة وازدحامها على رشاقة القرار الحكومي واستجابتها للازمات؟
- كيف سيؤثر تعدد المسميات وتضارب الصلاحيات على جودة القرار الحكومي؟
- هل سيؤثر ثقل الحكومة على قدرة دولة الرئيس على ادارة ايقاع الفريق الحكومي دون نشاز؟
- كيف سيضمن دولة الرئيس عزل نفسه من الضياع بالتفاصيل مع هذا الكم الكبير من الوزراء؟
- كيف سيتم ضبط الخطاب الإعلامي للحكومة وضمان تناغمه وتناسقه وعدم تضارب التصريحات مما يشتت الرأي العام؟
- كيف سيتم التعامل مع حجم الصراع المتوقع داخل الفريق الوزاري من طرف ومع مجلس النواب من طرف اخر؟
- أخيرا، أما كان بالامكان الاستعاضة عن هذا العدد الكبير، والذي لم ادرك المغزى منه -اذا كان مبني على اساس جغرافي او سياسي او فني- بتفعيل شعاراتنا عن الشراكة بين أصحاب الخبرة والعلاقة في القطاع الحكومي والخاص والأهلي.
إذا كان هناك درس واحد علينا جميعا تعلمه في هذه المرحلة الحرجة هو حاجتنا لأن يكون للجميع مكان على طاولة الحوار وصنع القرار وأن نتحمل جميعاً مسؤولية قرارنا الوطني دون الحاجة بان نسير بحكومة ثقيلة قد تثقل قدرتنا على اتخاذ القرار.
ختاماً كلي قناعة بقدرتنا على انجاز الكثير وتجاوز التحديات الكبيرة بالعمل معاً وان يكون الوطن هو البوصلة الوحيدة للجميع.