آخر الأخبار
ticker جمعية البيئة: تشديد العقوبات بحق من يثبت تورطه بحرائق غابات الأردن ticker الذكرى الرابعة والسبعون لاستشهاد الملك المؤسس الأحد ticker مساعد العمليات يتفقد القوات المنتشرة على الواجهة الشمالية ticker اتفاق أردني سوري أمريكي على خطوات لإنجاح اتفاق وقف إطلاق النار ticker ترامب يُنهي الالتزام بإصلاحات "الصحة العالمية" ticker السبت .. انخفاض طفيف على الحرارة وطقس صيفي اعتيادي ticker إسرائيل وسوريا تتفقان على وقف إطلاق نار مدعوم من الأردن ودول مجاورة ticker ارتفاع أسعار الذهب محليا 40 قرشا ticker الرئاسة السورية تعلن وقفا شاملا وفوريا لإطلاق النار ticker المبعوث الامريكي لسوريا: ممتنون لدور الأردن القيادي في المنطقة ticker الصفدي يؤكد وقوف الأردن مع سوريا وأمنها واستقرارها وسيادتها ticker ارتفاع حصيلة القتلى في السويداء السورية إلى 940 ticker عشائر الجنوب السوري تعلن وقف إطلاق النار استجابة لقرار الرئاسة ticker مطالبات في عجلون لتسريع إنشاء مراكز صحية بديلة عن المستأجرة ticker القبض على 65 مروجا للمخدرات في اسبوع ticker نجاح لافت لـ "هندسة" عمّان الأهلية بالقبول الاوروبي لمشروعها حول تعزيز فرص توظيف الخريجين ticker بالصور .. عمان الأهلية تحصد ثلاث جوائز بمهرجان المسرح الدولي بالإسكندرية عن عملها المسرحي "يافا والباب الأزرق" ticker البنك الأهلي الأردني أول بنك في المملكة يطلق خدمة إصدار التقارير الائتمانية الرقمية للشركات ticker سيرك "بلوما" يحلّق في سماء عمّان ticker جت تطلق حجز الـ VIP لمسافري جسر الملك حسين عبر موقعها الالكتروني

الشرعية الدستورية للبيـان الوزاري

{title}
هوا الأردن - عبد الكريم محسن ابو دلو

قـدّم رئيس الوزراء أمس البيان الوزاري إلى مجلس النواب لطلب ثقة المجلس بالحكومة تأسيسا على هذا البيان، سندا للمادة 53/5 من الدستور بنصّها (إذا كان مجلس النواب منحلاً فعلى الوزارة أن تتقدم ببيانها الوزاري وأن تطلب الثقة على ذلك البيان خلال شهر من تاريخ اجتماع المجلس الجديد).

وتتجسد الفلسفة الدستورية من البيان الوزاري في وجوب حصول أي حكومة على ثقة الشعب الممثل دستوريا بمجلس النواب، إعمالا لمبدأ «الأمة مصدر السلطات». ويمنح مجلس النواب الثقة للحكومة كي تتمكن من أداء مهامها الدستورية الكاملة على أساس وثيقة مكتوبة يتلوها رئيس الوزراء أمام المجلس. ولم يـُلزم الدستورُ رئيس الوزراء إلقاء البيان الوزاري بنفسه، إنما يتم العمل بذلك كون رئيس الوزراء هو الشخص الذي يعبر عن الحكومة ويترأس مجلس الوزراء ويمثله دستوريا.

ويـُعتبر البيان الوزاري هو الترجمة الدستورية لخطة عمل الحكومة وتحديد سياساتها وبرنامج حكمها في إدارة شؤون الدولة الداخلية والخارجية، الذي يأتي استجابة ً لموجبات كتاب التكليف الملكي السامي في تشكيل الحكومة.

وأساسا على البيان الوزاري ونقاشه من قبل النواب وردّ الحكومة على هذه النقاشات، تحصل الحكومة على ثقة مجلـس النواب بما لا يقل عن الأغلبية المطلقة على الأقل أو عدم الثقة بها، من خلال التصويت بالمناداة على الأعضاء بأسمائهم وبصوت عال. وفـي حال عدم إعطاء الثقة للحكومة يجب عليها تقديم استقالتها إلى جلالة الملك، للعمل على تشكيل حكومة جديدة.

فـلا يجوز لأي حكومة أن تمارس أعمالها دون الحصول على ثقة مجلس النواب وفق الاحتمالات المتوقعة لحالات وجود مجلس النواب أو انعقاده، تكريسا للقاعدة النافذة في النظم الديمقراطية بأن «للحكومة المبادرة وللبرلمان المراقبة»، وتأشيرا للاعتبار الدستوري للبيان الوزاري وأهميتـه السياسية.

ويتـّضـح من بـُنية الأحكام الدستورية، أن إعطاء الثقة للحكومة أو حجبها يتأسس على البيان الوزاري وليس على شخوص الوزراء، بدلالة أن إجراء أي تعديل وزاري على الحكومة لا يقتضي طلب ثقة مجلس النواب بالوزراء الجدد، إذ افترض المشرع الدستوري أن الوزير الجديد يستكمل خطة الوزيـر السابق في تنفيذ البيان الوزاري.

ومن هذا الأساس، يجب أن تلتزم الحكومة في عملها بالأطر التي رسمتها لنفسها في البيان الوزاري، اذ أن مجلس النواب يمنحها الثقة منطلقا من ذلك البيان. فإذا خرجت الحكومة عن أطر البيان وحدوده، فانها بذلك تتجاوز حدود الثقة الممنوحة لها. مما يوجب في صياغة البيان الوزاري أن يكون شاملا لكافة شؤون الدولة وعمومياتها ومستوفيا لجميع القضايا والسياسات المرتبطة بها على المستويين الداخلي والخارجي. فإذا عزمت الحكومة التصرف في شأن من شؤون الدولة على قدر من الأهمية النوعية ولم تـُشر إليه في بيانها الوزاري، يستوجب المنطق الدستوري بها أن ترجع إلى مجلس النواب بهذا الشأن.

وتبرز آثار البيان الوزاري في اعتباره معياريا دستوريا لشرعية الحكومة يـُتيح محاسبتها وفرض الرقابة البرلمانية عليها بعد نيل الثقة، بقدر ما يعتبر سببا دستوريا لزوال الحكومة بحال حجب الثقة عنها أو سحبها منها لاحقا، تفعيلا للمادة 51 من الدستور التي تؤسس معنى المسؤولية السياسية للحكومة أمام مجلس النواب، باعتبار رئيس الوزراء والوزراء مسؤولين أمام المجلس مسؤولية مشتركة عن السياسة العامة للدولة، وكل وزير مسؤول عن أعمال وزارته.

الخلاصـة، يـُبرز المسار الدستوري في إحكام البيان الوزاري أهمية هذا البيان، باعتباره خطـة عمل الحكومة؛ المـُلزمة للحكومة والمعيار المرجعي في الرقابة النيابية على أعمال الوزارة ومحاسبتها وميزانها الشرعي أمام جلالة الملك في بقائها أو إقالتها أو قبول استقالتها، وليست ترفا دستوريا تمارسه الحكومة من باب الاختيـار.

تابعوا هوا الأردن على