آخر الأخبار
ticker انطلاق مهرجان صيف عمّان 2025 في حدائق الحسين ticker الأردن سدد أكثر من 110 ملايين دولار لصندوق النقد خلال العام الحالي ticker الأمن ينشر نصائح وتحذيرات في ظل ارتفاع درجات الحرارة ticker روسيا تغلق القنصلية البولندية في كالينينغراد ticker الأرصاد: استمرار تأثير الكتلة الهوائية الحارة السبت ticker دبلوماسيون: انعقاد المؤتمر الأممي بشأن حل الدولتين في 28 تموز ticker التربية تحدد موعد إعلان نتائج التوجيهي للدورة الصيفية ticker ولي العهد مشيدًا بجهود الدفاع المدني في سوريا: "الله يقويكم" ticker السير: مخالفات عكس الاتجاه تسببت بـ0.5% من وفيات حوادث عام 2024 ticker إصابة 4 أشخاص بانهيار سقف منزل في مخيم الزرقاء ticker صندوق النقد: أسعار الكهرباء في الأردن ضمن الأعلى إقليميًا ticker دمشق تعدّل وثائق الفلسطينيين: "مقيم" بدلًا من "فلسطيني سوري" ticker إسبانيا تدعو لتعليق الشراكة فورا بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ticker مؤشر مخاطر نزاهة البحث العلمي (RI²): مؤشر سام يسيء لسمعة الجامعات الأردنية ticker تقنية المعلومات في عمّان الأهلية تفوز بالمركزين الأول والثاني في مسابقة (CTF) ticker بالصور .. رئيس الديوان الملكي يتفقد مشاريع مبادرات ملكية في محافظة البلقاء ticker علاء حبش بطلاً لفئة الماستر في الجولة الثانية من بطولة الأردن للكارتينغ ticker صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية يطلق برامج دعم جديدة ticker فريق "إمكان الإسكان" يشارك في جني محاصيل "مزرعة الدار" بالتعاون مع دار أبو عبدالله ticker عمان الأهلية تختتم برنامج تورينج الصيفي لعام 2025 بمشاركة طلبة من جامعة برادفورد البريطانية

تطور مسألة المعرفة في الفكر العربي الإسلامي

{title}
هوا الأردن - الدكتورة منتهى الطراونة

في كتابه المعنون؛ "تطور مسألة المعرفة في الفكر العربي الإسلامي" الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون، (2024)؛ يؤمن الكاتب عبدالهادي المدادحة، بأن الفلسفة فعل فكري يلازم جميع جوانب الحياة الإنسانية، سواء الفردية أم الجماعية، على وفق منهج التأمل، والتحليل المنطقي وصولًا لفهم معنى الحياة، كجزء مهم من رسالة الفلسفة، ويبدو هذا في كتاباته وأدبياته، التي ينهج فيها نهج المفكرين بعمق، والابتعاد عن السطحية، وقراءة ما وراء السلوك، والكلمة، والحرف.

ويعي جيدًا أن الفلسفة بمعنى الحكمة موجودة في الشريعة الإسلامية، من خلال دعوة الإنسان للتفكر في آيات كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر؛ "الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلًا" "إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون".

ويؤمن أن ليس في الإسلام فلسفة، وإنما علم مُحقَّق، وعلماء محققون من أمثال؛ الكندي، والفارابي، وابن سينا، وابن رشد. وقد رسم كتاب الله العزيز مسارات العلم والتفكير، وترك للإنسان مساحة واسعة للتفكر، والتدبّر، والتطبيق.

يتجاوز الكاتب فكرة البحث عن وجود الله، وتوحيده، وتنزيهه عن التمثيل، والتشبيه، والتجسيد إذ إن هذه المعرفة مؤطرة، ومسيَّجة بالتسليم الكامل، والإيمان المطلَق.

جاءت هذه الدراسة من إحساس الكاتب بمسؤوليته نحو هذا الجيل، الذي حاصرته التكنولوجيا، والسرعة في الحصول على المعلومة مهما كان نوعها بطريقة آلية، دون إعمال العقل والفكر، والتعب في الوصول إليها، فهو عصر السرعة الذي لا يتوقف عند لحظة تأمل، ولا يتيح الفرصة الكافية لتحليل، إلا في أضيق الحدود، ولا يتيح تدريبًا كافيًا لاتخاذ قرار على وفق دراسة معطيات صنع ذلك القرار، لذا نجد التخبط والعشوائية عند بعض من تُلقى عليه مسؤولية ما، إن لم يكن مدرّبًا على التفكير بكل عملياته البسيطة والعليا.

عرض الكاتب هذه الدراسة في ثلاثة فصول؛ تطرّق في الفصل الأول إلى نظرية المعرفة، وأهميتها، وأنواعها؛ الافتراضية، والقدرة العقلية، والحسية، والفلسفية التأملية، والعلمية التجريبية، والإيمانية، ومعاييرها، وشروطها، وتركيبتها، ونترك للقاريء الفطن التعمق في التفاصيل، فالمعلومات فيها من الزخم، والأهمية الكثير، مما لا يتسع المجال لذكره هنا.

ثم عرّج على كتاب المفكر العربي؛ حسين مروة؛ (النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية) بمجلداته الأربعة حول؛ نظرية المعرفة وأنواعها ومعاييرها، النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية، دراسة التطور الفكري الذي سار إلى جانب تطور المجتمع العربي، باتجاه تكوين الدولة بمواصفات محددة تهم المجتمع آنذاك. وفيه طرح مروة تساؤلات عميقة حول بناء الدولة، وحركة التفاعل الفكري والفلسفي، ومحافظة العرب على حضارتهم العربية الإسلامية، التي استوعبت الديانات، والحضارات، دون أن ينسحب من هويته، وتوقف الكاتب عند تاريخ قريش الديني، والسياسي، والثقافي، ودرس التحوّلات الفكرية الكثيرة التي طرأت على حياتهم.

أما الفصل الثالث؛ فيتحدث عن مسألة المعرفة عند بعض الفرق الإسلامية؛ أهل السنة والجماعة، وأشار إلى الإمام الشافعي، وكتابه في أصول الفقه؛ (الرسالة)، وإلى كتاب الأشعري؛ (الإبانة في أصول الديانة)، وهما أبرز ما صاغ نظرية المعرفة الإيمانية عند أهل السنة والجماعة. وتوقف عند المتصوفة، الشيعة، المعتزلة، إخوان الصفا.

في هذه الدراسة المزدحمة بالعناوين، والمضامين، التي لا تُحصى ولا تُعَدّ؛ وتفتح معارج التفكير، والتأمل، والتدبّر، وكل ما من شأنه أن يرتقي بعملية التفكير، ويحفز العقل. والدعوة مفتوحة للباحثين، والمهتمين لدراسته بعمق، إذ اكتفيت هنا بالإشارات المختصرة، والرسائل المعلبَّة، وتساؤل مشروع؛ ماذا لو عاد الفلاسفة إلى الحياة، ما الذي سيجدوه في العالم؟ أجيب عنه بكل وضوح، ويتفق معي الكثيرون؛ سيجدون أنه مزدحم بكل شيء إلا الحكمة، وأنه يعاني من نقص الإنسانية، بل وافتقادها، ومن غياب المنطق، والحقيقة، والمشارَكة، وفوق ذلك كله الأخلاق!


تابعوا هوا الأردن على