طفح الكيل ...إلى متى يا سيّدي
هوا الأردن - طفح الكيل إلى متى يا سيّدي هل بات بعضنا يعبد الشيطان الذي نتعوّذ منه صباح مساء وفي كل صلاة وكل حركة ونحن ساكتون هل وصل الامر بنا ان يكون الشيطان قدوتنا لكي نتمرّد ونحرق المصاحف وهل وصل العبث لعقائدنا نلعنها ونمجّد الشيطان ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله . هل هي مرحلة يؤثّر فيها القهر وضنك الحياة على علاقتنا بواهب الحياة وبدلا من ان تُبنى على التقرّب من الله واستمرار خمده وشكره على ما وهب ان تتحوّل إلى رِدّة إلى الذي تمرّد على خالق الكون فجعله اسفل السافلين . وهل الجوع والفقر والبطالة يُفقد المرء تركيزه ويجعله يعكس بوصلة حياته ويقلب الحقائق ويصبح الابيض اسودا والاسود حضنا لكل التائهين المرتدّين وكم هو محظوظ من تاتيه جلطة دماغيّة تنهي حياته ولا تجعله مُقعدا كي يرى ما يحدث هذه الايّام من نكران للذات الالهيّة من طلبة يطلبون العلم ويمارسون الجهل باقبح معانيه فهذه ليست حريّة رأي او تعبير او حريّة لممارسة طقوس دينيّة غير مقبولة دينيّا او اخلاقيّا او إجتماعيا او إنسانيّا والذي يظهر في الرسوم التي توضع لتدلّل على هذه العبادة الفاجرة بحيث توضع عظام او هيكل عظمي او خلافها وكلّها تدلُّ على نهاية حياة وليس على بدأ الحياة او الترقّي بها . نعم هذا قد يوجد في دول أخرى بعيدة عن الاسلام ولا يتقيّد زعماؤها بما ورد في الاديان السماويّة وبحجّة العولمة الظالمة التي تسلب الناس حريّاتهم الحقيقيّة لتزيد من تحكّم الفاسدين والطبقة المتحكّمة بنا ليزيد عزّهم عزّا وفقرن فقرا وجوعا . وهنا يأتي دورك سيّدي المواطن بعد ان طفح الكيل ووهبتَ كلّ ثرواتك وموجوداتك ودخلك الماديّ حتّى تموت لحكومات لا تشعر بجوعك ولا تعرف قساوة بردك ولم تذق مرارة بطالتك ولم تدمع لها عين لبكاء طفلك او انين زوجتك وهي توضع في البيت لقلّة حيلتك . سيّدي الصامت دهرا لا نريد لك ان تنطق كفرا ولكن نريدك ان تصرخ جهرا وان تقتل الظلم الذي تحمله على اكتافك او تعمر به قلبك او يداعب ضميرك لتنقلب لعبادة المال الحلال والحرام على السواء فإن لم تستطع حتّى الان قتله بالصبر والصمت فيجب ان تستعمل اسلحة اكثر تأثيرا ونحرا وهي على المدى الطويل التحصّن بالعلم والدين وعلى المستوى المتوسّط بالتدريب وتربية الاجيال القادمة خير تربية وأمّا على الاجل القصير فقتل الظلم يكون بالمقاومة السلميّة والقوّة الكامنة داخلك سيّدي المواطن الصامت تستطيع فيها تدمير الفاسدين والمعتدين على حقوقك بل وتستطيع إن تجمّعت جميع القوى الكامنة لديكم تستطيعون طرد اسرائيل ورمي الغاصبين في البحر بل وبها تستطيعون ردّ المرتدّين عبدة الشياطين وسحق الشيطان نفسه . سيّدي المواطن لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ويُقال ان الزُبى جمع زُبْية وهي الرابية التي لا يعلوها الماء، فإذا بلغها السيل كان جارفا مجحفا, ويضرب لمن جاوز الحد وعند اشتداد الأمر ونحن نرى انّ الكثيرين تجاوزوا الحد في الإستيلاء على حقوقنا وثرواتنا لغياب العدالة والمساواة والعقاب الرادع وكثيرون اعتدوا على قيمنا ومبادئنا ومعتقداتنا واخلاقنا فإلى متى الصمت وانت ياسيّدي المواطن تعلم كما يُقال ان الساكت عن الحقّ شيطان اخرس وهاهم بعض الشباب المنحرفين يعبدون شياطين البر والبحر . قال ابليس لله عز وجل وعزتك وجلالك لأغوينهم ما دامت أرواحهم فى أجسادهم فيقول الله تعالى صدق الله العظيم ( وعزتى وجلالى لأغفرن لهم ما داموا يستغفروننى ) حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة ووقاه من الفاسدين والمارقين والشياطين .