كلشي بيوجعنا
هوا الأردن - من كل قلبي أتعاطف مع أطباء الطوارئ في المستشفيات العامّة لما يواجهونه من عبء ثقيل في أداء مهمتهم الإنسانية أولا ، ولصعوبة في التشخيص الدقيق ثانياً، خصوصاً إذا ما كانت الحالة لأحد كبار السنّ...مثلاً قبل أيام كان الحوار التالي بين طبيب الطوارئ وحجة تدعى فزّة...
الطبيب من خلف الستائر:وين فزّة؟
الحجة من داخل الستارة: هاظ اني هون!
يدخل الطبيب من أمام ستارتها: سلامات..شو بوجعك حجة؟
الحجة: حاسة حالي «مغتوتة»!
الطبيب: يعني في وجع بصدرك؟
الحجة:في!
الطبيب: ببطنك فيه؟
الحجة: في
الطبيب: ببطنك ولا بصدرك حددي حجة؟
الحجة: ببطني وصدري.
الطبيب: ظهرك بوجعك؟
الحجة: بوجعني!
الطبيب: راسك؟
الحجة: راسي كمان بوجعني
طيب:رجليكِ بخدروا؟
الحجة :آه بخدرن..
الطبيب: ركبك..بيزاقوا؟
الحجة: بيزاقن..وبالليل بشلخن عليّ!
الطبيب: سكري ضغط معك؟
الحجة: معي سكري وضغط..
الطبيب: في معك...وقبل ان يكمل الدكتور..
الحجة: آه معي...
الطبيب: طب حجة..شو بوجعك بـ»الزّبط»؟
الحجة:حاسة حالي «مغتوتة»!!
الطبيب: طيب يا حجة فزة رح اكتبلك..
الحجة: مين فزة؟..اني مش فزة اني اسمي كرمة...
هنا تقريباً يصاب الطبيب بانفصام بالشخصية ، غير انه احتار بتشخيصها فهو أيضا لم يعرف من تكون!!..أخيراً يكتب لها على « بروفين» ثم يدعو لها بالسلامة والشفاء وطول العمر ويقوم «بتخريجها»...نحن أيضا صرنا مثل الحجة فزّة «كلشي بيوجعنا»..»بالسياسة» في وجع، بالاقتصاد في وجع،بالتشكيل الجديد في وجع، بالإصلاح في وجع، بالديمقراطية في وجع، بالعلاقات الاجتماعية في وجع..لا ندري من أين نبدأ لنتعالج..؟ولا ندري من نحن أصلا؟ ثم أننا بكل الأحوال قد مللنا «البروفين»..فهو لا يشفي هذه «الغتّة»...مهما تضاعفت جرعته.