ثقافة التشبيه و الوصف .. الديناصورات مثالا
هوا الأردن - تختلف الأمم في ثقافاتها ومصطلحاتها ومفرداتها المستمدة من بيئتها وعاداتها . فالبومة على سبيل المثال تعتبر رمزا لسوء الطالع و الشؤم في ثقافتنا العربية ، لكنها بالمقابل ، رمز حظ وبشرى خير لبعض الثقافات الغربية ، وقس على ذلك الكثير من الأمثلة.
مما سبق نستنتج أن لكل ثقافة دلالاتها ، ومسبباتها ، ومعناها .. فتوصيف الحيتان لدى ثقافتنا العربية يعني القوة المالية و الجشع في جمعه ، لكنه لا يعني بالضرورة نفس المعنى في التوصيف لدى ثقافة أخرى .. وبعض التوصيفات لدى ثقافة معينة ربما لا تعني أي شيء لدى ثقافة أخرى ، فمصطلح "الديناصورات" ، مثلا ، لا وجود له في ثقافتنا العربية ، ولعلنا لا نجده أبدا مستخدما طيلة فترة تاريخنا العربي الممتد منذ آلاف السنين ، بعكس الفيل ، على سبيل المثال لا الحصر ، بل وحتى طائر العنقاء و البراق .
كنا وما زلنا نتعلم و نعلم ، أن من عرف لغة وثقافة قوم ، أمن شرهم ، وأننا لا نستطيع أن نخاطب العربي في المغرب العربي بقولنا .. الله يعطيك العافية .. لأننا ببساطة نعلم أننا بذلك نتمنى له الموت .. كما وأننا لا نستطيع مخاطبة السيدة المصرية بمناداتها بالــ "مرا" .. لأنهن يعتبرن هذه الكلمة العامية إهانة في حقهن .. والأمثلة عديدة ولا متناهية ، هذا فيما يتعلق بالفروقات الواضحة في مفرداتنا التوصيفية العربية بين شعب عربي وآخر ، فما بالنا حين نستخدم مصطلحات وتوصيفات يستعملها الغرب لدلالات معينة مفهومة لديهم ، لنقوم نحن ، وبكل بساطة ، بإسقاطها على ثقافتنا و ترجمتها بصورة مغايرة بعيدة عن معناها الأصلي .. فقط لأن من ترجمها لنا ، من أبناء جلدتنا ، قصد سوء الترجمة و وجهنا إلى فهم خبيث لتحقيق مآربه المشبوهة.