الحكومة والنواب: زواج عرفي وعقد نكاح باطل
هوا الأردن - كتل نيابية تزكي هذا الشخص ليكون ضمن حكومة النسور القادمة .. نواب واعيان يزكون ذاك لتسلم حقيبة وزارية معينة، واخرون لن يمنحوا ثقتهم بالحكومة المرتقبة الا اذا وزرّوا ( ! ) ..والقاسم المشترك الوحيد لهؤلاء جميعا بشكل حاسم وجلي ليس الخوف على مصلحة الوطن، بل على مصالحهم الشخصية وحجم نفوذهم ..!
مهزلة سياسية مكشوفة، بان يتم اشراك مجلس النواب (السلطة الرقابية).. بتشكيل الحكومة (السلطة التنفيذية)..ما يعني بشكل قاطع انهم سيتحملوا وزر اخطاء الحكومة التي اسهموا بتشكيلها ..؟؟ ثم الا يعني هذا ايضا ان سلطتهم الرقابية ستكون'مشبوهة' لان براقش (لن تجني على نفسها) عندما ياتي زمن المسائلة ..؟
الحديث عن حكومة 'طاهرة' و'نظيفة' سقط في مخدع 'زواج عرفي' بين الحكومة والبرلمان،بحسن او سوء نية لا ادري، وسينجب لنا اولادا مشوهين، معاقين، واجنة هجينة، بعقد نكاح باطل !
لو كانت الحكومة المشكلة 'برلمانية خالصة' سيكون دور حضرات النواب في 'المشاورات' طبيعيا ولازماً ، لكن بما انهم خارج الملعب، وجب على 'اهوائهم' ان تبقى خارج الملعب معهم.. حتى لا يدخلوا في 'لعبة مكشوفة' اساسها 'نفع واستنفع' ولكي تبقى 'اعينهم' قوية عندما يحين محاسبة الاداء الحكومي ..؟؟
واذا كانت الحسبة لدى حضرات النواب على مبدأ ان لم أوزّر .. ساوِزِر ..( ! ) فهذا يدخلنا في طابق اكثر 'شبهة'، وهو ان المصالح الشخصية 'سيد الموقف'، وان حكومة النسور المرتقبة لا يهم ان يكون اداؤها حسنا من سيئا، بل المهم ان يحظى الكل بمنافعه وغنيمته..!
المصيبة الكبرى في الاردن اننا ننظر للمناصب كمكاسب ( ! ) لا كمسؤلية وامانة ابت السماوات والارض والجبال ان يحملنها، ويتمنى السادة النواب حملها على ظهورهم عن طيب خاطر ..!
والمصيبة الاكبر في الاردن، ان بعض من ابنائه يعتبرونه ' كعكة ' وكل منهم يحاول اقتطاع 'حصته' منها ، لتسمين جيوبهم المتخمة، واخر ما يخطر على بالهم، المرحلة المفصلية والدقيقة الحاسمة التي نمر بها، بل واخر ما يجول بخواطرهم هو الاردن..!
(2000) مستوزر وطامح بمنصب وزاري طرحت اسمائهم على رئيس الوزراء المكلف، الذي لا احسده على معضلته، فهو سيحاول اجتياز امواج المصالح النيابية الضيقة، بمركبه المهلهل، عله يحظى بثقة النواب الذين صدقوا للحظة انهم يلعبون الديمقراطية وفق ابجديتها السليمة ..وسيحظى بها بشكل مؤكد !
مشاورات الرئيس يجب ادخالها في موسوعة 'جينيس' للارقام القياسية، فهو لم يترك احدا الا وشاوره، ولم يبق أحد الا واخذ منه 'ورقة' تزكي 'ابو العيون السود' ما غيره ..!
واقول لحضرات النواب : ان تدخلكم بتشكيل حكومة النسور يضع على عاتقكم تحمل وزرها ان اخطئت مستقبلا ً؟ .. ويسحب منكم سلطتكم الرقابية لانكم لن تراقبوا 'معارفكم'.. و'حبيايبكم' .. الذين وزرتموهم، بل واجزم ان منكم من 'سيتواطىء' مع الحكومة لاحقاً، لانه سيلام مثلها على اسهامه بتشكيلها ؟؟
ثم الا يا يعني يا دولة الرئيس ان مشاوراتك مع حضرات النواب ، والاخذ باسماء يقومون بتزكيتها لدخول حكومتك ، 'مساومة سياسية'
( ! ) و'مناورة ذكية' حد الدهاء، لتحميلهم وزر اخطاءك - ان وقعت - لاحقا..!
واين نحن من مبدأ فصل السلطات؟ وضرورة ان لا تتداخل السلطة التنفيذية مع التشريعية، لا من قريب ولا من بعيد، فدور البرلمانات يقتضي ان تكون رقيبا على الحكومات، ومحاسبا لها، وصعب ان تأتلف العلاقات حينها، الا اذا دخلت المصالح والصفقات المشبوهة( ! ) وخراب البيوت ..!
بعد ايام من الان، سيذوب الثلج، وسنرى ما تمخضت عنه مشاورات الرئيس، التي زادت من 'جرعة الامال' للعديد من المواطنين، والمراقبين على حد سواء، واذا لم تكن تلك الحكومة بـ'حجم الامال' التي رفعت منسوبها، فان الاحباط سيتجلى في اليوم التالي لتشكيلها ..وتذكروا قولي..!