آخر الأخبار
ticker %17 انخفاض إنفاق الزوار الدوليين في 10 أشهر ticker "الريشة".. كميات غاز مبشرة تحتاج سنوات لجني الثمار ticker 30 ألف عقار بالقدس تحت "معول الاحتلال" ticker الحكومة تقر نظامي الإدارة العامَّة والصندوق الهندسي للتدريب ticker ملامح إدارة ترامب الجديدة في البيت الأبيض ticker ابوصعيليك يعلن انتقال دور هيئة الخدمة من التعيين إلى الرقابة ticker هطول مطري بعد ظهر الأحد .. وتحذير من الانزلاقات ticker باختياره وزيرة الزراعة .. ترامب ينتهي من تشكيل حكومته ticker اصابتان بتدهور مركبة على الصحراوي ticker الأمن يعلن قتل شخص أطلق النار على رجال الأمن في منطقة الرابية ticker الأردنيون يؤدون صلاة الاستسقاء ticker الحكومة تقرّر إعفاء السيَّارات الكهربائيَّة بنسبة 50% من الضَّريبة الخاصَّة حتى نهاية العام ولمرَّة واحدة فقط ticker العيسوي: الأردن يوظف إمكانياته السياسية والدبلوماسية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان ticker زين تنظّم بطولتها للبادل بمشاركة 56 لاعباً ضمن 28 فريق ticker أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ticker نشاط تطوعي لنادي الأرينا وقسم البصريات بجامعة عمان الأهلية في روضة ومدارس اللاتين – الفحيص ticker عمان الاهلية تشارك بفعاليات منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات ticker عوني عمار فريج يحصد فضية بطولة المحترفين الرابعة للتايكواندو على مستوى المملكة ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن

هندسة مكارم الملك

{title}
هوا الأردن - موسى الصبيحي

من الصعب على المرء أن يفهم كيف يتم تصميم وإخراج مكارم الملك، فالمراقب لا يملك غير إطلاق الأحكام وهو يرقب المشهد عن كثب، فالعملية، منذ أن بدأت، ينقصها الكثير لكي تؤتي أُكُلها بالصورة المأمولة، لكن التجربة لم تصل إلى مستوى النجاح الذي يريده الملك، وربما كان السبب أن أولئك الذين يصمّمون مكارم الملك "ويهندسونها على طريقتهم" سواء أكانوا من رجالات الحكومة أو رجالات الديوان الملكي، لم يأخذوا باعتبارهم الغاية النهائية لها، ولو كانوا يدركون ذلك، لما رأينا كيف أن إخراجها لم يحقق الرضا بين الناس، أو بين الشريحة الأوسع من أبناء المجتمع..! منْ يصدّق أن قرية صغيرة مثل "فلحا" الواقعة إلى الشرق من ذيبان بمحافظة مأدبا لم تطأها قَدَم مسؤول في الدولة وفقاً لتقارير المركز الوطني لحقوق الإنسان، وربما لا يعلم أي مسؤول في الدولة أن هذه البلدة تفتقر لأبسط الخدمات لكي نقول أنها مناسبة للحياة البشرية، وعلى الرغم من الفقر الشديد الذي يعاني منه قاطنوها، تجد أن الأسرة التي تحتاج إلى رغيف خبز يضطر أحد أفرادها إلى استئجار سيارة بثلاثة دنانير لتأمين كيلو الخبز من أقرب بلدة إليها لعدم وجود مخبز.. أما المركز الصحي المتواضع في البلدة فلا تداوم فيه سوى ممرّضة واحدة هي الطبيب والصيدلاني والمُمرّض وكل شيء..!! وكذلك الأمر في بلدة الشقيق إلى الغرب من ذيبان وتبعد عنها عشرة كيلومترات، والتي يقطنها ما يقرب من (5) آلاف مواطن، ومع ذلك تكاد تكون مقطوعة عن العالم لعدم وجود أي واسطة نقل منتظمة من البلدة وإليها، وتعاني من فقر شديد وارتفاع معدلات الهجرة منها..!! وإذا انتقلنا إلى قرية اللجّون في محافظة الكرك والتي يقطنها أكثر من ألف مواطن، نُفاجأ بأن معظمهم يسكنون بيوت الشعر بلا ماء ولا كهرباء ويعانون من العزلة بسبب غياب وسائط النقل منها وإليها، وتعاني البلدة أيضاً من فقر شديد جداً ونسبة أميّة مرتفعة، وعلى الرغم من وجود مدرسة واحدة فيها فقط إلاّ أن المرء يستغرب ويُفاجأ بأنها تدمج بين الصفين السادس والسابع معاً في غرفة صفية واحدة بسبب عدم توفر غرف صفية كافية..!! لا تسعفني مساحة هذا المقال لكي أذكر الكثير من الحالات والمناطق التي يمكن أن نسميها منكوبة ومنسيّة من قبل كافة الحكومات بلا استثناء، وحتى رجال الديوان الملكي الذين يُفترض أنهم قادرون على تلمّس واقع الناس والوصول إلى معاناة الفئات المهمّشة، يبدو أنهم فقدوا البوصلة، علماً بأننا لا نتحدّث عن حقوق سياسية بقدر ما نتحدّث عن حقوق اجتماعية واقتصادية لقاطني هذه المناطق، ومع ذلك تُسجِّل الحكومات غياباً كاملاً، وهذا ينسحب على مناطق كثيرة جداً في المملكة، وكأن هذه الحكومات معنية بعمّان ومراكز المدن الكبرى فقط، وكان يُفترض بهذه الحكومات أن تنطلق لتنمية المناطق النائية والفقيرة التي، مع الأسف، أصبح بعضها في غياهب النسيان، كما كان يُفترض بمن يقف وراء تصميم وهندسة وإخراج مكارم الملك أن يوجّه النظر إلى هذه المناطق المنكوبة، التي تعاني من نقص شديد وتردّي واضح في خدمات الصحة والتعليم وفرص العمل وهي أهم واجبات الدولة والحكومات، وما لم تقم بها أي حكومة من الحكومات أو إذا قصّرت في أدائها بعدالة وكفاية تصبح فاقدة لشرعيتها الدستورية..! أدعو إلى إعادة هندسة مكارم الملك، وكنت أول منْ كتب داعياً إلى تصويب مكرمة المقاعد الجامعية، بأنْ تقتصر على المنحة ولمن يستحقها فقط من الفئات الفقيرة والمعوزة لا على تأمين المقعد، على حساب آخرين اجتهدوا وحصلوا على معدلات عالية لكن طلاب المكرمة نافسوهم واستولوا على مقاعدهم عنوةً بمعدلات أقل بكثير، فهل كانت هذه عدالة أم إجحاف..!! ومن المسؤول عن هندسة وإخراج المكارم الهاشمية الطيبة بهذا الشكل المجْحِف بحق الغير، وبالتالي إفراغها من جوهرها وغاياتها..!؟ مكارم الملك جميلة وتحمل لفتات رائعة من قائد الوطن إلى الفئات المهمّشة والفقيرة في المجتمع، وهي تهدف إلى تمكين هذه الفئات وتقويتها وتعزيز انتمائها للدولة، لكنها، أي هذه المكرمات، انحرفت عن مسارها بفعل القائمين على تصميمها وإخراجها، وأخذت تُسبّب حشرجة في المجتمع واحتقانات هنا وهناك.. وبدلاً من أن تُوجَّه لمستحقيها من الفقراء والمهمّشين وذوي الحظ "التعس" إذا بالأغنياء وميسوري الحال وذوي الحظ "السعيد" هم المستفيدون منها..!! فمتى يبدأ تصحيح وتصويب مسار مكارم الملك وإعادة هندستها، ومنْ المسؤول..!؟ Subaihi_99@yahoo.com

تابعوا هوا الأردن على