الحقد في السياسة
طارق مصاروة
كنا نقول: اننا نعطي لاسرائيل اكثر مما تستحق!! فهي قوية لاننا ضعفاء، وهي قادرة على التخطيط لأمد بعيد لانها كيان منظم متقدم ونحن جماعات محكومة بالجهل والفوضى!!.
في الاسبوع الاخير قامت قيامتنا: برلمانا واحزابا وصحافة لأن احد نواب الكنيست من «الليكود» اقترح رفع الرعاية الاردنية عن الاماكن المقدسة واحلال السيادة الاسرائيلية عليها!! ولم يفهم الكثيرون من الذين وجدوها فرصة «لتهبيش» السياسة الاردنية، والدعوة الى منع زيارة الوزير كيري للاردن، ورفض «مبادرته» رغم ان احدا لم يقرأ مثل هذه «المبادرة».. لم يفهموا ان رفع الرعاية الاردنية لمقدسات القدس، هو الغاء مادة من مواد معاهدة السلام الاردنية – الاسرائيلية، وان هذا الخروج على مادة من هذه المعاهدة هو هدمها بالكامل!! وان الموضوع هو اكبر من نائب، واكبر من الليكود واكبر حتى من حكومة نتنياهو!!.
الكلام الغاضب في السياسة لا يعني ان صاحبه وطني، ومناضل.. الخ!! وقد يكون كلاما لا علاقة له بالقدس ومقدساتها،وانما هو لعبة كلامية تفرضها اجندة ليست وطنية!! ونحن نقول بكل لؤم: انتم ايها السادة فرحون برفع الرعاية الاردنية عن مقدسات القدس، اكثر من نواب الليكود، لأن ذلك يصب في اهدافكم بتقليل شأن البلد وسياساتها وقادتها!!.؟
حين تبرع الحسين – رحمه الله – بتذهيب قبة الصخرة المشرفة، وصيانتها، تم وضع لوحة متواضعة في مكان متواضع بأن الحسين هو الذي قدّم هذا العمل الوطني والديني لابقاء مقدسات القدس متوهجة وجميلة ثابتة، ولعل الحسين، قبلنا، لم يتفاجئ بأن احد «المناضلين» كسر اللوحة وشوهها، وقتها قلنا: لو انه استطاع لنسف القبة الجميلة، لانه درس الحقد منذ نعومة اظفاره، وان الخلفية الحقيقية لهذا التدريس هي: خلفية صهيونية!!
فخراب قبة الصخرة، هو كحريق الاقصى الخطوة الاولى لهدم «خرائب المسلمين» واقامة الهيكل الثالث مكانها!!.
هل يفهم الذين يتعاطون السياسة بالحقد الجاهل انهم الآن يهدمون، بيهودية مشهودة، الهيكل على رأس الامة؟ فليقل لنا نقيب المهندسين الاردنيين لماذا يقاطع اجتماع نقباء المهندسين العرب.. وهو رئيس هؤلاء النقباء؟؟ هل لأنهم عرب.. ولأننا خرجنا من العروبة؟! ام لأن للاخوان مشكلاً مع كل البلاد العربية؟! وهل النقابة تمثل حزبا واحدا ام تمثل الاردن .. وفي البلاد العربية اربعون الف مهندس اردني يعملون فيها؟!.
لم يفتح الكنيست ملف المقترح الليكودي برفع رعاية الاردن عن مقدسات القدس، لأن الاردن ليس لقمة سائغة كما يريد الاردنيون الحاقدون ان يصوروه .. والافضل ان لا يفتح احد هنا في عمان ملفات الليكود.. وكأنها ملفات نضال وجهاد .. الخ!!.