الإستعداء الرسمي للإخوان المسلمين في الأردن
لماذا الاستعداء الرسمي للإخوان المسلمين في الاردن؟ الأستاذ الدكتور أنيس خصاونة طالعتنا الصحف أمس بتعيين أحد العرابين الرئيسين لمبادرة زمزم في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية. ما هي المضامين السياسية لتعيين الدكتور المذكور المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين في الجامعة الأردنية علما بأن الدكتور تم تعيينه بوظيفة باحث في جامعة اخرى ثم تم تغيير مسماة الوظيفي الى مدرس بعد إعلان مبادرة زمزم!!! تبدوا الحكومة الأردنية سعيدة جدا بأي انشقاق لصف جماعة الإخوان المسلمين ولديها استعداد تمام لتغطية كافة المناسبات والانشقاقات في صفوف الحركة الإسلامية وتكريم أصحابها وإظهارهم بصورة الأبطال والإغداق عليهم بالوظائف وجعل الجامعات الأردنية الرسمية تتسابق على تعيينهم علما بأن الدكتور الزمزمي ما زال برتبة أستاذ مساعد . أساليب الحكومة مكشوفة في الاحتفاء والتشفي بأي شيء أو اختراق أو أذى يصيب الحركة الإسلامية في الأردن أو في مصر او في تركيا أو حتى ربما في إفريقيا ومالي وزمبابوي .عند إعلان تشكيل حزب الوسط الإسلامي قبل بضع سنين كادت الحكومة ان تعلن ذلك اليوم يوما وطنيا واعتبار ذلك اليوم عيد مثله مثل أعياد الفطر والأضحى وغطت نشاطات الحزب تغطية إعلامية مهولة لدرجة أذهلت بعض أعضاء الحزب نفسه ممن يملكون منصات إعلامية . أما مبادرة زمزم فقد كادت الحكومة ان تصنع منها حدثا تاريخيا لدرجة اعتقد المواطن أن الحكومة بصدد صناعة فلم وثائقي عن زمزم والزمزميين الذين على ما يبدوا لم يستطيعوا الصمود في مقاومة شهوة الجاه والسلطة . يا ترى ما هو سر المقاومة والعداء الرسمي للحركة الإسلامية؟ وهل يستطيع النظام السياسي الأردني أن يستمر في استعداء الناس على جماعة الإخوان المسلمين؟ وهل تتناقض الأفكار والمبادئ التي تدعو الى وحدة الأمة الإسلامية واستناد النصوص والتشريعات الى المرجعية الإسلامية التي ينادي بها الإخوان المسلمين هل يتناقض هذه مع ما يعتقد به السواد الأعظم من الشعب الأردني في القرى والأرياف والمخيمات والبوادي الأردنية؟ وهل الفكر السياسي لجماعة الإخوان المسلمين يشكل فعلا خطر على استمرارية النظام السياسي الأردني؟ الإخوان المسلمون في الأردن يطالبون بالإصلاح السياسي مثلما تطالب به شرائح كثيرة في المجتمع الأردني وفي هذا السبيل أكد الإخوان في غير مرة على إصلاح النظام وليس تغييره ،وضرورة تعديل الدستور ليتيح تغيير قواعد اللعبة السياسية وتحقيق مبدأ الولاية العامة، ونقل معظم الصلاحيات التنفيذية الهائلة التي يمارسها الملك الى الحكومة تحقيقا لمبدأ الولاية العامة. قيل في الإخوان المسلمين ما لم يقله مالك في الخمر وشوهت صورتهم وزعموا أنهم لا يلتزمون بالديمقراطية وتم وصفهم بالأشرار والديناصورات وأنهم إقصائون فاحتكم الإخوان الى قواعد اللعبة الديمقراطية في مصر وقبلها في غزة والجزائر وتم الانقلاب عليهم وذبحوا وشردوا وسجنوا بسبب أن الديمقراطية كانت لصفهم والى جانبهم. إن الأسئلة التي طرحناها عن سبب العداء لجماعة الإخوان المسلمين في الاردن تبقى برسم الإجابة عند القراء وإن كنا نعتقد بأن مقاومة هذه الجماعة مصدره وبواعثه خارجية ومن جهات غربية ترى في الاسلام خطرا على سيطرتها وهيمنتها على مقدرات الشعوب العربية المظلومة .