العلامة والمؤرخ الدكتور عبد الكريم الغرايبة في ذمة الله
توفي صباح اليوم السبت، العلامة والمؤرخ الدكتور عبد الكريم الغرايبة بعد صراع طويل مع المرض.
ويعد الفقيد الغرايبة شيخ المؤرخين الأردنيين وأول من حصل على شهادة الدكتوراة في تاريخ المملكة، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ العام 1951 وأشرف في آخر أيامه على مشروع لتوثيق التاريخ العربي بجامعة العلوم الإسلامية العالمية، كما يؤرشف نصف مليون وثيقة.
وولد الغرايبة في العشرين من حزيران (يونيو) العام 1923 في قرية المغير شمال إربد عندما كان عدد سكان القرية لا يزيد على 200 نسمة، حيث تلقى تعليمه الأولي (مبادئ الحساب والقراءة والكتابة) في كتّاب القرية على يد الشيخ علي الخليل الحوراني.
ودرس الصفوف الأول والثاني والثالث في عدة مدن أردنية بحكم تنقل والده في عمله من مكان لآخر، وانتقل إلى مدينة السلط العام 1939م حيث التحق بمدرستها الثانوية، وتخرج منها حاصلاً على شهادة الدراسة الثانوية العام 1941. وكان أحد الطلاب العشر الأوائل في دفعته.
وحصل الدكتور الغرايبة على درجة البكالوريوس في التاريخ العام 1947م ، وبعدها التحق في جامعة لندن ليقوم بدراسة الدكتوراه فيها.
بعدها، عاد الدكتور الغرايبة إلى الأردن العام 1951 ليعمل مفتشاً في دائرة الآثار الأردنية. كما التحق بالجامعة الأمريكية في نيسان (أبريل) العام 1953م واتصلت جامعة دمشق وعرضت عليه التدريس فيها بلقب أستاذ زائر في تاريخ العرب الحديث لمدة سنتين ليعود بعد ذلك إلى الأردن للعمل بمنصب رئيس لقسم التشريع في ديوان الموظفين وبعد شهرين جاء طلب إلى الحكومة الأردنية من الحكومة السورية ليقوم الدكتور الغرايبة بالتدريس في جامعة دمشق نظراً لحاجة الجامعة لجهده العلمي.
وفي العام 1956 عاد الغرايبة إلى عمان ليتم تعيينه مديراً عاماً لدائرة الآثار، وأثناء وجوده في سورية نشر مجموعة من المؤلفات العامة منها: تطور مفهوم النضال العربي ضد الاستعمار 1959 مقدمة تاريخ العرب الحديث 1960 والجزيرة العربية والعراق 1960، أفريقيا العربية في القرن العشرين 1960، العرب والأتراك في التاريخ 1960، سورية في القرن التاسع عشر 1971م.
وانتقل في بداية العام 1962 للعمل في جامعة الرياض وهناك استطاع التعرف على تاريخ الدولة السعودية وقيامها وبعد البحث واستيفاء المعلومات تمكن من إعداد كتاب يحمل مسمى (قيام الدولة السعودية الأولى)، وبعد أن أمضى سنة دراسية في السعودية عاد إلى الأردن في الفترة التي يتم فيها إنشاء الجامعة الأردنية ولأنه أول من حصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ فقد تم تعيينه في الجامعة الأردنية منذ نشأتها فعمل فيها أستاذاً مساعداً ثم مشاركاً ثم أستاذ شرف حتى تقاعده من العمل العام 1997.
وتنقل الدكتور الغرايبة في العديد من المواقع الأكاديمية خلال عمله في الجامعة الأردنية فمن رئيس لقسم التاريخ إلى عميد لكلية الآداب لأربع مرات إلى نائب رئيس الجامعة لشؤون التخطيط والعلاقة مع المجتمع، وعين عضواً في مجلس الأعيان لفترة من الوقت.
يذكر أن عددا من زملائه في العمل وطلابه الذين نهلوا من معين خلقه ومعرفته وعلمه بإعداد كتاب تكريمي له العام 1988م ، حمل مسمى بحوث ودراسات مهداة إلى عبد الكريم غرايبة بمناسبة بلوغه الخامسة والستين.