لأن تراهن كما عهدناك
لم يسبق ان يظهر جلالة الملك عبدالله الثاني مهددن مثيري الفتنة مثلما حصل في لقائه مؤخرنا مع شخصيات سياسية ونيابية وقضائية اي ممثلي السلطات الثالث في الدولة الاردنية . وضح جلالته في ان « الأردن هو الأردن ، وفلسطين هي فلسطين» كان بمثابة دق المسمار الاخير في نعش « الوطن البديل ». وهذاالقول ليس مجرد شفافية وانما تنبيه حتى يلتزم الجميع بالمصلحة الوطنية العليا ، بعدم المساس بالثوابت الأردنية والتي منها حل القضية الفلسطينية في الأرض المحتلة على أساس الدولتين فقط وفق خارطة دولية . وعندما يقول جلالته أن الوطن البديل مجرد وهم، فهذا دليل على أن مصالح الأردن العليا في حل الوضع النهائي غير قابلة للتفاوض. فالاصرار الملكي على حق العودة وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس واحباطه لكل المؤامرات التي استهدفت الأردن وهويته وسيادته على ارضه، فرضت على العالم أحترام مصالحنا الوطنية العليا، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة وبريطانيا بصفتيهما راعيين للسلام وكلنا يعلم هذا بأن القضية الفلسطنية تتصدر كافة لقاءات جلالته مع مختلف الساسه في العالم . واذا كان ما يرتكبه هؤلاء من جريمة بحق الأردن وقيادته وشعبه بأثارة فتنة الوطن البديل، فالمطلوب من النخب والرأي العام أن لا يتفاعل مع سموم هؤلاء ، لمحاصرتهم هم واجنداتهم التي من أهدافها ايضا تدمير منجزات الدولة الاردنية التي وضع رواسيها الأجداد وبناها الأباء وعزز بنيانها الأبناء في ظل الراية الهاشمية . ولعل المتابع لمضامين الحديث الملكي ، والذي كشف خلاله جلالة الملك وجود فئة نعتها ب «مجموعة الفتنة» بشكل صريح وواضح، مؤشرا لدعوة المجتمع الاردني للتصدي لهم وتعريتهم امام الرأي العام الاردني فالتصدي لمحاولات التشويش على الدور الأردني وموقفه من قضايا امته، مسؤولية تقتضي من الجميع، بحكم أن السموم التي يحاولوا بثها حول الوطن البديل في المجتمع الاردني المتماسك من شأنها التأثير على كل أردني وعلى كل جهد أردني سواء داخليا او خارجي في مختلف المجالات والميادين السياسية والأقتصادية والأجتماعية وغيرها من مجالات . دعوة جلالة الملك الى التصدي لهؤلاء، مستندة الى حقائق اكد عليها الملك سواء فيما يتعلق «بوهم الوطن البديل» فجلالة الملك اكد أن موقف الأردن «قوي جدا.. ومطلع على كافة التطورات المتصلة بالمباحثات الاردنية- الاسرائيلية وما يخص مستقبل فلسطين مجددا ، وأكد جلالته على أن «الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين.. ولا شيء غير ذلك لا في الماضي ولا اليوم ولا في المستقبل وهذه رسالة واضحة للعالم اجمع أننا لا نغير ولا نتغير حول جهدنا الرسمي والشعبي لاقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف .
*بقلم : أشرف صقر الكريميين