آخر الأخبار
ticker فزعة النشامى .. السفير القضاة يهب لنجدة رجل اعمال أردني في دمشق ticker الأردن: اعتداء إسرائيل على قوة أممية في لبنان انتهاك فاضح ticker نشامى الأولمبي يكتسح بوتان بـ11 هدفاً في التصفيات الآسيوية ticker ولي العهد يهنئ بذكرى المولد النبوي الشريف ticker رصد أثر جسم جوي في سماء عمّان والبادية الشمالية ticker التنمية: ضبط 847 متسولًا ومتسولة خلال شهر آب ticker الملكة رانيا: في ذكرى مولد خير الأنام نتأمل رسالته الخالدة ticker الملك: يا رسولَ الإلهِ أنتَ شفيعي وبِكَ الخَيرُ كلُّه والرَجَاءُ ticker الطاقة: بدء تصدير الكهرباء في حال جاهزية خط الربط السوري ticker الضمان لن يوقف صرف رواتب المتقاعدين فوق ثمانين عاما ticker تعيين عمداء وتجديد لآخرين .. تشكيلات أكاديمية في البلقاء التطبيقية ticker الخلايلة: الاعتداءات المتكررة على الأقصى تزيد التمسك بحقنا فيه ticker الشاباك يعلن إحباطه عملية لاغتيال بن غفير في الخليل ticker أمانة عمان .. حملة لإزالة المركبات المهجورة من الشوارع ticker تحويلات مرورية إثر إغلاق جزئي لطريق إربد - عمان ليلة الخميس - الجمعة ticker الأردن عن تهديد وزير مالية الاحتلال للسلطة الفلسطينية: أوهام وعنصرية ticker بالأسماء .. امتحان مفاضلة للمتساوين بمعدل التوجيهي الاجنبي الثلاثاء ticker الملك وولي العهد يحضران الفعالية الدينية بمناسبة المولد النبوي ticker الأردن والسعودية يبحثان تعزيز التكامل الاقتصادي والشراكات الحقيقية ticker 8.1 مليون دينار حجم التداول في بورصة عمان

محاذير مراقبة الجامعات والمدارس

{title}
هوا الأردن - د. باسم الطويسي

بسرعة، انتشرت عدوى تركيب كاميرات المراقبة في ساحات الجامعات ومرافقها. فبعد إعلان الجامعة الأردنية عن نشر نحو 250 كاميرا مراقبة، أعلنت جامعة مؤتة عن تركيب نحو 600 كاميرا، لمراقبة سلوك الطلبة وحركة الدخول والخروج من الحرم الجامعة. وفي السياق ذاته، وردت أنباء عن نية وزارة التربية والتعليم "إسناد حراسة المدارس إلى قوات الدرك، إضافة إلى تركيب كاميرات في المدارس، لضبط تسرب الطلبة الذكور، ومنع التجمعات الشبابية
 أمام مدارس الإناث".
هذا يعني، عمليا، أن  ثمة سياسة تتبلور في إدارة ملف العنف الجامعي والطلابي. لكن، وللأسف، يبدو أن المدخل الذي يدير هذه السياسة هو المدخل الأمني، ما قد يكرر أخطاء كبرى ارتُكبت في السابق، وبما قد يقود إلى "عسكرة المدارس والجامعات".
صحيح أن ملف العنف الطلابي في الجامعات صار قلقا يوميا للمجتمع والدولة؛ وصحيح أن فوضى علاقة المجتمع بالمدرسة، كما عكستها امتحانات "التوجيهي" الأخيرة في ضوء تشدد وزارة التربية والتعليم في حماية الامتحان ومنع عمليات الغش، قد أشارت (هذه الفوضى) بالنتيجة إلى حجم تراجع المكانة الأخلاقية للمؤسسة التعليمية وهيبتها في عيون الأردنيين؛ إلا أن كل ذلك لا يعني أننا أفلسنا من كل الحلول، فلم يبق إلا الحل الأمني المباشر، والسيطرة الكليّة، ومراقبة أنفاس الناس. ونتجاهل هنا أن ما قامت به وزارة التربية والتعليم في خطة استعادة هيبة امتحان "التوجيهي" يعد أنموذجا للحلول الممكنة؛ كثير من الحزم المؤسسي والإداري، وكفاءة في تحديد الأهداف وإدارة تنفيذها والوصول إليها.
لدينا مشكلة في الأردن تتمثل في أننا نكافئ المجتهد بأن نتكئ عليه، بل ونضع كل العبء عليه. وهذاء جزء من أمراض الثقافة المجتمعية السائدة، وحتى أمراض العمل العام. فالمؤسسة الأمنية هي وحدها المبرر لها أن تتبنى المدخل الأمني في معالجاتها، لأن ذلك جوهر عملها. وإذ استطاعت هذه المؤسسة إثبات حرفيتها وكفاءتها، فلا يعني ذلك أنه كلما واجهنا تحديا مجتمعيا أو مؤسسيا نذهب إلى المدخل الأمني في التعامل معه. ثمة سلسلة طويلة من الحلول لم تُجرب، على رأسها استعادة كفاءة العمل المؤسسي. فقريبا، قد نجد الشغل الشاغل لرؤساء الجامعات وعمداء الكليات مراقبة الشاشات من مكاتبهم، وليس إدارة العملية التعليمية والبحث العلمي.
التطرف والذهاب بعيدا في استخدام المدخل الأمني، لا أساس قانونيا له. وعلاوة على كل الحديث عن انتهاك خصوصيات الأفراد -ونحن نتكلم هنا عن حرم جامعي وليس عن محطة قطارات في لندن- فإن ذلك يعني دفع الطلبة والأفراد إلى العمل السري إذا لم تتم معالجة جذور المشكلات.
علينا أن نذهب إلى نقطة أبعد من ذلك، بأن العنف الطلابي، والغش في الامتحانات، مصدرهما الخلل العميق الذي أصاب كفاءة المؤسسة التعليمية ومن يديرها؛ وأن أي علاج أو مقاربة يتجاوزان هذا المدخل، لن يضيفا إلا المزيد من الخلل، وربما بعض التهدئة التي لن تحصد إلا المزيد من تراكم المشكلة، وبالتالي المزيد من التعقيد وصعوبة الحلول.

تابعوا هوا الأردن على